Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أمير العسس" رئيسا لاستخبارات سوريا الجديدة

يعتبر أنس خطاب المعروف باسم "أبو أحمد حدود" رجل الظل لدى الجولاني وشغل مناصب أمنية رفيعة في "جبهة النصرة" منذ نشأتها

رئيس الاستخبارات السورية العامة الجديد أنس الخطاب (مواقع التواصل)

ملخص

لعب "أبو أحمد حدود" وعبر تكتيكات أمنية سريعة وخاطفة دوراً بارزاً في إنهاء خطر تنظيم دولة "داعش" واتباع أسلوب الاختراق، ويرجع له الفضل بعد ذلك باستقرار محافظة إدلب واستتباب الأمن فيها، على رغم انتقادات طاولته من قبل ناشطين حول كثرة السجون التي ما زالت مستمرة حتى بعد سقوط النظام، ومنها سجن يسمى "قاح" في ريف إدلب، شمال غرب سوريا.

صورة شخصية وحيدة أطلّ خلالها بلحية لم تكن صادمة للسوريين بقدر كافٍ كما حصل منذ نشر صور أعضاء "حكومة الإنقاذ" التي تدير البلاد بعد سقوط نظام الأسد قبل أسبوعين، إذ أظهرت معظمهم بلحى، لكن المفارقة كانت أنها المرة الأولى التي تتولى فيها شخصية ملتحية، هو أنس الخطاب، رئاسة الاستخبارات العامة، إذ إن اللحية في زمن النظام السابق، ناهيك إطلاقها وحلق الشارب، تهمةً تستحق الاستجواب والتوقيف في أقبية أجهزة الأمن وفق مبدأ "الملتحي متهم حتى تثبت براءته".

وبات أنس الخطاب يرأس الهرم الأمني في سوريا اليوم. وعلماً أنه الرجل الخفي، والذراع الأمنية للقائد العام لغرفة العمليات العسكرية، أحمد الشرع، لا يوجد تسجيل مصور أو صور تجمعه مع الشرع. ويُعد الخطاب شخصية استخباراتية تمكنت من تشكيل جهاز الأمن العام الذي كان له الدور في إعادة استتباب الأمن بعد الفوضى والفلتان الأمني الذي أعقب فرار رئيس النظام السابق بشار الأسد وسفره إلى موسكو.


قدرات استخباراتية

وكان "أبو أحمد حدود"، وهو اللقب الذي يحمله أنس الخطاب المولود في عام 1987 والمتحدر من مدينة جيرود في القلمون بريف دمشق، شغل مناصب رفيعة بتنظيم "جبهة النصرة" منذ نشأته، إذ عُرف عنه أنه الرجل الظل لـ "الجولاني" وتنقل بين مواقع عدة، مثل "أمير الجهاز الأمني والإداري"، ونائب قائد "هيئة تحرير الشام" بعد انضمامه في عام 2012 إلى "جبهة النصرة"، وأظهر قدرات استراتيجية واستخباراتية، حيث برع في تصفية كل الفصائل المتشددة والمنافسة لـ "هيئة تحرير الشام" وتأمين السيطرة على إدلب التي كانت مرتعاً للمجموعات المتشددة وأرضاً خصبة لتحركاتهم، لا سيما تنظيم "حراس الدين" من خلال تنفيذ عمليات دقيقة بغرض تفكيكهم.

إنهاء خطر "داعش"

ولعب "أبو أحمد حدود" وعبر تكتيكات أمنية سريعة وخاطفة دوراً بارزاً في إنهاء خطر تنظيم دولة "داعش" واتباع أسلوب الاختراق، ويرجع له الفضل بعد ذلك باستقرار محافظة إدلب واستتباب الأمن فيها، على رغم انتقادات طاولته من قبل ناشطين حول كثرة السجون التي ما زالت مستمرة حتى بعد سقوط النظام، ومنها سجن يسمى "قاح" في ريف إدلب، شمال غربي سوريا.
ودرس الخطاب الهندسة المعمارية، إلى أن التحق بالفصائل المتشددة في حرب العراق في عام 2008 للقتال ضد الجيش الأميركي، وهذا ما يرجح اعتماد الشرع (الجولاني آنذاك) عليه ونيله الثقة العالية، إذ شارك الشرع أيضاً في المواجهات ضد الأميركيين بالعراق.

في المقابل، اكتمل مشهد الصدمات والمفاجآت التي تلقاها الشارع السوري بعد سيطرة "هيئة تحرير الشام" (تحالف عسكري يضم مجموعات متشددة) إثر تعيين الشرع شخصيات إسلامية في مراكز سياسية وحكومية وعسكرية. ومع ترؤس "أبو أحمد حدود" رئاسة المخابرات ازدادت مخاوف الشارع السوري حيال استئثار الإسلاميين بالسلطات، وخفت لمعان فرحة إسقاط الأسد (2000 - 2024) الذي ورث الحكم عن والده حافظ الأسد (1970 - 2000).


على قائمة العقوبات

وأُدرج اسم أنس حسن خطاب على قائمة العقوبات المفروضة على تنظيم "القاعدة"، في 23 سبتمبر (أيلول) 2014. ويعتبر مجلس الأمن الدولي بحسب ما نُشر على الموقع الرسمي للأمم المتحدة، وفقاً لأحكام الفقرة 36 من القرار 2161، الخطاب مرتبطاً بتنظيم "القاعدة"، وشارك في "تمويل أعمال أو أنشطة جبهة النصرة لأهل الشام، والتخطيط لها أو تيسير القيام بها، والإعداد لها، وارتكابها أو المشاركة في ذلك معها أو باسمها نيابةً عنها، أو دعماً له، أو تقديم أي شكل آخر من أشكال الدعم للأعمال أو الأنشطة التي تقوم بها هذه الجهة".
كذلك ورد في نص قائمة العقوبات أن "الخطاب أصبح الأمير الإداري لجبهة النصرة لأهل الشام في مطلع عام 2014 وفي أواخر عام 2013 كان أحد قادة جبهة النصرة والأمير الإداري العام لهذه الجماعة، وأصبح عضواً في مجلس الشورى التابع لجبهة النصرة. وفي منتصف عام 2013 اختار خطاب ثلاثة حراس شخصيين جدداً للقائد العام لجبهة النصرة أبو محمد الجولاني، وفي منتصف عام 2012 شارك في تشكيل جبهة النصرة، وكان يجري اتصالات دورية مع قيادة 'القاعدة' في العراق لتلقي المساعدات المالية والمادية، وساعد على تيسير التمويل والأسلحة لجبهة النصرة".

وأُدرج تنظيم "القاعدة" على قوائم الإرهاب في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) 2001، تلاها الجولاني في 24 يوليو (تموز) عام 2013، و"جبهة النصرة" في 14 مايو (أيار) 2014، في وقت يسعى الشرع في دوره الجديد وعبر لقاءات ديبلوماسية رفيعة المستوى عربية وأجنبية، إلى تثبيت حكمه، وشرعنة حضور "الهيئة" ليكون المرشح الأوفر حظاً لرئاسة الجمهورية، إلا أن التعيينات التي تصدر تباعاً زادت المخاوف من توسع قبضة المتشددين على الحكم وسط غياب لقوى الثورة أو القوى السياسية في سوريا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ملفات الأمن الإقليمي

وجاء تعيين الخطاب بعد مرور أسبوعين على سقوط الأسد وفي توقيت تزامن مع زيارة رئيس جهاز المخابرات العراقية، حميد الشطري إلى دمشق لمناقشة ملفات أمنية مشتركة تهم العراق وسوريا، بخاصة التهديدات الحدودية، ومخاوف الطائفة الشيعية، بينما تشي المعلومات الواردة بوجود معلومات أمنية واستخباراتية مشتركة، لا سيما اتصالات بين البلدين أجريت في زمن النظام تركها خلفه من دون تشفير أو إنهاء، فيما تزداد المخاوف من نشاط فلول مجموعات "داعش"، إضافة إلى ضرورة حماية السجون التي تضم عناصر وقادة التنظيم المتشدد.


جملة تحديات

وإلى ذلك أمام رئيس المخابرات السورية الجديد جملة تحديات على رأسها ترتيب البيت الداخلي لجهاز الأمن الذي ظل طوال عقود ذراعاً أمنية لنظام الأسد، قيّد الحريات وتدخل بشؤون السوريين وضيّق عليهم.
في المقابل، يُتوقع أن يضع الخطاب خبرته الممتدة من العراق وإدلب، ولا سيما علاقته مع التنظيمات المتشددة والسلفية في خدمة مكافحة الإرهاب، وهذا ما تسعى إليه الولايات المتحدة بخاصة في إنهاء حربها ضد فلول "داعش"، بعدما أثمرت اللقاءات الدبلوماسية مع الشرع عن إنهاء جائزة الـ 10 ملايين دولار للإداء بمعلومات عنه.
ويترقب السوريون طبيعة العلاقة وشكلها بينهم وبين وجهاز مخابراتهم الجديد، بعد عقود من القمع وكم الأفواه.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات