Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

كم مرة خرق بوتين اتفاقات وقف إطلاق النار مع أوكرانيا؟

يقول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن فلاديمير بوتين خرق 25 اتفاقية للسلام أبرمت في العقد الأخير

دمرت ضربات المسيرات الروسية منازل في مقاطعة بوتشا شمالي كييف بعد ساعات من موافقة فلاديمير بوتين على طلب دونالد ترمب بالإحجام عن ضرب البنية التحتية لمنشآت الطاقة في أوكرانيا (رويترز)

ملخص

فلاديمير بوتين نكث مراراً باتفاقات وقف إطلاق النار مع أوكرانيا، بما في ذلك تعهده لدونالد ترمب، حيث خرقت روسيا، بحسب زيلينسكي، أكثر من 25 اتفاقية منذ 2014، مما يثير شكوكاً حول أي وقف مستقبلي لإطلاق النار.

نكث فلاديمير بوتين بوعد الذي قطعه على دونالد ترمب بالامتناع عن مهاجمة البنية التحتية لمنشآت الطاقة في أوكرانيا بعد مرور ساعات قليلة على اتفاقه مع الرئيس الأميركي.

وفي نص المكالمة الهاتفية التي جمعت الزعيمين قال الكرملين إن السيد ترمب طلب من روسيا الإحجام عن ضرب البنية التحتية لقطاع الطاقة. وأضاف أن السيد بوتين رد على الطلب "بشكل إيجابي" وأنه "وجه فوراً الأمر بذلك للجيش الروسي".

لكن روسيا أطلقت عدة صواريخ باليستية ونحو 150 مسيرة على المناطق الأوكرانية بعد ساعات قليلة، أدت إلى قطع الكهرباء عن مدينة سلوفيانسك شرقي البلاد وإلحاق ضرر بمنشأتين طبيتين في منطقة سومي في الشمال الشرقي، وأصيب عدد من الأشخاص في العاصمة كييف.

بعد ذلك، ادعى الإعلام الرسمي الروسي أن المسيرات الأوكرانية ضربت منشأة نفطية في منطقة مقاطعة كراسنودار وأشعلت حريقاً صغيراً في مستودع للنفط قرب قرية كافكازكايا. ونشر موقع "شوت" Shot الروسي فيديو لحريق في منطقة تبدو كأنها صناعية لكن لم يتبين بشكل واضح أن كانت صور الهجوم نفسه. وفي المقابل، نشرت السلطات الحكومية والمحلية الأوكرانية فيديوهات كثيرة عن الهجمات الروسية.

اقرأ المزيد

وسرعان ما أثارت هذه الهجمات الشكوك في افتراض السيد ترمب أنه قادر على التوسط لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين البلدين، كما سلطت الضوء على سجل السيد بوتين الطويل في النكث باتفاقات السلام.

الشهر الماضي، سلم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ملفاً لمبعوث السيد ترمب في أوكرانيا يفصل فيه ما قال إنه 25 اتفاقية لوقف إطلاق النار خرقتها روسيا منذ بداية عدوانها في 2014. وكان من المفترض أن يسلم الملف إلى السيد ترمب.

في ما يلي نظرة على بعض هذه الاتفاقات وشرح لطريقة انهيارها.

اتفاقات مينسك

 في أعقاب إطاحة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا عام 2014 بعد ثورة "يوروميدان"، أرسل السيد بوتين جنوداً روساً يرتدون ثياباً مدنية إلى شبه جزيرة القرم الأوكرانية ثم إلى منطقتي لوغانسك ودونيتسك شرقي أوكرانيا.

وقد اندلعت اشتباكات على الفور في هذه المناطق، نفت روسيا ضلوعها فيها. وزعمت روسيا عندها أن الجهة المعنية هي قوات انفصالية أوكرانية.

ومع ذلك في سبتمبر (أيلول) من ذلك العام، اجتمع ممثلون عن كل من أوكرانيا وروسيا وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين كما سمتا نفسيهما لعقد محادثات سلام، كانت الأولى في سلسلة من المحادثات اللاحقة. وقد جرت بوساطة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

يوم الخامس من سبتمبر، جرى التوقيع على أولى الاتفاقيتين في العاصمة البيلاروسية مينسك.

وتضمنت بنود الاتفاقية تبادل الأسرى وإيصال المساعدات الإنسانية وسحب الأسلحة الثقيلة.

لكن بعد يوم واحد فحسب، أعلن مجلس الأمن والدفاع القومي في أوكرانيا أن القوات الروسية أطلقت النار على مواقع أوكرانية 10 مرات في الأقل. أخفقت الهدنة، ولم تتحول إلى شيء ملموس وثابت.

في بداية العام التالي، اشتدت المعارك. إذ هاجم متمردون موالون للروس مواقع أوكرانية في ديبالتسيفو، مركز النقل المجاور للخط الإداري بين دونيتسك ولوغانسك، وأرغموا الأوكرانيين على الانسحاب بحلول منتصف فبراير (شباط).

كان العمل جارياً في ذلك الوقت على التوصل إلى اتفاقية أخرى في مينسك، هذه المرة تحت إشراف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في 15 فبراير ودامت دقائق فقط إذ هاجم الروس نقطة تفتيش أوكرانية قرب زولوتي في منطقة لوغانسك وفقاً للجيش الأوكراني.

وقف إطلاق النار في عيدي الفصح والميلاد

على امتداد الأعوام الأربعة التالية، أبرمت روسيا وأوكرانيا عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار سنوياً، تزامنت في غالب الأحيان مع أعياد الميلاد أو الفصح أو مواعيد الحصاد، في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز).

لم يصمد أي اتفاق لفترة طويلة.

وفي عدة مناسبات، أسهمت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في التوصل إلى هذه الاتفاقات لكن سرعان ما كانت المناوشات تندلع. لم يؤمن أي من الطرفين أن استمرار الهدنة ممكن.

كان الجنود يطلقون النار باتجاه بعضهم بعضاً في غضون ساعات من البداية المفترضة للهدنة. وقالت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية إن الطرفين كانا يمنعانها من الوصول إلى المعدات العسكرية لتفتيشها مع أنها أشارت إلى أن المتمردين المدعومين من روسيا كانوا المسؤولين عادة عن الانتهاكات الجسيمة لبنود اتفاقات الهدنة.

محاولات زيلينسكي في 2019 و2020

بعد شهرين فقط من تسلم السيد زيلينسكي، الممثل الكوميدي الذي انتقل للعمل في السياسة، سدة الحكم في أوكرانيا، وجد نفسه جالساً مقابل السيد بوتين في آخر جولة من مفاوضات السلام.

جرت هذه المفاوضات بإشراف السيدة ميركل والرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون.

واتفق البلدان في بيان مكتوب على إطلاق سراح كل "المعتقلين في إطار الصراع" وتبادلهم، بحلول نهاية عام 2019.

كما تعهدا بسحب القوات العسكرية من ثلاث مناطق إضافية في أوكرانيا بحلول نهاية مارس (آذار) 2020 من غير تحديد المناطق المعنية.

لكن الاتفاقية كان مآلها الفشل.

وباعتراف السيد ماكرون في ذلك الوقت "رأينا خلافات اليوم. لم نتوصل إلى الحل السحري لكننا أحرزنا تقدماً في هذا الاتجاه".

في يوليو التالي، أبرم اتفاق جديد خفف من حدة القتال دون أن يوقفه كلياً.

© The Independent

المزيد من متابعات