Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهرب من التجنيد "ثغرة مقلقة" للجيش الأوكراني

حالات الفرار من الخدمة العسكرية شهدت ارتفاعاً شديداً خلال عام 2024

جندي أوكراني في مهمة حراسة لإحدى منصات إطلاق الصواريخ (رويترز)

ملخص

اعتمد البرلمان الأوكراني في أغسطس الماضي قانوناً يعفي من الملاحقات القضائية الجنود الفارين من الخدمة الذين يعودون إلى وحداتهم، شرط ألا يكون قد حكم عليهم سابقاً بمخالفة من هذا النوع.

يروي الجندي أولكسندر فراره من وحدته القتالية في شرق أوكرانيا لينجو بحياته كي لا يلقى مصير رفاق السلاح الذين رآهم بأمّ العين طوال ستة أشهر يسقطون ضحايا القصف الروسي.

تلقت وحدة أولكسندر أمراً بشن هجوم مضاد في منطقة لوغانسك. وشعر الجندي الأوكراني البالغ أنه سيموت حتماً.

بصوت هادئ، يقول من دون أن يفصح عن اسم عائلته، "نريد العيش وليس لنا خبرة عسكرية، فنحن أشخاص عاديون، عمال يأتون من القرى".

هجمات شديدة العنف

وضعه ليس استثنائياً في صفوف الجيش الأوكراني المنهك الذي خسر 43 ألف جندي في الأقل خلال المعارك فيما لا يزال عشرات الآلاف مفقودين منذ بدء الحرب بين موسكو وكييف في فبراير (شباط) 2022.

 

 

وفر آلاف الجنود مثل أولكسندر من الجيش الذي يصعب عليه تعويض خسائره في وجه قوات روسية أكثر عتاداً وعدداً تتقدم على الميدان على وقع هجمات شديدة العنف.

وبحسب النيابة العامة الأوكرانية، قدمت 90 ألف قضية في الأقل منذ عام 2022 على خلفية عمليات فرار من الجيش أو تغيب من دون إذن. وشهدت هذه الحالات ارتفاعاً شديداً في 2024.

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن الجندي سيرغي غنيزديلوف (24 سنة) على مواقع التواصل الاجتماعي أنه غادر وحدته من دون إذن، مسقطاً أحد المواضيع المحرمة في البلد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعدما خدم في صفوف الجيش لمدة خمسة أعوام كان يريد الاحتجاج على أن تجنيد الأوكرانيين في خضم الحرب يكون لمدة غير محددة.

ووصف مكتب التحقيقات الأوكراني، وهو هيئة حكومية، سلوكه بأنه "غير أخلاقي"، قائلاً إنه يعود بالنفع على روسيا. وأوقف الشاب وهو يواجه عقوبة سجن قد تصل إلى 12 عاماً.

نصيحة أخوية

أما أولكسندر، فيروي أنه نسي إلى حد بعيد العام الذي تلا هربه والذي أمضاه في منطقته في لفيف (الغرب)، إثر فقدانه الذاكرة بسبب الارتجاجات الدماغية الناجمة، بحسب قوله، عن القصف. ويتذكر أنه "تناول الكحول خصوصاً" لتناسي الفظائع، مع إحساسه بشعور متنامٍ بالذنب.

وفي نهاية المطاف وعلى رغم توسلات أقربائه فقد قرر العودة إلى جبهة القتال بعدما رأى شباباً يلتحقون بصفوف الجيش وآخرين يعودون إلى الجبهة بعد إصاباتهم.

 

 

ويقول إن شقيقته قالت له إنه سيلقى حتفه في الجبهة، وهي تفضل "جلب الطعام له في السجن على وضع الزهور على قبره".

وقد قضى شقيقهما إثر تعرضه لضرب مبرح وقت الاحتجاجات المنادية بالالتحاق بالمعسكر الأوروبي عام 2013 في ساحة ميدان في كييف.

شعور بالذنب

هو الشعور بالذنب الذي دفع أيضاً الجندي المعروف باسمه الحربي بوتش والبالغ 29 سنة إلى العودة إلى جبهة القتال، والذي يروي أنه فر من صفوف الجيش بعد إصابته في المعارك التي دارت لتحرير مدينة خيرسون من قبضة الروس في أواخر 2022.

ويقول مبرراً قراره إن "التعرض المتواصل للقصف يضر بحالتك النفسية. ورويداً رويداً تصاب بالجنون. أنت في حالة ضغط دائم، ضغط هائل".

وفي ظل نقص الجنود، تعاملت السلطات الأوكرانية بقدر من التساهل مع الفارين. واعتمد البرلمان الأوكراني في أغسطس (آب) الماضي قانوناً يعفي من الملاحقات القضائية هؤلاء الذين يعودون إلى وحداتهم، شرط ألا يكون قد حكم عليهم سابقاً بمخالفة من هذا النوع.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الجاري أعلنت الكتيبتان رقما 47 و53 في الجيش الأوكراني أنهما ستعيدان دمج الجنود الذين غادروا من دون إذن في صفوفهما. وجاء في الإعلان "نرتكب جميعاً أخطاء".

 

 

وكشفت النيابة العامة عن أنه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وحده عاد 8 آلاف جندي فروا من وحداتهم أو غادروها من دون إذن إلى صفوف الجيش. لكن، بحسب سيفر قائد الكتيبة الهجومية الأولى المعروف بلقب "دا فينتشي"، يزداد عدد الجنود الذين يغادرون وحداتهم لأن كثيراً من الأكثر حماسة قضوا أو جرحوا.

ويقول سيفر الذي لا يكشف بدوره عن شهرته، "قليلون هم الذين يقدرون على تحمّل الحرب. وبات مزيد من الأشخاص" يجبرون على الالتحاق بالجيش. وكشف عسكريون كثر عن أنه من شأن تحسين التدريب والتوجيه أن يساعد في الحد من عمليات الفرار.

ويروي بوتش أنه بفضل سلوك القيادة الحالية تحسنت حالته النفسية وكفاءته القتالية، مقارنة بمهماته الأولى التي عانى فيها سلوكاً غير لائق من بعض الضباط الذين لم يكونوا يعاملون جنودهم "كبشر".

ويقترح القائد سيفر دعماً نفسياً أفضل لتحضير الجنود الذين قد يمضون "أسابيع" في الخنادق "في الوحل والبرد والجوع". غير أنه لا يرى في الوقت نفسه أي حل جذري من شأنه أن يعالج بالكامل مشكلة الفرار المرشحة للازدياد مع استمرار المعارك، ما خلا "إنهاء الحرب".

المزيد من متابعات