أظهرت دراسة حديثة أن الأدوية المخصصة لعلاج سرطان الثدي المتقدم قد توفر خياراً علاجياً جديداً للمرضى الذين يعانون نوعاً نادراً من السرطان يصيب الجهاز الهضمي.
يعمل عقارا "توكاتينيب" Tucatinib و"تراستوزوماب" trastuzumab على حجب بروتين يعرف باسم "إتش إي آر 2" HER2 "مستقبل عامل نمو البشري الثاني"، في الخلايا السرطانية مما يمنعها من النمو أو الانتشار.
هذا ويوصي "المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية" (NICE) باستخدام هذه الأدوية كخيار علاجي لمرضى سرطان الثدي المتقدم أو النقيلي (المنتشر) لمن تلقوا علاجين أو أكثر يستهدفان بروتين "أتش إي آر 2" [ولم يستجيبوا لتلك العلاجات].
وقام باحثون من المركز الوطني لعلاج السرطان داخل كاشيوا في اليابان بدراسة كيفية توسيع استخدام هذا العلاج ليشمل سرطانات أخرى، بما في ذلك سرطان القنوات الصفراوية.
ويعرف سرطان القنوات الصفراوية، المعروف أيضاً باسم "الكولانجيوكارسينوما" cholangiocarcinoma، بأنه يصيب الأنابيب الصغيرة التي تربط الكبد بالمرارة وأعضاء أخرى.
ووفقاً للإحصاءات الصادرة عن جمعية سرطان الكبد في المملكة المتحدة، يُشخص نحو 2200 شخص سنوياً في إنجلترا بسرطان القنوات الصفراوية.
هذا وشملت التجربة في مرحلتها الثانية 217 مريضاً مصابين بأورام مختلفة منتشرة في الجسم، وكانت خلاياهم تظهر تغيرات في بروتين "أتش إي آر 2". اُعطوا علاجاً يشمل تناول أقراص توكاتينيب مرتين كل يومياً ضمن دورات علاجية مدتها 21 يوماً، مع جرعة من تراستوزوماب تحقن عبر الوريد كل ثلاثة أسابيع.
ووجد الباحثون أن السرطان قد تقلص لدى 22.2 في المئة من المرضى بصورة عامة، بينما كانت النتائج أكثر إيجابية بين مرضى سرطان القنوات الصفراوية، إذ تقلص السرطان لدى 46.7 في المئة منهم.
وقال الدكتور يوشياكي ناكامورا من المركز الوطني لعلاج السرطان أن "هذا العلاج المزدوج الخالي من العلاج الكيماوي أثبت أنه آمن ويمكن تحمله بصورة جيد، مع اضطرار عدد قليل جداً من المرضى لإيقاف العلاج بسبب آثاره الجانبية. وأضاف: "أظهرت نتائج الدراسة أن استجابة العلاج تتفاوت حسب نوع الورم".
وأكمل "مع ذلك، أظهر المرضى الذين يعانون سرطان القنوات الصفراوية النقيلي الإيجابي لبروتين ’إتش إي آر 2’ وسرطان الثدي النقيلي المتحور في بروتين ’إتش إي آر 2’ استجابات علاجية شاملة ذات أهمية سريرية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستطرد "تظهر نتائج المرضى المصابين بسرطان الثدي النقيلي أن الأشخاص الذين لديهم أورام متحورة في بروتين ’إتش إي آر 2’ قد يستفيدون من هذه العلاجات المستهدفة لهذا البروتين".
هذا وقد عرضت نتائج هذه التجربة في الندوة العالمية "EORTC-NCI-AACR" حول العلاجات المستهدفة للسرطان التي عقدت في برشلونة الخميس الماضي.
وأشار الدكتور تيم غريتين، الرئيس المشارك في الندوة وكبير الباحثين في مركز أبحاث السرطان بالمعهد الوطني للسرطان، إلى أن "التجارب السريرية للسرطان غالباً ما تركز على نوع معين من الأورام، مثل سرطان الثدي أو الأمعاء". مضيفاً "تم تصميم هذه التجربة للتركيز على التركيب الجزيئي للورم، دون الاهتمام بموقعه في الجسم".
واستطرد "وهذا يتيح للباحثين فرصة تضمين الأنواع النادرة من السرطان، مثل سرطان القنوات الصفراوية، التي تحتاج بشدة إلى خيارات علاجية إضافية".
غريتين ذكر أن " دراسة بروتين ’إتش إي آر 2’ تمت بصورة مكثف في سرطان الثدي، لكننا بدأنا الآن في فهم أنه قد يكون هدفاً واعداً لعلاج أنواع أخرى من السرطان".
وختم بالقول إن "هذه التجربة لا تزال في مراحلها المبكرة، وهناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث للتأكد من صحة النتائج".
© The Independent