ملخص
شهدت مباريات إياب ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية إثارة كبيرة، إذ تأهلت إسبانيا وفرنسا بعد فوزهما بركلات الترجيح، بينما عانت ألمانيا لتفوز بتعادل صعب أمام إيطاليا، أما البرتغال فقادها كريستيانو رونالدو وترينكاو للفوز على الدنمارك.
أسفرت مباريات إياب الدور ربع النهائي من بطولة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم التي أقيمت أمس الأحد عن مواجهتين حاسمتين في الدور نصف النهائي، إذ فازت إسبانيا على هولندا بركلات الترجيح بنتيجة (5 - 4) بعد التعادل (3 - 3) في الوقتين الأصلي والإضافي من مباراة الإياب، والتعادل (5 - 5) في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وقاد الفوز المنتخب الإسباني لمواجهة كبرى ضد فرنسا التي احتاجت هي الأخرى الاحتكام لركلات الترجيح للفوز على كرواتيا بنتيجة (5 - 4)، بعد الفوز (2 - 0) في مباراة الإياب، وكان المنتخب الكرواتي فاز بالنتيجة نفسها ذهاباً.
وعلى الجهة الأخرى من الدور نصف النهائي عبرت ألمانيا عقبة إيطاليا على رغم التعادل (3 - 3) في مواجهة الإياب، إذ كان العملاق الألماني فاز بنتيجة (2 - 1) ذهاباً.
ويلتقي المنتخب الألماني الباحث عن لقبه الأول في دوري الأمم الأوروبية ببطل النسخة الأولى منها المنتخب البرتغالي، الذي فاز على الدنمارك بنتيجة (5 - 2) إياباً بعد الخسارة بنتيجة (0 - 1) ذهاباً.
في مباراة فرنسا وكرواتيا التي استضافها ملعب فرنسا في العاصمة باريس، افتتح مايكل أوليسي التسجيل لفرنسا، ثم أضاف عثمان ديمبلي الهدف الثاني قبل 10 دقائق من نهاية المباراة لتستمر إلى وقت إضافي لم يسفر عن جديد لتحسم المواجهة بعدها عبر ركلات الترجيح.
وصنع لاعبو فرنسا 22 فرصة، بينما لم تسجل كرواتيا أية تسديدة على المرمى طوال 120 دقيقة.
وشهدت المباراة أجواء مثيرة وتحسن أداء المنتخب الفرنسي بصورة كبيرة بعد عرضه المخيب للآمال في جولة الذهاب.
وضغطت فرنسا بقوة وأدت بثقة منذ البداية ثم نجحت في استغلال أكثر من فرصة خلال الشوط الثاني، إذ تعاون أربعة لاعبين مهاجمين بصورة جيدة.
وفي ركلات الترجيح، تصدى مينيان، المتألق في ركلات الترجيح، لتسديدتي مارتن باتورينا ويوسيب ستانيسيتش، بينما سدد فرانجو إيفانوفيتش الكرة فوق العارضة.
وأهدر ثيو هيرنانديز وجول كوندي ركلتين لفرنسا، لكن كيليان مبابي وأوريلين تشواميني وراندال كولو مواني وديزيريه دوي وأوباميكانو نفذوا ركلاتهم بنجاح.
وقال مبابي "استيقظنا هذا الصباح بفكرة أن هذه الليلة قد تكون رائعة".
"كنا مقتنعين بأننا سننجح في تحقيق ذلك، كنا بحاجة إلى مباراة مثل هذه لاستعادة جماهيرنا من جديد".
وقال مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش إنها ليلة محبطة لفريقه، وأضاف "كان الأمر صعباً للغاية علينا، لم نتمكن من تقديم مثل ما قدمناه في سبليت. بذلنا قصارى جهدنا".
وفي ملعب "إل ميستايا" بمدينة فالنسيا الإسبانية تغلبت المنتخب الإسباني بطل "يورو 2024" على هولندا، وأهدر كل من الفريقين ركلة الترجيح الرابعة له وجاء الحسم خلال الجولة السادسة من ركلات الترجيح عندما تصدى حارس مرمى إسبانيا أوناي سيمون لركلة الهولندي دونييل مالين، ثم أسكن بيدري الكرة في الشباك وحسم الفوز.
وكانت إسبانيا خطفت هدف التعادل (2-2) في الثواني الأخيرة أمام 10 لاعبين من هولندا في مباراة الذهاب التي أقيمت في روتردام.
وتقدم أصحاب الأرض مبكراً عندما تعرض ميكيل أويارزابال لعرقلة من جانب يان بول فان هيكي، لتحصل إسبانيا على ركلة جزاء سجل منها أويارزابال الهدف الأول في الدقيقة الثامنة.
وكادت إسبانيا أن تضاعف تقدمها بعدها بثوان عندما انطلق نيكو وليامز وانفرد بالحارس الهولندي بارت فيربروخن، لكن الأخير تصدى للكرة ببراعة.
وفي الوقت المتبقي من الشوط الأول، فرضت هولندا سيطرتها على الكرة بينما هددت إسبانيا شباك منافستها مرات عدة.
وفي وقت مبكر من الشوط الثاني، ارتكب الإسباني روبن لو نورماند خطأ ضد ممفيس ديباي لتحصل هولندا على ركلة جزاء نفذها ديباي بنجاح ليتعادل لبلاده.
وتقدمت إسبانيا مجدداً في الدقيقة الـ67 بضربة رأس من أويارزابال إثر هجمة مرتدة، ثم تعادلت هولندا في الدقيقة الـ79 بتسديدة قوية من إيان ماتسن الذي سجل اليوم ظهوره الدولي الأول، واستمرت المباراة لوقت إضافي.
واستعادت إسبانيا تقدمها في الدقيقة الـ13 من الوقت الإضافي بتسديدة رائعة بالقدم اليسرى من لامين يامال، لكن هولندا تعادلت بعد أربع دقائق من بداية الشوط الإضافي الثاني عن طريق تشافي سيمونز من ركلة جزاء احتسبت إثر خطأ من سيمون، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح.
وتلتقي إسبانيا في الدور قبل النهائي في شتوتغارت في الخامس من يونيو (حزيران) مع فرنسا.
وقال مدرب المنتخب الإسباني لويس دي لا فوينتي إن فريقه سيقاتل حتى النهاية بغض النظر عن المنافس، وأضاف "أعتقد أن هذا المنتخب الوطني شاب للغاية، ولا يزال أمامه طريق طويل، والأهم هو نهج اللاعبين. إنهم متعطشون للنجاح، ويريدون مواصلة المنافسة والفوز".
"لكن هذه تفاصيل، أتذكر أنه قبل عامين، قال شخص ما إنها بطولة صغيرة. في قبل النهائي تأهل ثلاثة أبطال للعالم وبطل لأوروبا، بإمكانهم هزيمتنا لكننا سنقاتل. أتمنى أن يستمر منتخبنا الوطني لفترة طويلة في المنافسة، لكن لا يمكنك الفوز دائماً".
وأشاد المدرب الإسباني أيضاً بقلب الدفاع دين هاوسن (19 سنة).
وولد هاوسن، الذي يلعب في بورنموث بالدوري الإنجليزي الممتاز، في أمستردام ولعب للمنتخب الهولندي للناشئين قبل أن يغير ولاءه إلى إسبانيا العام الماضي.
وظهر مع إسبانيا للمرة الأولى أمام هولندا في مباراة الذهاب يوم الخميس الماضي، وتلقى استقبالاً عدائياً من الجماهير الهولندية في روتردام، قبل أن يبرز كأحد أفضل اللاعبين في المباراة.
وقال دي لا فوينتي "بدا كما لو كان يلعب معنا منذ فترة طويلة. إنه شخص رائع، وأضاف كثيراً للفريق، نحن سعداء للغاية، إنه شخص آخر انضم إلى هذه العائلة التي تنمو باستمرار".
وفي ثالث مباريات الجولة أهدرت ألمانيا تقدمها بثلاثة أهداف لتتعادل (3 - 3)، مع إيطاليا قبل أن تحقق فوزاً مثيراً.
وسجل صاحب الأرض ثلاثة أهداف، من بينها هدف بفضل سرعة بديهة أحد جامعي الكرات، في الشوط الأول المذهل الذي هيمن فيه على منافسه القاري بفضل أسلوب الضغط العالي والهجوم الشرس، ولم يترك لإيطاليا أية فرصة.
ومنذ فوزها بكأس العالم 2014 لم تتفوق ألمانيا على منتخب كبير بهذه الطريقة طوال شوط كامل، بعدما لعبت 16 محاولة على المرمى، لكن هذا الأداء اختفى بعد نهاية الاستراحة، إذ قلل الفريق من ضغطه واستقبل ثلاثة أهداف قبل أن تتأهل بشق الأنفس بفضل فوزها في مباراة الذهاب.
وقال مدرب ألمانيا يوليان ناغلسمان "كان الشوط الأفضل، الشوط الأول كان مثيراً جداً للإعجاب، وكان الفريق شرساً بصورة لا تصدق وكان تقدماً مستحقاً".
"كانت طريقتنا مختلفة بعض الشيء في الشوط الثاني، ثم كانت هناك لحظات استقبلنا فيها هدفاً ثم آخر، ثم بدأ الفريق يشعر بالضغط، ولكن ما تعلمناه من هاتين المباراتين مهم لتطورنا".
وفي مواجهة البرتغالي والدنمارك سجل البديل فرانسيسكو ترينكاو هدفين، وهز كريستيانو رونالدو الشباك أيضاً لتفوز البرتغال التي ستواجه ألمانيا في نصف النهائي.
وتعافى رونالدو من إهدار ركلة جزاء مبكرة ليلعب دوراً حاسماً في عودة فريقه، وعلى رغم أنه اضطر إلى مشاهدة الوقت الإضافي من فوق مقاعد البدلاء، فقد واصل قيادة الجماهير لتجد البرتغال أخيراً طريقة لتجاوز الدنمارك.
وبعد أن تقدمت الدنمارك بهدف راسموس هويلوند في مباراة الذهاب الخميس الماضي في كوبنهاغن، رحل الظهير يواكيم مايلي عن المعسكر لحضور ولادة طفله ليقدم بديله باتريك دورغو هدية مبكرة للبرتغال عندما ارتكب خطأ ضد رونالدو ليتسبب في ركلة جزاء في الدقيقة الثالثة.
وتقدم رونالدو لتنفيذ ركلة الجزاء بنفسه، لكن حارس مرمى الدنمارك كاسبر شمايكل فاز في معركة الأعصاب واتجه بذكاء إلى الزاوية اليسرى ليحرم قائد البرتغال من التسجيل.
وكاد رونالدو أن يصلح خطأه في الدقيقة الـ17 عندما استقبل تمريرة عرضية من نونو مينديش على القائم البعيد بضربة رأس قوية، لكن شمايكل تفوق عليه مرة أخرى.
وتقدمت البرتغال أخيراً في الدقيقة الـ38 بفضل هدف عكسي سجله مدافع الدنمارك يواكيم أندرسن، بعدما حول ركلة ركنية حصل عليها رونالدو إلى شباك فريقه بضربة رأس.
وتعادلت الدنمارك عن طريق راسموس كريستنسن بضربة رأس من ركلة ركنية في الدقيقة الـ56، وعلى رغم أن رونالدو منح صاحب الأرض التقدم مرة أخرى بتسديدة من زاوية ضيقة فإن كريستيان إريكسن أعاد الدنمارك للمقدمة في مجموع المباراتين في الدقيقة الـ76.
ثم تولى ترينكاو زمام الأمور، وسجل في الدقيقة الـ86 ليجعل النتيجة (3 - 3) في مجموع المباراتين ويفرض شوطين إضافيين قبل أن يسجل مرة أخرى بتسديدة رائعة في الدقيقة الأولى من الشوط الإضافي الأول ليضع فريقه في المقدمة.
ودافع لاعبو الدنمارك ببسالة، لكن الفريق فقد قوته بعد هدف ترينكاو الثاني، وأضاف غونكالو راموس الهدف الخامس للبرتغال ليرسل بلاده إلى قبل النهائي لمواجهة ألمانيا.
وقال ترينكاو المبتهج "كنا نعلم أنها ستكون مباراة صعبة، لكننا كنا نعرف كيف نكون فريقاً وعائلة، ونحن سعداء بالفوز".
"علينا أن نشكر الجماهير التي وقفت إلى جانبنا منذ البداية، كريستيانو يسهم في حماسة الجماهير، لكننا كنا نعرف كيف نتحمل المعاناة، وكيف نكون عائلة واحدة. جميع الفرق الآن تقدم أداء جيداً، وكانت النتيجة جيدة".
ومع استمرار رونالدو في تسجيل الأهداف على رغم اقترابه من نهاية مسيرته الرائعة ووجود مجموعة من المواهب الهجومية على مقاعد البدلاء، أكد ترينكاو أنه لم يكن هناك كثير من التوتر في المعسكر في شأن من يحصل على الفرص.
وقال "نعلم أن الجميع يتمتعون بقدرات كبيرة، اليوم حصلنا على فرصة وغداً سيحصل عليها الآخرون".
"علينا جميعاً أن نكون مستعدين للعب، مع احترام قرارات المدرب دائماً".