ملخص
يسعى الجانبان إلى تعزيز وضعهما في ظل تكهنات كثيرة تسري منذ أسابيع حول شروط مفاوضات سلام مستقبلية، قبل وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى السلطة في يناير الجاري.
أعلن الجيش الأوكراني اليوم الثلاثاء أن قواته بدأت عمليات هجومية جديدة في منطقة كورسك غرب روسيا، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها وجهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في المنطقة.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أيضاً عبر تطبيق "تيليغرام"، إن قواتها ضربت مركز قيادة روسيا في كورسك اليوم، مضيفة أن "الضربة وسلسلة العمليات في الآونة الأخيرة جرى تنسيقها مع القوات البرية الأوكرانية التي بدأت حالياً عمليات هجومية جديدة".
وسيطرت أوكرانيا على جزء من منطقة كورسك في أوائل أغسطس (آب) الماضي واحتفظت بمواقعها هناك منذ خمسة أشهر، قبل أن تشن هجوماً جديداً على المنطقة أول من أمس الأحد، لكنها لم تقدم تفاصيل عن العملية أو تحدد أهدافها.
وأعلنت هيئة الأركان العامة في الجيش الأوكراني اليوم وقوع 94 اشتباكاً في منطقة كورسك أمس الاثنين، مقارنة مع 47 الأحد.
من جانبها ذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قواتها ألحقت الهزيمة بألوية أوكرانية في ستة مواقع ونفذت ضربات على قوات ومعدات أوكرانية في سبعة مواقع أخرى، تضمنت موقعاً على الجانب الأوكراني من الحدود، فيما لم يتسن لـ "رويترز" التحقق بشكل مستقل من التقارير الواردة من ساحة المعركة من أي الجانبين.
روسيا تسيطر على كوراخوف
وأعلنت روسيا السيطرة على مدينة كوراخوف في شرق أوكرانيا بعد ثلاثة أشهر من المعارك، معتبرة أن هذا التقدم سيتيح لقواتها السيطرة على باقي منطقة دونيتسك "بوتيرة متسارعة".
ويسعى الجانبان إلى تعزيز وضعهما في ظل تكهنات كثيرة تسري منذ أسابيع حول شروط مفاوضات سلام مستقبلية، قبل وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى السلطة في يناير (كانون الثاني) الجاري.
وتعهد ترمب وضع حد بسرعة للنزاع المتواصل منذ نحو ثلاث سنوات، من دون تقديم أية مقترحات ملموسة لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى اتفاق سلام.
والولايات المتحدة هي المورد الرئيس للمساعدات لكييف، فيما تعد روسيا واشنطن عدوتها الوجودية.
من جانبه قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الإثنين "على الولايات المتحدة الأميركية مساعدتنا لتغيير طبيعة الوضع وإقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات". وأضاف أن على الأوكرانيين أيضاً خوض محادثات "واقعية" حول مسألة الأراضي.
تقدم
وعلى الجبهة الجنوبية وبعد أشهر من القتال بوتيرة بطيئة، لكن مع إحراز تقدم متواصل، قالت وزارة الدفاع الروسية الإثنين على "تيليغرام" إن وحدات روسية "حررت بالكامل بلدة كوراخوف، أكبر تجمع سكان في جنوب غربي دونباس".
وتضم المدينة الصناعية التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 22 ألف نسمة، محطة للطاقة طاولتها أضرار بسبب المعارك.
وتبعد بلدة كوراخوف نحو 30 كيلومتراً عن مدينة بوكروفسك المهمة لتأمين الحاجات اللوجيستية للجيش الأوكراني، والتي بات الجيش الروسي على مسافة تقل عن ستة كيلومترات منها.
من جهته لم يؤكد الجيش الأوكراني خسارة المدينة، مكتفياً أمس بالإبلاغ عن "عمليات هجومية في منطقة كوراخوف".
ورداً على الإعلان الروسي قال قائد القوات البرية الأوكرانية ميخائيلو دراباتي "هذا ليس من اختصاصي"، لكن خريطة المعارك التي نشرها موقع "ديب ستيت"، المقرب من الجيش الأوكراني، تظهر المدينة تحت السيطرة الكاملة للروس.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن السيطرة على المدينة تتيح للقوات الروسية التقدم في باقي منطقة دونيتسك "بوتيرة متسارعة"، معلنة السيطرة كذلك على قرية جنوب بوكروفسك.
أكبر مساحة ممكنة
وسرعت روسيا تقدمها في شرق أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، سعياً إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي، لكنها لم تحقق اختراقاً واسع النطاق ومنيت، وفقاً لكييف، بخسائر فادحة في عديد والعتاد.
يأتي ذلك في وقت يواجه الجيش الروسي صعوبات في أماكن أخرى. ففي منطقة كورسك، وبعد أسابيع من محاولته صد القوات الأوكرانية، أعلن أنه يتعرض لهجوم مضاد.
وتسيطر القوات الأوكرانية على مئات الكيلومترات المربعة في هذه المنطقة منذ الهجوم الذي شنته في أغسطس 2024، على رغم الهجمات المضادة التي تنفذها القوات الروسية المدعومة بآلاف الجنود الكوريين الشماليين، بحسب كييف.
إلى ذلك أعلنت موسكو الأحد، أنها صدت هجوماً أوكرانيا جديداً في هذه المنطقة، في حين لم تعلق كييف على هذا الموضوع.
وباستثناء تصريحات ميخائيلو دراباتي، لزم الجيش الأوكراني الصمت إلى حد كبير حول العملية الجارية وهدفها.
وذكر الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي بـ"أهمية" إبقاء الجيش الروسي في منطقة كورسك لمنعه من نشر كافة قواته على الجبهتين الشرقية والجنوبية. وقال، "نبقي منطقة عازلة على الأراضي الروسية من خلال التدمير الفعال للقدرات العسكرية الروسية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فرار من الخدمة
دبلوماسياً، تأمل كييف أن يتخذ الحلفاء الغربيون في الأسابيع المقبلة قرارات قوية وفي مقدمهم دونالد ترمب، للحصول على "ضمانات أمنية" ضد روسيا.
من جهته دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كييف إلى "إجراء محادثات واقعية حول الأراضي" لتحقيق السلام مع موسكو التي تطالب بالتنازل لها عن أربع مناطق تقع جزئياً تحت سيطرتها، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، وتخلي كييف عن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وهذه الشروط غير مقبولة بالنسبة إلى زيلينسكي.
على صعيد متصل اعترف قائد القوات البرية الأوكرانية بوجود "مشكلات" داخل لواء "آن كييف" الذي قامت فرنسا بتدريبه وتجهيزه جزئياً، بعد تقارير عن حالات سوء استخدام للسلطة وفرار من الخدمة. وأضاف أنه "بقدر الإمكان، يتم حل كل هذه المشكلات"، مؤكداً أن عدد الجنود الفارين الذين تدربوا في فرنسا "ضئيل".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الإثنين إن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة خلال خمسة أشهر من القتال في منطقة كورسك بجنوب روسيا، من ضمنها مقتل 15 ألف جندي. وأضاف زيلينسكي في خطابة المسائي المصور "خلال عملية كورسك خسر العدو بالفعل 38 ألفاً من جنوده، من بينهم 15 ألفاً بلا رجعة". وتابع أن عملية كورسك، التي بدأت بتوغل عسكري أوكراني في أغسطس، أدت إلى إنشاء منطقة عازلة مما حال دون انتشار القوات الروسية في مناطق رئيسة على الجبهة في شرق أوكرانيا. ولم يقدم الرئيس الأوكراني دليلاً على صحة هذه الأرقام.
وشنت أوكرانيا توغلاً واسع النطاق في منطقة كورسك بجنوب روسيا في أغسطس، لتستولي على أجزاء من المنطقة على رغم إعلان الجيش الروسي استعادته السيطرة على كثير من تلك الأراضي.
وقالت أوكرانيا إنها شنت هجوماً جديداً في المنطقة أول من أمس الأحد، لكنها لم تذكر تفاصيل.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أمس أنها أحبطت التقدم الأوكراني.
وقال الجيش الأوكراني اليوم الثلاثاء، إنه أسقط 28 طائرة مسيرة روسية خلال الليل. وأوضح سلاح الجو أنه جرى إطلاق 38 مسيرة، وأن 10 نماذج "مقلدة" من الطائرات المسيرة لم تصل لأهدافها.