ملخص
قال السفير السعودي الأسبق لدى أميركا وبريطانيا الأمير تركي الفيصل إن "المشكلة في فلسطين ليست الفلسطينيين، بل هي الاحتلال الإسرائيلي، وهذا واضح ومفهوم من الجميع، ومن هنا جاءت قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى مقايضة الأرض بالسلام منذ عام 1967 حتى الآن".
استبعد السفير السعودي السابق لدى أميركا وبريطانيا الأمير تركي الفيصل تطبيع العلاقات بين الرياض وإسرائيل، بعد خطة دونالد ترمب في شأن السيطرة على قطاع غزة.
ورداً على سؤال ما إذا كان تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل قد يحدث بعد خطة الرئيس الأميركي، قال الأمير تركي الفيصل خلال حوار مع شبكة "سي أن أن الأميركية، "لا على الإطلاق، أصدرت وزارة خارجيتنا بياناً يرفض ما صدر عن واشنطن في الأيام الأخيرة، وكان هذا موقف المملكة العربية السعودية منذ البداية".
وأضاف "وحتى قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، عندما تحدث الأمير محمد (بن سلمان) مع إحدى قنوات التلفزيون المعارضة في أميركا، فقد أوضح حينها أن الطريق إلى دولة فلسطينية واضحة هو ما نريد أن نراه نتيجة لأية محادثات نجريها مع الأميركيين".
وأكد أن ما خرج من ترمب "غير قابل للاستيعاب"، ومن الخيال "أن نعتقد أن التطهير العرقي في القرن الـ21 يمكن أن يتسامح معه مجتمع عالمي يظل على موقفه ولا يستجيب لذلك".
وأضاف أن "المشكلة في فلسطين ليست الفلسطينيين، بل هي الاحتلال الإسرائيلي، وهذا واضح ومفهوم من الجميع، ومن هنا جاءت قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى مقايضة الأرض بالسلام منذ عام 1967 حتى الآن".
وأوضح أن "مبادرة السلام العربية بالطبع تقوم على هذا الأساس، وعرضت على إسرائيل ليس فقط العلاقات الدبلوماسية، بل وكل ما تريده إسرائيل من تجارة وتطبيع وما إلى ذلك، في مقابل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية".
ومضى قائلاً "كل هذه الأمور كانت سياسة أميركية حتى هذه الصياغة الأخيرة التي اختار ترمب استخدامها في ادعاء أنه يريد تحسين الأمور، بينما في الواقع فإن هذا من شأنه أن يحول الأمور إلى مزيد من الصراع وإراقة مزيد من الدماء".
وتابع الأمير تركي الفيصل "نحن لا نتحدث مع الإسرائيليين، بل نتحدث مع الأميركيين، وكان هذا هو الموقف الذي تم الحفاظ عليه بقوة". وأشار إلى أنه "في مختلف المحافل، سواء القمة الإسلامية في الرياض، أم القمة العربية، أم قمة دول الخليج، وكل المحافل الدولية التي عقدت والمؤتمرات في الرياض أكدت ضرورة وجود دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".
ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الثلاثاء رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأردن ومصر مرة أخرى إلى استقبال سكان غزة، قائلاً إن الفلسطينيين هناك ليس لديهم بديل سوى مغادرة القطاع الساحلي في أثناء إعادة بنائه بعد حرب إسرائيلية طاحنة ضد "حماس" استمرت نحو 16 شهراً، ونشرت الدمار في غزة.
إلا أنه هذه المرة أكد أنه سيدعم إعادة توطين الفلسطينيين "بصورة دائمة"، متجاوزاً اقتراحاته السابقة التي رفضتها كل الدول العربية بشدة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تمتلك الأموال الكافية في منطقة الشرق الأوسط لإعادة إعمار قطاع غزة، ولدى الشرق الأوسط المال لبناء أماكن ينتقل إليها سكان غزة.