Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المتزلجون والثلوج ضحايا التغير المناخي المتفاقم

مراكز تزلج عالمية تواجه خطر الزوال ما لم تتخذ إجراءات جدية لوقف التدهور

يتوقع بعض الخبراء أنه بحلول عام 2050، ستضطر مراكز التزلج التي دون ارتفاع 1200 متر إلى الاعتماد على أجهزة صنع الثلج حصراً إذا ما كانت راغبة بالاستمرار في استقبال عشاق رياضة التزلج (بكسلز)

ملخص

باتت منتجعات تزلج كثيرة حول العالم مهددة اليوم بخطر الزوال بسبب التغير المناخي وانعكاساته على معدلات تساقط الثلوج... فأي من هذه المراكز أكثر عرضة للخطر؟

يترافق مع التغير المناخي الذي يعانيه العالم، ارتفاع في درجة حرارة الأرض وظواهر طبيعية غير معتادة وأنماط مناخية جديدة. هي تغييرات لا يتوقع المتخصصون حصولها بين ليلة وضحاها، إنما يمكن أن تحصل بصورة تدريجية خلال الأعوام المقبلة نتيجة النشاط الصناعي المتزايد في العقود الأخيرة وانبعاثات غازات الدفيئة. أما مظاهر التغيرات المناخية فكثيرة، منها تبدل فصول السنة مع تبدل معدلات درجات الحرارة، وارتفاع مستويات المحيطات، إضافة إلى التغييرات على مستوى المتساقطات. ومن تلك المظاهر أيضاً انهيار وذوبان جبال الجليد والأنهار الجليدية، وأيضاً انخفاض معدلات تساقط الثلوج وتراجع مستويات تراكمها في فصل الشتاء، وذوبانها في وقت مبكر. هذا ما يؤدي إلى انخفاض منسوب المياه في فصل الصيف، واحتمال التعرض لموجات الجفاف. وتعد مشكلة انخفاض الموارد المائية كارثة حقيقية تهدد الكوكب، بينما تشير توقعات المتخصصين إلى أن رياضة التزلج قد تكون آيلة إلى زوال، وتعددت الحوادث التي تنبئ بذلك، إضافة إلى انعكاساتها على مختلف المستويات.

جفاف متوقع وألغاز تكشف

ونتيجة التغير المناخي، فمن المتوقع أن تنخفض مستويات الموارد المائية صيفاً نتيجة الذوبان السريع والمبكر للثلوج في فصل الشتاء. فمن المفترض أن تذوب الثلوج في فصل الربيع لتغذية المياه الجوفية والجداول والأنهار كموارد للمياه، لكن ارتفاع معدل درجات الحرارة بسبب التغير المناخي أدى إلى تراجع مستويات تساقط الثلوج، في مقابل زيادة هطولات الأمطار في فترات قصيرة. وهذا ما يؤدي إلى ذوبان الثلوج سريعاً، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة حتى في فصل الشتاء. ويشكل ذلك تهديداً بموجات الجفاف، إضافة إلى الأثر السلبي على الأنشطة التي تعتمد على الموارد المائية بصورة رئيسة.
وينعكس تراجع معدل تساقط الثلوج وذوبانها السريع أيضاً على الأنهار الجليدية ورياضة التزلج بطبيعة الحال، والمؤشرات إلى ذلك كثيرة.
ألم يؤدِ ذوبان النهر الجليدي "ثيودول" على مقربة من قمة "ماتارهورون" الجبلية في سويسرا إلى العثور على رفات متسلق ألماني فقد أثره منذ عام 1986 بعدما فشلت عمليات البحث عنه؟

تكررت القصص المماثلة أخيراً، كما كشفت ألغاز في أنهار جبال الألب الجليدية التي تذوب بوتيرة متسارعة بسبب التغير المناخي. لذلك، عثر على عديد من متسلقي الجبال الذين كان قد فقد أثرهم من عقود، حتى إن ذوبان الجليد كشف عن حطام طائرة سقطت عام 1968 في نهر أليتش الجليدي. لذلك يعبر الخبراء عن قلقهم جراء تراجع منسوب الثلوج بوتيرة متسارعة فاقت التوقعات. إثر هذا الواقع الصادم على الأرض وبالاستناد إلى الأبحاث والدراسات، يتوقع الباحثون أن تنخفض أيام الغطاء الثلجي السنوي في مناطق التزلج الرئيسة.


يشكل التغير المناخي تحدياً لجميع مراكز التزلج، ويتوقع بعض الخبراء أنه بحلول عام 2050، ستضطر مراكز التزلج التي دون ارتفاع 1200 متر إلى الاعتماد على أجهزة صنع الثلج حصراً إذا ما كانت راغبة بالاستمرار في استقبال عشاق رياضة التزلج، وفق ما ورد في قناة "ناشونال جيوغرافيك" National Geographic. ومن عام 1970، تظهر الأرقام تراجعاً في الغطاء الثلجي، بلغ 5.6 في المئة في العقد، مع تراجع معدل تراكم الثلوج وعمقها بنسبة 8.4 في المئة. لذلك، تسعى مراكز التزلج التي تستقبل ما يقارب 400 مليون شخص في كل عام، جاهدة للحفاظ على موقعها ودورها كمصدر رزق آلاف العائلات التي تعتاش من هذا القطاع. ومن هذه المراكز، كثيرة تلك التي تقع على ارتفاع أدنى وتسعى إلى حلول بديلة لتأمين كميات وافرة من الثلوج مع تراجع معدلات المتساقطات.

ويقول الباحث في شؤون المناخ، المهندس محمد مساعد لـ"اندبندنت عربية"، إن "انحسار الأنهار الجليدية يعد إشارة قوية إلى تداعيات ظاهرة التغير المناخي التي تضع العالم أمام تحديات غير مسبوقة جراء ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي الذي سيؤدي إلى تغيير كبير في أنظمة الحياة للكائنات الحية، مع تغير أنماط الأمطار وشدتها ومواعيدها وعواقبها الكارثية. ففي عام 2019، يعد نهر أوكيوكول الجليدي في أيسلندا أول نهر جليدي اندثر بسبب التغير المناخي".
ويوضح مساعد أنه "نتيجة التغير المناخي في القطب الشمالي ترتفع درجات حرارة الهواء والمياه، مما يؤدي إلى تناقص الجليد البحري في القطب الشمالي، وذوبان صفيحة غرينلاند الجليدية، مع ما لذلك من تداعيات على درجات الحرارة الباردة". علماً أن ذلك قد لوحظ منذ سبعينيات القرن الـ20. وانحسرت الأنهار الجليدية بنحو متر واحد سنوياً في خسارة غير مسبوقة، مع ما لذلك من عواقب طويلة الأجل على إمدادات المياه للملايين من البشر. كما فقدت الصفيحة الجليدية القارية في أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية) ما يقارب من 75 في المئة من الجليد بين عامي 2011 و2020، ولذلك انعكاسات على مستوى سطح البحر في المستقبل ويعرض الدول الساحلية للخطر. وكان ذوبان الجليد خلال العصور الماضية سبباً لارتفاع مستوى سطح البحر بمعدل بلغ نحو 3.6 متر لكل قرن.
وبحسب هيئة الرصد الجوية السويسرية، فقدت الأنهار الجليدية في جبال الألب نحو 60 في المئة من حجمها منذ عام 1850. وفي أفريقيا، من المتوقع أن تختفي الأنهار الجليدية على قمة جبال رونزوري وجبل كينيا بحلول عام 2030، وجبل كليمنجارو بحلول عام 2040.


ثلوج تذوب سريعاً

باتت الثلوج تأتي في وقت مبكر وتختفي بصورة أسرع، أو إنها تتأخر وتذوب بسرعة. لذلك بدأ الغطاء الثلجي بالتراجع في دول عدة في العالم، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية تتحول الثلوج إلى أمطار. وأدى تغير المناخ إلى تراجع كبير في الثلوج على مستوى العالم منذ ثمانينيات القرن الماضي، بنسبة تراوح ما بين 10 و20 في المئة. كما انخفض إلى النصف عدد الأيام التي يتساقط فيها الثلج على ارتفاعات دون الـ800 متر منذ عام 1970، فباتت الأمطار تهطل بدلاً من الثلج. وانخفض تساقط الثلوج بنسبة 2.7 في المئة سنوياً على مستوى العالم منذ عام 1973. وقبل 50 عاماً، كان مستوى درجة الحرارة "صفراً" يسجل على ارتفاع 600 متر تقريباً في فصل الشتاء، بينما أصبح هذا المستوى يسجل عند الـ850 متراً. وتتوقع السيناريوهات السويسرية أن نشهد مستوى درجة "الصفر" عند ارتفاع 1300 إلى 1500 متر، ما لم تتخذ إجراءات جدية. وتبدو الأرقام مقلقة بالنسبة إلى القيمة الترفيهية والاقتصادية للتزلج، وكذلك بالنسبة إلى التنوع البيولوجي الجبلي. وستكون أنواع عدة من المخلوقات عرضة لخطر الانقراض بسبب التدخل البشري في مناطق التزلج.

في أستراليا وأوروبا والولايات المتحدة، تراجع الغطاء الثلجي بصورة واضحة في سبعة مراكز للتزلج، ومن المتوقع خسارتها بالكامل بين عامي 2071 و2100، وإلا سيضطر القائمون على هذه المراكز إلى التدخل الصناعي لإبقاء بعض المسارات قيد العمل، إن كان من حيث تعديل أماكن المسارات أو من خلال رفدها بثلوج اصطناعية. في الوقت نفسه ستعاني مناطق عدة حول العالم، كانت تتكدس الثلوج فيها، من نقص حاد في كمياته نتيجة انخفاض عدد أيام التساقط وارتفاع درجات الحرارة. وتواجه منتجعات التزلج في جميع أنحاء أوروبا تحديات الإغلاق. وفي المنتجعات التي على ارتفاع منخفض في أوروبا، يتقلص عمق الثلوج بمقدار ثلاثة إلى أربعة سنتيمترات كل 10 أعوام، وفق ما يوضح الباحث المناخي محمد مساعد في حديثه. ويضيف، "كما أن الأمطار الغزيرة في منتجعات جبال الألب أدت إلى ذوبان الثلوج". علماً أنه عندما ترتفع درجات الحرارة يتساقط بخار الماء على شكل أمطار بدلاً من الثلج، وهو ما يحدث في مناطق التزلج التي تقع على ارتفاعات منخفضة دون 1600 متر. فمع الطقس المعتدل، من الصعب بناء جليد صلب جيد".
وتابع مساعد، "يجب أن تراوح درجات الحرارة بين 10 و20 درجة مئوية دون الصفر، لمدة أسبوعين في الأقل. ومن المتوقع أن تعتمد منتجعات التزلج على آلات صنع الجليد الصناعي التي تمثل مصدراً لانبعاثات كربونية أيضاً، مما يعقد من أزمة المناخ. لذلك، أصبحت أماكن التزلج وجهات للمشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات بدلاً من الرياضات الشتوية. أيضاً، يمكن ممارسة رياضة الانزلاق بالحبل، بدلاً من التزلج على الجليد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


إجراءات استباقية

في السياق أعلن الاتحاد الدولي للتزلج والتزحلق على الجليد والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن شراكة جديدة بينهما بسبب تغير المناخ لزيادة الوعي حول المستقبل القاتم الذي تواجهه الرياضات الشتوية والسياحة الشتوية. وتعمل المنظمة على تطوير أدوات التوقع لتحسين إدارة الثلوج في منتجعات التزلج وحولها، لكن في كل الحالات، يتوقع أنه بحلول عام 2100، سيزداد الاعتماد على الثلوج الاصطناعية، وإن كان بديلاً مكلفاً.

لبنان ضحية أيضاً

يعد لبنان ضحية أيضاً للتغير المناخي، إذ يواجه ارتفاعاً في درجة الحرارة وانخفاضاً في الهطولات مع حرائق تقضي على الغابات. لذلك، فإن هذا البلد ليس بمنأى عن التغير المناخي، الذي لا يمكن تفادي آثاره إلا بتغيير سلوك شعوب العالم. ويظهر بوضوح تناقص معدلات تساقط الثلوج، وتغييرات في مواعيدها، مع انخفاض الكمية أو ارتفاعها أحياناً في فترة زمنية قصيرة، أو إنها تتركز على ارتفاعات أعلى. فكان تساقط الثلج يبدأ من أكتوبر (تشرين الأول)، ويستمر حتى مايو (أيار) على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر، بينما لم يسجل في بعض السنوات أي تراكم يذكر على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر. ويعد لبنان من البلدان الأقل استعداداً لمواجهة تداعيات التغير المناخي. وتشير دراسات وزارة البيئة اللبنانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) عام 2016، إلى أن استمرار الأمور على حالها من دون اتخاذ إجراءات، سيؤدي إلى ارتفاع الحرارة في لبنان بنحو 1.7 درجة بحلول عام 2050 ونحو 3.2 درجة عام 2100. كما ستنخفض كمية الأمطار بنسبة 11 في المئة مع نهاية عام 2100 وسيتحول المناخ إلى أكثر جفافاً، وسيزيد عدد الأيام الحارة التي ترتفع فيها الحرارة من 35 إلى 43 درجة مئوية. وتعد تداعيات التهاون كثيرة، ومنها أنها تقضي على موسم التزلج بغياب إجراءات تسهم بتحقيق التكيف والتنمية المستدامة.
وتشير التقارير إلى تراجع عدد الأيام التي فيها غطاء ثلجي في لبنان بمعدل 26 في المئة خلال الأعوام الـ18 الأخيرة. وانعكس تراجع مستويات الثلوج وعدم تساقطها في موعدها، على موسم التزلج الذي يشكل هذا قطاعاً مهماً بموارده الاقتصادية. كما يمكن أن يخسر لبنان ميزة الفصول الأربعة والطقس المعتدل الذي يتمتع به.


ثلوج لا تلبي الحاجة

ويوضح المدير التنفيذي لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، طوني زغبي أنه "في العامين الماضيين، تساقطت الثلوج في لبنان إلا أن البرد لم يكن كافياً ولم يستمر لمدى طويل ليحافظ عليها. إذ من المفترض أن يكون ذوبان الثلج بطيئاً، وهو العنصر الأهم حتى يذوب ويدخل إلى باطن الأرض. في كل مرة كان يتساقط فيها الثلج، كان يتبع ذلك ارتفاع في درجات الحرارة، فلا تمتص الأرض الثلوج، بل تذهب سدى إلى البحر مما ينعكس سلباً على مستوى تخزين المياه. كما باتت الثلوج تتساقط على مرتفعات معينة وفي مناطق محددة فتتغذى الينابيع التي فيها، فيما تبقى أخرى من دون تغذية. فثمة فارق بين أن تكون التغذية من مساحة واسعة أو أن تتركز على منطقة واحدة. ولأن الثلج بات لا يتساقط إلا على مرتفعات أعلى، كان من الطبيعي أن تتأثر منتجعات التزلج في لبنان، وتحديداً تلك التي على مرتفعات متدنية وهي تلك التي يهددها خطر أكبر".
ويحذر زغبي من أنه "إذا لم يحصل تحرك جدي لتدارك الأمر، فقد يصبح الوضع أسوأ بعد سواء على مستوى تخزين المياه وخطر مواجهة أزمة جفاف، أو على مستوى رياضة التزلج التي تشكل مورداً اقتصادياً مهماً للبنان ولكثيرين ممن يعتاشون منها". ولا ينكر زغبي أنه "ثمة حلول عدة مطروحة، منها حواجز للحد من سرعة ذهاب المياه إلى البحر، وإقامة بحيرات جبلية وغيرها".

من جهته يشير رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في لبنان، المهندس مارك وهيبه إلى أنه "ما من أرقام دقيقة تعكس وضع المتساقطات من الثلوج في لبنان بالمناطق الجبلية، فإن أثر التغير المناخي والاحتباس الحراري يبدو واضحاً على الكرة الأرضية عامة، وعلى لبنان تحديداً، إذ تتساقط الثلوج على مرتفعات متدنية مقارنة مع السابق بسبب ارتفاع درجات الحرارة. كما كانت المناطق الجبلية تحظى بفترة طويلة نسبياً من البرد لتتراكم الثلوج بمعدلات كافية، مما لم يعد يحصل اليوم بسبب الدفء المتوافر سريعاً بعد تساقط الثلوج، فيؤدي إلى ذوبانها. كما أن أثر التغير المناخي لا يرتبط بعام واحد، بل بما يحصل خلال أعوام عدة. من ثم لا يمكن الاعتماد على سنة استثنائية، وهي لا تلغي أثر شح أعوام عدة".


وبينما لا تتوافر الأرقام يظهر الواقع بوضوح، بحسب وهيبه أنه "في عام 1982، كان موسم الشتاء قاسياً وتساقطت الثلوج بكثرة وتجمعت المياه بمستويات عالية، كذلك عام 1992، وفي عام 2000. من ثم، تأتي موجات من البرد الشديد في لبنان كل بضعة أعوام. ولا نتوقع أن تتأثر مراكز التزلج بخطر قريب بل ربما بعد عشرات السنوات. لكن تبقى تلك التي على ارتفاع أدنى في خطر أكبر، ومن الممكن ألا يعود التزلج متاحاً فيها. أما تلك التي على أعلى المرتفعات، فالخطر ليس بقريب عليها. إنما نلاحظ أنه ثمة مناطق جبلية مرتفعة، لم نكن نستطيع الوصول إليها بسبب الثلوج المتراكمة، فإن الوضع تبدل اليوم مع تراجع معدلات تساقط الثلوج".
تتوافر في لبنان محطات لمتابعة مستويات الثلوج لكن العوائق كثيرة وتمنع الحصول على معلومات وبيانات. بصورة عامة، يعد وهيبه أن "الخطر الأكبر بالنسبة إلى البنان يكمن في مخزون المياه الذي يهدد بكارثة اجتماعية كبرى بسبب الجفاف صيفاً". ويؤكد أن "لكل دولة دورها في مواجهة التغير المناخي من خلال إجراءات معينة، وحتى من خلال سلوكيات فردية. وتقع المسؤولية على لبنان، كما على أي دولة في العالم للحد من الخطر".

وفي هذا الإطار، ترى رئيسة قسم الجغرافيا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة القديس يوسف في بيروت، المتخصصة في علم المناخ الدكتورة جوسلين أدجيزيان جيرارد أن "لبنان تماماً كغيره من الدول معرض للتأثر بتداعيات التغير المناخي. لكن بصورة عامة، تبدو منطقة حوض المتوسط الأكثر تأثراً بها فيما يبدو لبنان محمياً إلى حد ما بسبب طبيعته التي تتميز بمناخ معتدل وجبال". من جهة أخرى تعبر جيرارد عن أسفها بسبب "التهاون الحاصل في لبنان في تحمل المسؤولية ومواجهة التغير المناخي من خلال استراتيجيات بعيدة المدى. فلا يبدو أن المسؤولين يستعدون من اليوم من خلال خطط وإجراءات احترازية لمواجهة هذا التحدي وهنا يكمن الخطر الأكبر على لبنان، وبصورة خاصة على ثلوجه ومياهه المهددة بنسبة عالية".

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات