Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

روسيا ومشكلة الحظر الدولي في كرة القدم

مع استمرار تعليق روسيا من قبل "فيفا" اقترح الاتحاد الفلسطيني تعليق عضوية إسرائيل في مشهد يخلط بين اللعبة والسياسة على الساحة العالمية

ألكساندر تشيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" (رويترز)

ملخص

يواجه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" ضغوطاً متزايدة لإعادة روسيا إلى المنافسات الدولية، بينما تتصاعد الدعوات لتعليق عضوية إسرائيل بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين. مع تعقيدات قانونية وسياسية، تظل القرارات النهائية معلقة بين المبادئ الأخلاقية وحسابات "الحفاظ على سلامة المنافسات".

سيعقد مؤتمر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" في بلغراد الأسبوع المقبل، وينظر إليه كأجندة غير معتادة في هدوئها، ما قد يشكل تناقضاً مع بعض النقاشات الجانبية.

وقال مصدر رفيع لـ "اندبندنت"، "توجد تحركات جارية لإعادة روسيا إلى كرة القدم"، فهناك شخصيات بارزة في عالم الكرة مستعدة لـ"إعادتهم غداً".

وبينما لا تزال روسيا تتمتع بنفوذ كبير في اللعبة، إلا أن جزءاً من هذه الضغوط سياسي بحت، ويعتبر البعض أنه لم يكن ينبغي استبعادها من البداية، بينما تتصاعد الضغوط الداخلية.

لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" و"يويفا" يواجهان ضغوطاً خارجية أكبر في شأن قضية أخرى تُناقش في ضوء سابقة روسيا.

هذا يشير إلى مقترح تعليق عضوية إسرائيل، وهو اقتراح تقدم به اتحاد كرة القدم الفلسطيني وحظي بدعم الاتحاد الآسيوي. وأفاد الاتحاد الفلسطيني بمقتل 92 لاعباً فلسطينياً على الأقل خلال الحرب، وتدمير البنية التحتية الكروية، وتعطيل الدوري المحلي، واضطرار المنتخب الوطني لخوض تصفيات كأس العالم خارج البلاد.

ومن جهة أخرى، راسلت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" في شأن قيام اتحاد كرة القدم الإسرائيلي بتنظيم أنشطة كروية في المستوطنات المقامة على أراضٍ محتلة، وهو ما ينتهك لوائح "فيفا" التي تنص على أن "لا يجوز للاتحادات والأندية الأعضاء اللعب على أراضي اتحاد عضو آخر من دون موافقته".

يتعرض "فيفا" لانتقادات بسبب تأجيله المتكرر لهذه القضية، مما أسهم في نمو حركة جماهيرية تسمى "أظهر البطاقة الحمراء لإسرائيل".

وحتى الآن، نظمت تظاهرات في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا واليونان واسكتلندا وإيرلندا وتركيا وماليزيا تطالب بإرسال "رسالة مباشرة" إلى "يويفا" و"فيفا"، "لتطبيق لوائحهما وحظر إسرائيل من المنافسات".

قد يكتشف المحتجون أنهم يوجهون رسائلهم إلى المكان الخطأ، مما يبرز النقاش المعقد حول كيفية عمل الإيقافات الدولية في كرة القدم - ولماذا من غير المرجح أن يتغير أي شيء قريباً في أي من هذه الحالات.

لم يوقف "فيفا" و"يويفا" روسيا بدافع أخلاقي بعد غزو أوكرانيا، لكن القرار جاء لأن 12 اتحاداً أوروبياً على الأقل رفضوا اللعب ضدها، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 18 اتحاداً. وبما أن بولندا كانت من بين هذه الدول وكان من المقرر لها مواجهة روسيا في تصفيات كأس العالم، فوجد "فيفا" نفسه فجأة أمام أزمة، حيث لم تكن الهيئة الحاكمة قادرة على تنظيم المباريات المقرر إقامتها قريباً.

ربما يكشف هذا الوضع شيئاً عن تشريعات كرة القدم، حيث يؤكد مصدر موثوق أنه في الظروف العادية المشابهة، تكون الدولة التي ترفض اللعب أكثر عرضة للإيقاف، لكن في هذه الحالة، اضطر "يويفا" و"فيفا" للاختيار بين إقصاء 12 فريقاً أو فريق واحد فقط.

أصبحت المسألة تتعلق بـ"الحفاظ على سلامة المنافسة"، لذا تم تعليق عضوية روسيا فعلياً بسبب ثغرة قانونية. وقد قبلت محكمة التحكيم الرياضي هذا المنطق عندما استأنفت روسيا على القرار.

أما الآن، فلا يواجه "فيفا" نفس حالة الاستعجال. فعلى رغم رفض العديد من الاتحادات الآسيوية اللعب ضد إسرائيل، إلا أن هذا الوضع قائم منذ سبعينيات القرن الماضي، وهذا هو السبب في انتقال فرقها للعب تحت مظلة "يويفا" منذ 1994، بعد طردها من الاتحاد الآسيوي بناءً على اقتراح كويتي عام 1974.

من هنا انتقدت منظمة "فير سكوير" الحقوقية "فيفا" و"يويفا" لاتباعهما أسلوب القرارات المرتجلة، حيث "لا يوجد تقريباً أي نص في لوائحهما يمكنهما من اتخاذ أي قرارات استجابةً للأزمات الجيوسياسية".

ولهذا السبب من غير المرجح حدوث أي تغيير في مثل هذه المواقف، وكما قال رئيس "فيفا" جياني إنفانتينو عند سؤاله في فبراير (شباط) عن حظر روسيا، "نريد مشاركة جميع الدول في اللعب".

هذه المرة، كان الأمر أكثر من مجرد تصريح عابر. فالهيئات الحاكمة تسعى بنشاط لتجنب تعليق الدول لأسباب سياسية، إذ لا تريد الدخول في تعقيدات التشريع لكل نزاع عالمي. وهذا يرتبط بنفس الأسباب التي تحظر الرموز السياسية، حيث قد يكون رمز التعبير عن الهوية بالنسبة لدولة ما بمثابة استفزاز لدولة أخرى. وكما يذكر العديد من المصادر، قد ينتهي بهم المطاف إلى منافسات منقوصة.

ولهذا السبب فإن معظم حالات الإيقاف أو الإيقاف المؤقت من كأس العالم كانت لأسباب تتعلق بالكرة نفسها أو إدارتها. ومن أبرز الأمثلة على ذلك إيقاف المكسيك - مضيفة كأس العالم 1986 - عن المشاركة في نسخة 1990 بسبب استخدامها لاعبين أكبر من السن المسموح به في بطولة الشباب، بينما كانت حالات أخرى، مثل إيقاف إندونيسيا عن نسخة 2018، بسبب تدخل حكومي مزعوم.

اقرأ المزيد

حتى اليابان، في أول كأس عالم بعد الحرب العالمية الثانية عام 1950، تم إيقافها رسمياً بسبب عدم سداد المستحقات، في حين أن اتحاد ألمانيا الغربية لم يكن قد أعيد تشكيله آنذاك.

لم تكن هناك سوى ثلاث حالات إيقاف لأسباب سياسية صريحة، وهي: روسيا ويوغوسلافيا بعد عقوبات الأمم المتحدة إثر حرب البلقان، وجنوب أفريقيا في عهد الفصل العنصري، واثنتان من هذه الحالات تضمنتا مقاطعات.

الأسباب تتجاوز الجانب السياسي أيضاً. هناك رأي سائد داخل أروقة إدارة كرة القدم مفاده أن المنتخبات الوطنية يجب أن تُعتبر كيانات منفصلة عن الدول التي تمثلها، لأن شكل هذه الدول قد يتعرض لتغيرات جذرية، ويشير بعض المسؤولين إلى مثال إيران في كأس العالم الماضي، حيث امتنع اللاعبون عن غناء النشيد الوطني كاحتجاج صامت ضد الحكومة.

يتبنى كبار المسؤولين أفكاراً أكثر سمواً حول استخدام كرة القدم كأداة لتحقيق السلام، كما صرّح رئيس "يويفا" ألكسندر تشفيرين عند مناقشة عودة المنتخبات الروسية للشباب، "لو جاء طفل روسي إلى سلوفينيا واحتضنه طفل سلوفيني، سيدرك أننا لسنا أعداء وأن الحياة يجب أن تستمر".

هذه الرؤية تتجسد في شعار "فيفا" الذي يرافق منشورات إنفانتينو على "إنستغرام": "كرة _القدم _توحد _العالم". ويُقال إن هذا الطموح كان أحد دوافع إنفانتينو وسلفه جوزيف بلاتر للتنافس على جائزة نوبل للسلام.

وعلى رغم ما قد يبدو من سذاجة في هذه الأفكار، إلا أن هناك أيضاً حسابات سياسية واقعية. فبينما عبّر العديد في عالم الكرة عن استيائهم من الغزو الروسي لأوكرانيا، وبخاصة في بولندا، واجه بعضهم ضغوطاً من حكوماتهم. كما ادعى تشفيرين أن اقتراح 2023 لإعادة فرق الشباب الروسية "تعرض لهجوم شرس من التيار السياسي السائد، وبخاصة من اليسار".

الغالبية العظمى من الاتحادات الوطنية تتبع سياسة دولها الخارجية. ووفقاً لمصدر مطلع، فإن مقاطعة إسرائيل ليست مطروحة للنقاش بين دول "يويفا".

يتم تداول هذا الموضوع في بعض غرف الملابس للمنتخبات التي تواجه إسرائيل، كما كشف مارتن أوديغارد قبل مباراة النرويج.

وقال صانع ألعاب النرويج وأرسنال الإنجليزي عن الأحداث في غزة، "هذه خلفية لا يمكن تجاهلها. الوضع مروع للجميع. لكن علينا التعامل مع قرار يويفا بإقامة المباراة".

إلا أن القرار لم يكن بالضبط بيد "يويفا". ولأسباب مماثلة، لن يتغير تعليق روسيا من دون وقف إطلاق نار حقيقي. ومع ذلك، إذا حدث ذلك، فإن كبار المسؤولين قد بدأوا بالفعل في تصوير خطة لعودة روسيا. سيجلب وقف إطلاق النار مبادرات "لتطبيع" وضع روسيا، مع وضع الرياضة في قمة الأولويات. ويقول المطلعون في عالم كرة القدم إنهم يتوقعون أن تبدأ اللجنة الأولمبية الدولية أولاً، ثم الاتحاد الدولي للهوكي، مما يمهد الطريق لعودة الرياضة الأكثر شعبية.

وكما يقول مصدر رفيع المستوى "هكذا تسير الأمور السياسية في زيوريخ، أولمبياد أولاً، ثم الهوكي، ثم كرة القدم".

قد يكون هناك تعقيد آخر. ماذا لو بدأ الرئيس دونالد ترمب بالمطالبة بإدراج روسيا في كأس العالم 2026 التي تستضيفها أميركا مع كندا والمكسيك، بعد وقت طويل من بدء التصفيات؟

© The Independent

المزيد من رياضة