ملخص
قال مسؤول لبناني كبير، أمس الإثنين، إن لبنان و"حزب الله" وافقا على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل مع بعض التعليقات على المضمون ووصف الجهود بأنها الأكثر جدية حتى الآن لإنهاء القتال.
أعلن الجيش اللبناني أن ثلاثة من جنوده قتلوا اليوم الثلاثاء بغارة إسرائيلية استهدفت موقعهم في الصرفند جنوب البلاد، حيث تواجه تل أبيب "حزب الله".
وكتب الجيش على منصة "إكس"، "استهدف العدو الإسرائيلي مركزاً للجيش في بلدة الصرفند- الجنوب، مما أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين"، وأفادت وزارة الصحة اللبنانية عن إصابة ثمانية أشخاص آخرين في هذه الغارة.
من ناحية أخرى، قالت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) إن أربعة من قوات حفظ السلام من غانا أصيبوا اليوم عندما طاول صاروخ "أطلقته على الأرجح جهات غير حكومية" قاعدتهم في جنوب لبنان.
وأضافت أن قوات حفظ السلام التابعة لها ومرافقها تعرضت للاستهداف في ثلاث حوادث منفصلة اليوم.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن "حزب الله" شن هجومين بصواريخ اليوم، مما ألحق أضراراً بمواقع تابعة لـ"يونيفيل".
وأوضح أن صاروخاً أطلق عند الساعة 9:50 صباحاً (07:50 بتوقيت غرينيتش) أصاب موقعاً لـ"يونيفيل" في بلدة رامية بجنوب لبنان، مضيفاً أن "حزب الله" أطلق في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً عدداً من الصواريخ من منطقة المعلية، فأصابت موقعاً لـ"يونيفيل" في منطقة شمع بجنوب لبنان وألحق أضراراً به.
محادثات بناءة
أعلن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيروت اليوم الثلاثاء، أنه أجرى معه "محادثات بناءة للغاية" بشأن الاقتراح الأميركي للتوصل لوقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله".
وأضاف هوكشتاين أن "الاجتماع كان بناءً ومفيداً للغاية، وعدت لأن أمامنا فرصة حقيقية لإنهاء هذا الصراع والقرار يبقى قرار الأفرقاء والحل أصبح في متناول أيدينا"، موضحاً أن المحادثات مستمرة لتضييق الفجوات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار".
ووصل هوكشتاين إلى بيروت، صباح اليوم وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية"، وسيلتقي أيضاً رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي.
وقالت "الوكالة الوطنية" أن حقائب الموفد الرئاسي الأميركي أخضعت للتفتيش الدقيق عملاً بالإجراءات المتبعة في مطار بيروت.
خامنئي للشعب اللبناني: نحن وأنتم واحد
وفيما تتواصل المساعي الأميركية لوقف الحرب، وجه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي رسالة شفوية إلى الشعب اللبناني، قال فيها إننا "لسنا منفصلين عنكم. نحن معكم. نحن وأنتم واحد".
وأوضحت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء أن خامنئي قال، "نحن نتشارك معكم في آلامكم ومعاناتكم وأوجاعكم. نحن نتألم معكم ونشعر بنفس مشاعركم". وأضاف، "ألمكم هو ألمنا، ومعاناتكم هي معاناتنا، ونحن لسنا منفصلين عنكم".
المقترح الأميركي
وفي السياق الدبلوماسي، قال مسؤول لبناني كبير، أمس الإثنين، إن لبنان و"حزب الله" وافقا على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل مع بعض التعليقات على المضمون ووصف الجهود بأنها الأكثر جدية حتى الآن لإنهاء القتال.
ونقلت قناة "العربية" عن "مصدر موثوق تحدّث إلى هوكشتاين وهو على الطائرة متجهاً إلى بيروت"، قوله إن الموفد الرئاسي الأميركي أكد له أنه يفاوض على صيغة تشمل كل لبنان وليس فقط جنوب لبنان. وأضافت القناة أن أكثر من مصدر قريب من هوكشتاين والمفاوضين اللبنانيين أشار إلى أن الأميركيين يريدون من اللبنانيين الموافقة على إشراف أميركي على ترتيبات أمنية تشمل بيروت والمرفأ البحري والمطار الدولي، ومنع وصول أية أسلحة عبر سوريا إلى "حزب الله".
من جانبه، قال مساعد رئيس مجلس النواب نبيه بري علي حسن خليل لوكالة "رويترز" إن لبنان سلم رده المكتوب إلى السفيرة الأميركية في لبنان.
ولم يصدر بعد تعليق من إسرائيل. ووافقت جماعة "حزب الله" على أن يتولى بري التفاوض بشأن وقف إطلاق النار.
وقال خليل "لبنان سلم ملاحظاته على الورقة بأجواء إيجابية"، رافضاً الخوض في مزيد من التفاصيل. وأضاف "كل الملاحظات التي قدمناها هي تأكيد على الالتزام الدقيق بالقرار 1701 بكل مندرجاته".
وكان يشير إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرباً سابقة بين "حزب الله" وإسرائيل في عام 2006.
وتنص شروطه على ألا يكون لـ"حزب الله" أي وجود مسلح في المنطقة الواقعة بين الحدود اللبنانية- الإسرائيلية ونهر الليطاني على بعد نحو 30 كيلومتراً شمال الحدود.
وقال خليل إن نجاح هذه المبادرة يتوقف الآن على إسرائيل، مضيفاً أنه "إذا الإسرائيلي لا يريد الحل بيقدر يعمل 100 مشكلة".
وتقول إسرائيل منذ فترة طويلة إن القرار 1701 لم يُنفذ تنفيذاً صحيحاً بسبب وجود عناصر "حزب الله" وأسلحته على الحدود. ويتهم لبنان إسرائيل بارتكاب انتهاكات، منها تحليق طائرات حربية في مجاله الجوي.
وقال خليل إن إسرائيل تحاول التفاوض "تحت النار للضغط علينا"، في إشارة الى تصعيد قصفها على بيروت والضاحية الجنوبية معقل "حزب الله"، لكنه أضاف "هذا لن يؤثر في موقفنا ولن يغير من قناعاتنا".
نتنياهو يصعّد
وفي هذا السياق، قال مصدر رسمي مطلع على الاتصالات لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم الكشف عن هويته، إنه "يمكن القول إننا قطعنا شوطاً كبيراً"، مضيفاً أن "التوجه إيجابي ولبنان يتعاطى بإيجابية كبيرة مع المقترح". وأوضح المصدر "نحن نضع ملاحظاتنا النهائية على الصياغة الأميركية".
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر مساء أمس من أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضد "حزب الله" حتى في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.
وأضاف في كلمة أمام الكنيست، "الأمر الأهم ليس (الاتفاق الذي) سيوضع على الورق... سنكون مجبرين على ضمان أمننا في شمال (إسرائيل) وتنفيذ عمليات بشكل منهجي ضد هجمات حزب الله... حتى بعد وقف إطلاق النار"، لمنع التنظيم من إعادة بناء قواته.
وتقول إسرائيل إنها تريد إبعاد الحزب عن المناطق الحدودية في جنوب لبنان لضمان عودة 60 ألف شخص إلى ديارهم في شمال إسرائيل نزحوا بسبب ضربات "حزب الله" منذ أكثر من سنة، فيما نزح أيضاً في لبنان مئات آلاف السكان.
مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان
وعلى وقع التصعيد العسكري المستمر في لبنان، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) اليوم أن أكثر من 200 طفل قتلوا في لبنان، في غضون شهرين تقريباً منذ بدء التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، بمعدل "أكثر من ثلاثة" أطفال يومياً.
وقال المتحدث باسم المنظمة جيمس إلدر في تصريح صحافي في جنيف، "على رغم مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان في أقل من شهرين، إلا أن اتجاهاً مقلقاً يبرز ويظهر أنه يجري التعامل بلا مبالاة مع هذه الوفيات من جانب هؤلاء القادرين على وقف هذا العنف".
الأرجنتين تسحب 3 من جنودها في الـ"يونيفيل"
في الأثناء، قال المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) أندريا تيننتي، اليوم، إن الأرجنتين أبلغت بعثة حفظ السلام في لبنان بسحب ثلاثة عسكريين.
وأضاف تيننتي رداً على سؤال حول تقرير نشرته صحيفة بهذا الشأن، "صحيح، لقد طلبت الأرجنتين من العسكريين التابعين لها العودة".
ورفض المتحدث التعليق بشأن سبب سحب العسكريين، وأحال السؤال إلى حكومة الأرجنتين.
قتيلان في غارة من دون إنذار
وشن الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر اليوم الثلاثاء غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت من دون إنذار مسبق للسكان بالإخلاء.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الغارة استهدفت مبنى في منطقة الشياح متحدثة عن وقوع إصابات.
وقالت "الوكالة الوطنية للإعلام" إن مسيرة إسرائيلية أغارت فجر اليوم على مبنى مؤلف من أربع طبقات في منطقة الشياح - شارع المصبغة ودمرته، مشيرة إلى وقوع عدد كبير من الإصابات، كما أن عدداً من الأشخاص عالقون تحت الركام.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيان بأن الغارة على الشياح أدت إلى مقتل شخصين.
وأشارت الوكالة أيضاً إلى ضربات ليلية على مدينة صور بجنوب لبنان والقرى المحيطة بها مشيرةً إلى أنه تم استهداف مركز إسعاف تابع لـ"حزب الله" في قانا.
واستهدفت المدفعية الإسرائيلية أيضاً بلدة الخيام في جنوب لبنان بحسب المصدر نفسه فيما أصابت ضربتان قريتين في سهل البقاع بشرق البلاد.
وجرت معارك أيضاً بين "حزب الله" والقوات الإسرائيلية قرب قرية شمع بجنوب لبنان على بعد نحو خمسة كيلومترات من الحدود، بحسب "الوكالة الوطنية للإعلام".
40 مقذوفة باتجاه إسرائيل
في إسرائيل، دوت صافرات الإنذار في وسط البلاد وشمالها اليوم مع رصد عبور نحو 40 مقذوفة من لبنان إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، وفق ما أفاد الجيش الإسرائيلي فيما أكدت أجهزة الإسعاف إصابة أربعة أشخاص.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، "في منطقة الجليل الأعلى والجليل الغربي والجليل الأوسط، تم رصد نحو 25 مقذوفة انطلقت من لبنان نحو إسرائيل". وأضاف، "تم اعتراض بعض القذائف وسقوط أخرى في المنطقة".
وقبل ذلك، أعلن الجيش في بيان سقوط "عشر مقذوفات عبرت الأراضي الإسرائيلية من لبنان، تم اعتراض بعض القذائف وسقطت البقية في مناطق مفتوحة" وذلك في الجليل الأعلى. وجاء في هذا البيان، "بعد انطلاق صافرات الإنذار في منطقة دان وشارون ومناشيه (في وسط إسرائيل) تم رصد نحو خمس مقذوفات تعبر من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية. وقد تم اعتراض بعضها، وتحديد مكان سقوط أخرى".
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إنها تفحص "مواقع الضرر" حيث اعترضت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية القذائف لكنها لم تبلغ عن أي أضرار أو إصابات خطرة.
من جانبه، أبلغ جهاز إسعاف "نجمة داوود الحمراء" عن "أربعة أشخاص مصابين بجروح طفيفة بشظايا الزجاج أصيبوا خلال وجودهم في مبنى خرساني حيث تحطمت النوافذ" في منطقة الشارون.
وأمس، قتلت امرأة عربية في مدينة شفاعمرو فيما أصيب خمسة آخرون في هجوم صاروخي من لبنان.
ووفق الجيش الإسرائيلي، أطلق "حزب الله" نحو 100 مقذوفة من لبنان على شمال إسرائيل أمس.
هجوم على تل أبيب
من جهته، قال "حزب الله" مساء أمس إنه شن هجوماً بمسيرات انقضاضية على أهداف عسكرية في تل أبيب، في حين أفاد جهاز الإسعاف الإسرائيلي بإصابة خمسة أشخاص في ضواحي المدينة. وجاء في بيان لـ "حزب الله" أنه شن "هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية النوعية على نقاط عسكرية حساسة - سيتم الإعلان عنها لاحقاً - في مدينة تل أبيب".
وأصيب خمسة أشخاص ليل الإثنين في ضواحي تل أبيب، بينهم امرأة جروحها خطرة، بعد هجوم صاروخي من لبنان، وفق ما أفاد جهاز الإسعاف والجيش الإسرائيلي.
في وقت سابق دوت صفارات الإنذار في تل أبيب ومدن عدة في وسط إسرائيل، تحذيراً من هجوم جوي، وفق الجيش. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "اعترض مقذوفاً (...) أطلق من لبنان".
وأضاف على لسان المتحدث باسمه للإعلام العربي أفيخاي أدرعي "بعد فحص أجرته قوات الأمن في ساحة السقوط في رمات غان يتبيّن أن الحديث عن سقوط أجزاء من الصاروخ نتيجة عملية الاعتراض". وتابع "من التحقيق الأولي لأنظمة الدفاع الجوي يتّضح أن صاروخ الاعتراض أصاب صاروخ أرض-أرض تم إطلاقه من لبنان في ارتفاع عال وتمكن من تحطيمه لعدة أجزاء".
وأوضح "نتيجة عملية الاعتراض، سقط جزء من الصاروخ وأصاب الأرض وأسفر عن إصابات وأضرار". وكان متحدث باسم جهاز الإطفاء الإسرائيلي أفاد بمقتل امرأة بعد سقوط صاروخ الإثنين في شفاعمرو في الشمال الإسرائيلي الذي يستهدفه "حزب الله" اللبناني منذ أكثر من عام.
استهداف العاصمة اللبنانية
من جانبها، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن خمسة أشخاص قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على أحد الأحياء بوسط بيروت مساء الإثنين، وهو اليوم الثاني على التوالي الذي تقصف فيه إسرائيل هدفاً داخل العاصمة حيث تواصل حملتها على "حزب الله".
وشوهد دخان يتصاعد من موقع الضربة في حي زقاق البلاط الواقع على بعد مسافة قصيرة من منطقة بوسط بيروت يوجد بها مقر الحكومة اللبنانية. وأضافت وزارة الصحة أن 24 شخصاً آخرين أصيبوا في الهجوم.
وكثفت إسرائيل قصفها لأهداف في العاصمة اللبنانية وفي محيطها خلال الأسبوع الماضي، وهو تصعيد تزامن مع مؤشرات على تحرك في الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
حماية المواقع الأثرية
في غضون ذلك، أعلن وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى أن لجنة حماية الممتلكات الثقافية التابعة لمنظمة الـ"يونيسكو" قررت أمس خلال جلسة طارئة منح عشرات المعالم الأثرية في لبنان ما يسمى بالحماية المعززة.
وأوضح أن "تلك الحماية تشكل غطاءً معنوياً للمعالم الأثرية في لبنان، على اعتبار أن القوانين الدولية تمنع المس بها، وتعرض المخالف للملاحقة الجزائية الفردية أمام المحكمة الجنائية الدولية".