ملخص
هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في تصريح له، من أنه "إذا لم ينعم سكان كريات شمونة والجليل بالهدوء فلن يكون هناك هدوء في بيروت".
توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل "ستضرب في كل مكان في لبنان ضد أي تهديد"، بعد غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية هي الأولى منذ وقف إطلاق النار مع "حزب الله" في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقال نتنياهو في بيان إن "أي طرف لم يفهم بعد الوضع الجديد في لبنان تلقى اليوم مثالاً جديداً على تصميمنا"، مضيفاً "المعادلة تغيرت، لن نسمح بحد أدنى من اطلاق النار على بلداتنا وسنواصل الضرب في كل مكان في لبنان ضد أي تهديد لدولة إسرائيل".
وفي ظل تواصل الغارات على مناطق عدة في جنوب لبنان عقب غارة الضاحية، لاسيما على قرية كفرحونة في قضاء جزين ومواقع في قربة بنت جبيل، ومرتفعات الجبور في البقاع الغربي ومليتا، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الحكومة اللبنانية قائلاً، "إذا لم تفرضوا تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار سنقوم نحن بذلك. وإذا لم يكن هناك هدوء في كريات شمونة وبلدات الجليل فلن يكون هناك هدوء في بيروت".
قصف الضاحية
وقصف الطيران الإسرائيلي في وقت سابق اليوم الجمعة مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد توجيه إنذار بالإخلاء للسكان المحيطين فيه.
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في لبنان بأن الطيران الإسرائيلي استهدف المبنى بصاروخين ودمره تدميراً كاملاً.
الجيش مواقع إطلاق الصاروخين
من جهته أعلن الجيش اللبناني أنه حدد مواقع إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من جنوب لبنان وأنه يجري تحقيقاً في هوية مطلقيها. وجاء في بيان الجيش أن موقع الإطلاق حُدد في "منطقة قعقعية الجسر - النبطية شمال نهر الليطاني".
العدو الإسرائيلي يصعّد اعتداءاته على لبنان متذرعًا بإطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) March 28, 2025
صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:
صعّد العدو الإسرائيلي اعتداءاته على لبنان متذرعًا بإطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية… pic.twitter.com/CuXCkJY8Oh
في الموازاة أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون الجمعة من باريس أن "كل شيء يشير" إلى أن "’حزب الله‘ ليس مسؤولاً" عن إطلاق الصواريخ أخيراً نحو إسرائيل. وقال عون خلال مؤتمر صحافي في الإليزيه مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، "سيكون هناك تحقيق في مصدر عمليات إطلاق الصواريخ".
كما دان رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، واصفاً إياه "بالتصعيد الخطير".
وشجب سلام في بيان "الاعتداءات الإسرائيلية التي تطال المدنيين والمناطق السكنية الآمنة التي تنتشر فيها المدارس والجامعات"، مشدداً على وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية الدائمة للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية، وعلى ضرورة الانسحاب الكامل من النقاط التي لا زالت تحتلها" في جنوب لبنان، "بأسرع وقت ممكن".
مطالبة بكشف الجهات الفاعلة
وكان سلام أصدر بياناً بعد إطلاق الصاروخين وقبل الغارة أفاد بأنه "أجرى اتصالاً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل وطلب منه التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الجهات التي تقف خلف العملية اللامسؤولة في إطلاق الصواريخ التي تهدد أمن لبنان واستقراره".
كما طالب "بتكثيف الجهود للتحري عن الفاعلين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص". وشدد على "ضرورة منع تكرار مثل هذه الأفعال العبثية، مع التأكيد على وجوب استكمال الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة".
في المقابل، صدر بيان عن العلاقات الإعلامية في "حزب الله" ألغى فيه احتفالاً كان من المقرر أن يقيمه اليوم الجمعة بمناسبة "يوم القدس"، "نظراً للعدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية"، على حد تعبير البيان.
غارات تحذيرية
وقبل القصف، شن الطيران الإسرائيلي المسيّر ثلاث غارات تحذيرية استهدفت مبنى في الضاحية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم "بنية تحتية لتخزين طائرات مسيّرة تابعة لحزب الله" في ضاحية بيروت الجنوبية.
وكان الجيش الإسرائيلي أصدر تحذيراً لسكان حي الحدث في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد شنه سلسلة غارات على جنوب لبنان رداً على إطلاق صاروخين صباح اليوم الجمعة باتجاه إسرائيل، نفى "حزب الله" مسؤوليته بشأنهما.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي خريطة تظهر مبنى في حي الحدث بالضاحية الجنوبية لبيروت، طالباً من السكان الموجودين فيه وبمحيطه إخلاءه لأنه "منشأة تابعة لـ(حزب الله)". وتظهر الخريطة أن المبنى موجود بالقرب من مدرستين.
ونقلت "رويترز" عن شهود ومصادر أمنية إن طائرة مسيرة إسرائيلية نفذت غارة محدودة على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت في ضربة تحذيرية على ما يبدو. وبعد وقت قصير، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في لبنان، بأن غارة تحذيرية ثانية استهدفت المكان نفسه.
ودفع التحذير الإسرائيلي سكان الضاحية للفرار بالسيارات وسيراً على الأقدام فيما دعت وزارة التربية اللبنانية المدارس والجامعات في منطقة الحدث إلى الإخلاء.
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) March 28, 2025
وجاء ذلك بعدما قصف الجيش الإسرائيلي أهدافاً تابعة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان بعدما توعد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بالرد "بقوة" عقب إطلاق صاروخين من لبنان.
وقالت وسائل إعلام لبنانية إن طائرات حربية إسرائيلية حلقت في أجواء البلاد اليوم.
عون وسلام يتابعان التطورات
سياسياً تبلغ الرئيس اللبناني جوزاف عون الموجود في باريس بزيارة رسمية خلال اجتماع مع الرؤساء الفرنسي والسوري والقبرصي ورئيس وزراء اليونان بخبر التهديد الإسرائيلي للضاحية الجنوبية لبيروت ونقل ذلك إلى المشاركين في الاجتماع، و"هو يتابع التطورات لحظة بلحظة في الاجتماع الخماسي"، وفق ما أفادت الرئاسة اللبنانية.
من جانبه حذر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام مجدداً من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، واتصل بقائد الجيش العماد رودولف هيكل للاطلاع على حقيقة الوضع في الجنوب، وطلب منه التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الجهات التي تقف خلف "العملية اللامسؤولة في إطلاق الصواريخ التي تهدد أمن لبنان واستقراره".
وطالب سلام "بتكثيف الجهود للتحري عن الفاعلين وتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص". وشدد على "ضرورة منع تكرار مثل هذه الأفعال العبثية. مع تأكيد وجوب استكمال الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة".
وأجرى الرئيس سلام سلسلة اتصالات بمسؤولين عرب ودوليين من أجل ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكررة، مؤكداً تمسك لبنان بتطبيق القرار الدولي 1701، وبأن "الجيش اللبناني وحده المولج بحماية الحدود، وأن الدولة اللبنانية هي صاحبة قرار الحرب والسلم حصراً"، وفق بيان صادر عن مكتبه.
ودعت الأمم المتحدة إلى "ضبط النفس". وقالت ممثلة المنظمة الأممية في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت في بيان، "العودة إلى صراع أوسع نطاقاً في لبنان سيكون مدمّراً للمدنيين على جانبَي" الحدود، "ويجب تجنبه بأي ثمن". وأضافت، "من الضروري أن تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس".
إطلاق صاروخين وتهديد إسرائيلي لبيروت
في وقت سابق اليوم، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض أحد مقذوفين أطلقا من لبنان، بينما سقط الآخر داخل الأراضي اللبنانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، إطلاق "قذيفتين صاروخيتين" من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية، مشيراً إلى اعتراض واحدة وسقوط الثانية في لبنان. وجاء في البيان أنه على "إثر أطلاق صفارات الإنذار، رصدت قذيفتان صاروخيتان قادمتان من لبنان، جرى اعتراض واحدة بينما سقطت الثانية داخل الأراضي اللبنانية".
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في تصريح له، من أنه "إذا لم ينعم سكان كريات شمونة والجليل بالهدوء فلن يكون هناك هدوء في بيروت"، وأضاف "حكم كريات شمونة كحكم بيروت، ولن نسمح بالعودة لواقع السابع من أكتوبر (تشرين الأول)".
وسارع "حزب الله" لإصدار بيان نفى فيه "أي علاقة" له بإطلاق الصاروخين على إسرائيل، مؤكداً التزامه بوقف إطلاق النار.
وكان الجيش الإسرائيلي تحدث، سابقاً، عن دوي صافرات الإنذار "في منطقة مرغليوت وكريات شمونة ومسكاف عام وتل حاي، شمال إسرائيل، بعد صواريخ أطلقت من لبنان".
كما تحدثت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن دوي صافرات الإنذار في كريات شمونة ومحيطها.
3 قتلى وجرحى جنوب لبنان
عقب إطلاق الصاروخين، شنت إسرائيل سلسلة من الغارات استهدفت عدداً من البلدات في جنوب لبنان، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 18 آخرين بينهم ثلاثة أطفال في ضربة استهدفت بلدة كفرتبنيت، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وطاول القصف الإسرائيلي بلدات الناقورة وعيتا الشعب وقعقعية الجسر ويحمر الشقيف والطيبة وكفركلا، كما استهدفت قنبلة صوتية ساحة بلدة مركبا، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في لبنان.
وأضافت الوكالة أن بلدة الخيام تعرضت لقصف مدفعي وفوسفوري، ولعملية تمشيط نفذها الجيش الإسرائيلي من تلة حمامص. ونتيجة القصف، اندلع حريق في المدرسة الرسمية في حارة البركة في الخيام.
وأقفلت مدارس عدة رسمية وخاصة في منطقة صور أبوابها بعد التهديد الإسرائيلي بالرد العسكري على لبنان.