ملخص
شهدت الخرطوم بعضاً من أسوأ أعمال العنف في الحرب، حيث أخليت أحياء بأكملها. ولم يتمكن الجيش، الذي يحتكر الأجواء بطائراته النفاثة، من استعادة السيطرة على العاصمة من قوات "الدعم السريع".
أفاد مسعفون متطوعون بأن 10 مدنيين سودانيين قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين في غارة جوية نفذها الجيش جنوب الخرطوم.
محطة الصهريج
وقالت غرفة الاستجابة الطارئة في المنطقة، وهي جزء من شبكة من المتطوعين في جميع أنحاء البلاد يعملون على تنسيق إيصال المساعدات في الخطوط الأمامية، إن الضربة التي وقعت، أمس الأحد، استهدفت "محطة الصهريج بمنطقة جنوب الحزام للمرة الثالثة في أقل من شهر"، وأضافت المجموعة أن القتلى قضوا حرقاً، وأن من بين الجرحى الـ30 خمسة في حال حرجة لإصابتهم بحروق من الدرجة الأولى.
ونقل بعض المصابين والجثامين المتفحمة إلى مستشفى "بشائر" الذي يبعد أربعة كيلومترات عن موقع القصف.
ويأتي الأهالي إلى منطقة الصهريج من مناطق مختلفة بغرض التبضع وشغل أعمال هامشية مثل بيع الأطعمة والشاي.
حملة تصعيد مستمرة
وقالت المجموعة إن قصف محطة الصهريج للمرة الثالثة في أقل من شهر "ليس سوى جزء من حملة تصعيد مستمرة، تدحض الادعاءات بأن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، إذ تتركز الغارات على المناطق السكنية المأهولة".
وقالت الأمم المتحدة الإثنين إن أكثر من 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى المساعدة في السودان بعد 20 شهراً من الحرب المدمرة.
وجهت الأمم المتحدة نداء لجمع 4.2 مليار دولار لتوفير المساعدات إلى 20.9 مليون شخص داخل السودان من إجمالي 30.4 مليون شخص قالت إنهم في حاجة إلى المساعدة في ما سمته "أزمة إنسانية غير مسبوقة".
ومنذ أبريل (نيسان) 2023 أسفرت الحرب بين الجيش النظامي السوداني وقوات "الدعم السريع" عن مقتل عشرات الآلاف. وفي العاصمة وحدها قتل 26 ألف شخص بين أبريل 2023 ويونيو (حزيران) 2024، وفقاً لتقرير صادر عن كلية "لندن" للصحة والطب الاستوائي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
30 مليون شخص
من ناحية ثانية، قالت الأمم المتحدة الاثنين إن أكثر من 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى المساعدة في السودان بعد عشرين شهراً من الحرب، داعيةً إلى تعبئة دولية "غير مسبوقة" في مواجهة أزمة إنسانية "مروعة".
وجهت الأمم المتحدة نداء لجمع 4.2 مليار دولار لتوفير المساعدات إلى 20.9 مليون شخص داخل السودان من إجمالي 30.4 مليون شخص قالت إنهم في حاجة إلى المساعدة.
وأعلنت إيديم وسورنو من مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك أن "السودان يبقى غارقاً في أزمة إنسانية حجمها مروّع"، منددةً بالعقبات أمام وصول المساعدات الإنسانية. وأضافت أن "الجوع والمجاعة ينتشران بسبب القرارات التي تتخذ كل يوم لمواصلة هذه الحرب، دون الأخذ في الاعتبار الثمن الذي يدفعه المدنيون"، مشددة على أن "الحاجات غير المسبوقة في السودان تتطلب تعبئة غير مسبوقة" من المجتمع الدولي.
كما قالت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بيث بيكدول أمام مجلس الأمن "نحن بحاجة إلى نفوذكم السياسي لإنهاء الأعمال العدائية ومساعدة السودانيين الذين يحتاجون بشكل عاجل إلى الغذاء والماء والمأوى والدواء والمساعدات الزراعية اليوم وليس غداً".
وأضافت "إذا فشلنا في التحرك الآن، بشكل جماعي وبالمستوى المطلوب فإن حياة الملايين ستكون مهددة أكثر" مشيرةً أيضاً إلى مخاطر الحرب في السودان على استقرار المنطقة.
وأسفرت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان عن مقتل الآلاف، وسط تقديرات تراوح ما بين 20 ألفاً و150 ألف شخص، بالإضافة إلى ما يقدر بنحو 11 مليون نازح. وتعتبر الأمم المتحدة أن الأزمة الناتجة عنها هي إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث،
ويضاف إلى تداعيات هذا النزاع المتواصل منذ أبريل (نيسان) 2023، شبح المجاعة التي تتفشى في خمس مناطق على الأقل في السودان، ومن المتوقع أن تواجه خمس مناطق إضافية المجاعة بحلول مايو (أيار) المقبل.
وتنفي الحكومة السودانية المرتبطة بالجيش وجود مجاعة، لكن منظمات إغاثية تشكو من قيود تعيق عملها.
ويتهم الجيش وقوات الدعم السريع باستخدام "أساليب التجويع" كسلاح حرب.
وعلى امتداد الحرب، تبذل الأمم المتحدة جهوداً كبيرة لجمع الأموال اللازمة لتأمين المساعدات الانسانية.