Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سرد فني لكلمات زرقاء اليمامة عن مستقبل البشرية

معرض يجمع وسائط متنوعة من الفيديو والفوتوغرافيا مع الرسم والأعمال التركيبية

السرد والأداء يمثلان عاملاً مشتركاً بين الوسائط (اندبندنت عربية)

ملخص

يضم معرض "على الأرجح ضبابي" ثلاثة أعمال حديثة للفنان المصري محمد عبدالكريم أتم إنجازها خلال السنوات القليلة الماضية، بينها عمله الممتد على أجزاء وصيغ مختلفة، والمعروض تحت عنوان "نظرة زرقاء نحو المستقبل"، وهو عبارة عن تجهيز فيديو يجمع بين السرد والمشاهد الأرشيفية والصور.

في ممارساته الفنية المتنوعة يسعى الفنان المصري محمد عبدالكريم إلى طرح تساؤلات وتقديم قراءات مختلفة للحاضر اعتماداً على وقائع تاريخية أو سرديات تراثية مشابهة، إذ يطرح هذه القراءات والتساؤلات في تأملاته لمستقبل البشرية، وهي تسعى بخطى ثابتة نحو مصير غامض.

في أعماله تلك يجمع عبدالكريم بين وسائط مختلفة، من الفيديو والفوتوغرافيا والرسم إلى الأعمال التركيبية، غير أن السرد والأداء يمثلان عاملاً مشتركاً بين هذه الوسائط، ويؤديان دوراً محورياً في تجربته الفنية.

هذه السمات التي تتسم بها أعمال عبدالكريم، وما تنطوي عليه من مراوحة بين الماضي والحاضر والمستقبل تتجسد في معرضه الحالي الذي تستضيفه مؤسسة "أرض في القاهرة" تحت عنوان "على الأرجح ضبابي".

يضم المعرض ثلاثة أعمال حديثة للفنان تم إنجازها خلال السنوات القليلة الماضية، بينها عمله الممتد على أجزاء وصيغ مختلفة، والمعروض تحت عنوان "نظرة زرقاء نحو المستقبل"، وهو عبارة عن تجهيز فيديو يجمع بين السرد والمشاهد الأرشيفية والصور.

وفي شريط الفيديو الذي لا تزيد مدة عرضه على 15 دقيقة تطالعنا مشاهد متقطعة لصحراء شاسعة وكثبان وعواصف رملية، وتتقاطع المشاهد السابقة مع مشاهد أرشيفية لمعدات عسكرية وجنود أسرى وعابرين في الصحراء يلتقطون أنفاسهم قبل معاودة المسير. يكتمل التجهيز الفني بمساحة عرض مغطاة بالرمال، وجذع نخلة ملقى في وسطها يمكن استخدامه للجلوس أثناء المشاهدة.

 

 

يتتابع السرد على الشاشة ليجمع شتات هذه المشاهد المتفرقة في سياق درامي يخيم عليه الشجن، والسرد هنا مستلهم من أسطورة زرقاء اليمامة، هذه المرأة التي عاشت في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام وكانت معروفة ببصيرتها الاستثنائية وبصرها الحاد وقدرتها على التنبؤ بالأحداث قبل وقوعها.

تتجسد ذروة المأساة في هذه الأسطورة في اللحظة المأسوية التي اقتلعت فيها عينا زرقاء اليمامة بعد وقوعها في الأسر، وهذا المصير المؤلم الذي تعرضت له زرقاء اليمامة بعد هزيمة قبيلتها أكسبت الحكاية دلالة خاصة، وهي دلالة تتقاطع مع عديد من الأحداث والوقائع المعاصرة في المنطقة العربية.

في شريط الفيديو يتتبع السرد تجليات زرقاء اليمامة في الأدب المعاصر بعد أحداث فارقة في تاريخ المنطقة، مثل النكبة وهزيمة 1967، كما يستكشف كيفية التعاطي مع مشاعر مرتبطة بتلك الأحداث مثل الحزن والهزيمة.

العمل الثاني عنوانه "أغنية لمصير مضطرب" وهو عبارة عن شريط فيديو يصور واقعاً خيالياً في المستقبل البعيد، إذ يلتقي مجموعة من البشر المهجنين في موقع لتعدين الفحم للتفكير في ماضيهم، أو مستقبلنا نحن في حقيقة الأمر.

وعلى وقع كارثة ألمت بالعالم ينخرط هؤلاء البشر في حوار مع بعضهم بعضاً في محاولة لتذكر ما حدث، وعلى رغم هذه الأجواء الكارثية فإن شعوراً بالسكينة يخيم على هذا اللقاء الذي يبشر كما يبدو بعلاقات محتملة وغامضة بين البشر والآلات والطبيعة.

العمل الثالث "قد أتعلم من أفواه الأسماك" ويضم 36 رسماً بأحجام مختلفة مرسومة باستخدام الألوان المائية والأصباغ والأحبار على ورق قطني، وتستدعي الرسومات المتخيلة والمذيلة بشروح مقتضبة وغامضة أفكاراً متعلقة بالتكيف مع الأحداث والوقائع والثقافات الأخرى أو حتى المقحمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

العمل مستلهم من الرواية المتداولة حول نبات ورد النيل المنتشر على طول مجرى النهر، وجلب هذا النبات الذي ينمو في أميركا الجنوبية إلى مجرى نهر النيل أثناء فترة الاستعمار البريطاني لمصر كنبات زينة، لكنه سرعان ما انتشر على طول مجرى النهر وكان له عديد من التأثيرات السلبية.

أدى إقحام هذا النبات على البيئة الطبيعية للنهر إلى حدوث عديد من التأثيرات السلبية، وفرض حضوره ونموه السريع تفاعلات مختلفة ومتنوعة في النظام البيئي لمجرى النهر.

شكل نبات ورد النيل تهديداً لوجود أنواع محلية مختلفة من الأسماك والنباتات، وبمرور الوقت طور النظام البيئي للنهر آليات وحيلاً دفاعية للتعامل مع هذا النبات الدخيل.

وتصور الرسومات التخيلية في عمل محمد عبدالكريم مشهداً تشكله الصراعات داخل نظام ميكانيكي حيوي تعيش فيه أنواع متحولة وهجينة بين الآلات والكائنات الحية.

تخرج الفنان محمد عبدالكريم في كلية التربية الفنية في القاهرة عام 2005، وهو فنان يعتمد على الممارسات الأدائية القائمة على البحث وتوظيف السرد والغناء والخيال والحكي، ويعمل عبدالكريم حالياً ويقيم بين القاهرة وروتردام وفيينا، حيث يدرس حالياً للحصول على درجة الدكتوراه في أكاديمية الفنون الجميلة في النمسا.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة