ملخص
تكشف وثيقة سرية من وثائق جون كينيدي التي أفرج عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن بعض التفاصيل في شأن وضع أعضاء حزب الفهود السود في الجزائر، بعد اختطافهم طائرتين أميركيتين، وتحديداً ملفين ماكنير الذي تورط في حادثة اختطاف الطائرة الثانية خلال يوليو (تموز) 1971
في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات تحولت الجزائر بعد الاستقلال إلى مركز استقطاب للحركات الثورية، مستقطبة ناشطين من مختلف بقاع الأرض ضمنهم أعضاء حزب الفهود السود المدافع عن حقوق الأميركيين الأفارقة. وخلال عام 1969، منحت الجزائر حق اللجوء للناشط الأميركي إلدريدج كليفر أحد القادة البارزين في الحزب، ليصبح هذا البلد قاعدة للحزب خارج الولايات المتحدة.
وتكشف وثيقة سرية من وثائق جون كينيدي التي أفرج عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن بعض التفاصيل في شأن وضع أعضاء حزب الفهود السود في الجزائر، بعد اختطافهم طائرتين أميركيتين، وتحديداً ملفين ماكنير الذي تورط في حادثة اختطاف الطائرة الثانية خلال يوليو (تموز) 1971. وخطف ماكنير مع زوجته جين وجورج براون وجويس تيلرسون رحلة طيران "دلتا" رقم 84، قبل الإفراج عنهم بعد الحصول على فدية مليون دولار، ثم توجه الخاطفون إلى الجزائر.
رقابة جزائرية شديدة
الوثيقة المؤرخة خلال أكتوبر 1972، تنسب إلى ماكنير قوله إن ويليام هولدر أحد مختطفي الطائرتين، عُين رسمياً من قبل الجناح الدولي لحزب الفهود السود كرئيس له في الجزائر. ويبدو أن المحادثة جرت بين ماكنير وموظف في سفارة بلاده، إذ كان يسعى ماكنير إلى الحصول على جوازات سفر لأطفاله وأطفال رفاقه.
ويشير ماكنير في الوثيقة إلى أن الجناح الدولي للحزب لا يزال تحت سيطرة إلدريدج كليفر، إلا أن عدداً من رفاقه داخل الجزائر لم يرغبوا في العمل معه، مثل "بيتر أونيل" الذي غادر الجزائر أخيراً، و"دونالد كوكس" الذي كان يسعى إلى تقليل تعاونه مع كليفر، معتبراً أن الأخير "يسبب الإزعاج للجزائريين".
وتكشف الوثيقة أيضاً عن ظروف معيشة هؤلاء الهاربين داخل الجزائر وأن السلطات الجزائرية لم تصدر أية وثائق رسمية لهم، ولكنهم لم يكونوا ممنوعين من التنقل داخل ولاية الجزائر، مع تحذير بعدم مغادرتها.
وأفاد ماكنير بأنهم يعيشون في فيلا داخل حي "بوانت بيسكاد"، بينما يقيم كليفر وزوجته في فيلا منفصلة داخل منطقة "الأبيار"، وبالكاد يلتقيان بعضهم بعضاً. وكما ذكر ماكنير، كان كليفر وزوجته تحت رقابة مشددة من قبل السلطات الجزائرية.
وقال ماكنير إنه لم يكن يعتقد أن الجزائر ستعيد مليون دولار إلى الولايات المتحدة من عملية اختطاف طائرة "دلتا". وعلى رغم سماعه عن إعادة 500 ألف دولار من عملية اختطاف طائرة "الخطوط الجوية الغربية"، فإنه لم يصدق ذلك، إذ كان يعلم أن المختطفين لا يزالون أحراراً في الجزائر.
الجزائر يداهم مقر الحزب
وبخصوص المداهمة التي شنتها السلطات الجزائرية على مقر حزب الفهود السود، قالت الوثيقة إن المداهمة جاءت إثر رسالة مفتوحة كتبها كليفر إلى الرئيس الجزائري هواري بومدين، مطالباً فيها بإعادة أموال عملية الاختطاف. وهذه الرسالة، التي كتبت دون موافقة باقي أعضاء الحزب في الجزائر، تسببت بانقسام داخلي في صفوف الحزب وزيادة التوترات.
وتوضح الوثيقة أن ماكنير بدا مرتاحاً خلال اللقاء، وأعرب عن دهشته من تطور الجزائر. وعندما سئل عن إمكانية التقدم للحصول على جواز سفر أميركي، أجاب قائلاً "ليس لدينا مكان نذهب إليه، لذا أعتقد أنه لا داعي لذلك". وتوقع التقييم الاستخباري أن يعود ماكنير خلال الأيام المقبلة لمتابعة مستجدات طلبات جوازات السفر لأطفاله وأطفال رفاقه.