Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

ترمب يربك برسومه قطاع السيارات عالميا ويحذر كندا والاتحاد الأوروبي

فرض جمارك 25 في المئة على غير المصنعة بالولايات المتحدة وتنديدات من بروكسل وأوتاوا وطوكيو

سيارات تنتظر تحميلها على متن سفينة في نانجينغ شرق الصين، الـ26 من مارس 2025 (أ ف ب)

ملخص

 طوكيو تعتزم اتخاذ "تدابير مناسبة" رداً على رسوم ترمب على السيارات، ورئيس وزراء كندا يعتبرها "هجوماً مباشراً".

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس بفرض رسوم جمركية إَضافية على الاتحاد الأوروبي وكندا في حال عملهما معاً "لإلحاق الأذى الاقتصادي" بالولايات المتحدة.
وكتب ترامب عبر منصة "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي "إذا عمل الاتحاد الأوروبي مع كندا لإلحاق الأذى الاقتصادي بالولايات المتحدة فإن رسوماً واسعة النطاق، أوسع بكثير من تلك المخطط لها راهناً، ستُفرض عليهما من أجل حماية أفضل صديق حصل عليه كل واحد منهما".

في المقابل، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، غيو جيا كون في مؤتمر صحافي، "لا رابح في حرب تجارية أو حرب جمركية. لا يتحقق النمو والازدهار لأي دولة من خلال فرض رسوم جمركية".


وكان الرئيس ترمب أعلن أمس الأربعاء فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على كل السيارات والشاحنات الصغيرة غير المصنعة على الأراضي الأميركية، لافتاً إلى أن التعرفات ستدخل حيز التنفيذ في الثاني من أبريل (نيسان) المقبل.

وقال ترمب في تصريح لصحافيين في البيت الأبيض إن "ما سنفعله هو فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على كل السيارات غير المصنعة في الولايات المتحدة، تلك المصنعة في الولايات المتحدة لن تفرض عليها أي رسوم".

وأوضح الرئيس الأميركي أن الرسوم سيبدأ استيفاؤها اعتباراً من الثالث من أبريل.

وسارع الاتحاد الأوروبي إلى التعليق على خطوة سيد البيت الأبيض.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن الاتحاد الأوروبي يأسف "بشدة" لقرار الولايات المتحدة.

وأضافت في بيان "أنا آسفة بشدة للقرار الأميركي"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي "سيواصل البحث عن حلول تفاوضية" مع الولايات المتحدة.

وجعل ترمب الرسوم الجمركية حجر الأساس في سياسته الاقتصادية والاجتماعية وحتى الدبلوماسية.

ويعتبر قطب العقارات السابق أن الرسوم الجمركية سلاح شامل يمكنه في الوقت نفسه إحياء الصناعات في الولايات المتحدة، وتقليص العجز التجاري، وحل عجز الموازنة، وتعزيز فرص العمل، وإقامة توازن قوى أكثر ملاءمة لواشنطن على الساحة الدولية.

ومنذ عودته للرئاسة في يناير (كانون الثاني) فرض ترمب رسوماً جمركية إضافية على واردات الولايات المتحدة من كندا والمكسيك والصين، إضافة إلى رسوم بنسبة 25 في المئة على الصلب والألمنيوم.

صدمة بقطاع السيارات

هز إعلان ترمب الشركات في قطاع صناعة السيارات الأميركي ومنافسيها العالميين، إذ انخفضت أسهم جنرال موتورز ثمانية في المئة في التعاملات بعد إغلاق السوق، وتراجعت أسهم فورد وستلانتس المدرجة في السوق الأميركية بنحو 4.5 في المئة لكل منهما. وفي آسيا، انخفضت أسهم تويوتا موتور وهوندا موتور وهيونداي موتور بنحو ثلاثة في المئة.

وانخفضت أسهم تسلا، التي تصنع جميع السيارات التي تباع في الولايات المتحدة محلياً، لكنها تستورد بعض المكونات، 1.3 في المئة.

وقال ترمب إن الرسوم الجمركية التي أعلنت يوم الأربعاء قد تؤثر سلباً في تسلا أو ربما تفيدها، وأضاف أن الرئيس التنفيذي للشركة وحليفه المقرب إيلون ماسك لم يقدم له أية نصيحة في شأن الرسوم الجمركية على السيارات.

ولم ترد أي من هذه الشركات بعد على رسائل البريد الإلكتروني لطلب التعليق.

تشير بيانات من شركة الأبحاث غلوبال داتا بأن ما يقرب من نصف السيارات التي بيعت في الولايات المتحدة العام الماضي كانت مستوردة.

وقالت مجموعة أوتو درايف أميركا التي تمثل كبرى شركات صناعة السيارات الأجنبية مثل هوندا وهيونداي وتويوتا وفولكس فاجن "الرسوم الجمركية المفروضة اليوم ستزيد من كلفة إنتاج وبيع السيارات في الولايات المتحدة، مما سيؤدي في النهاية إلى ارتفاع الأسعار، وتقليص الخيارات المتاحة للمستهلكين، وتراجع وظائف قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة".

اقرأ المزيد

وتسببت رسوم ترمب الجمركية وتهديداته المرتبطة بفرضها منذ بدء ولايته الثانية في حالة من الضبابية لدى الشركات وأثارت اضطراباً في الأسواق العالمية، ويوم الأربعاء أكد مجدداً أنه يتوقع أن تدفع هذه الرسوم الجمركية شركات صناعة السيارات إلى زيادة استثماراتها في الولايات المتحدة بدلاً من كندا أو المكسيك.

تتمتع شركات صناعة السيارات في أميركا الشمالية بوضع التجارة الحرة إلى حد كبير منذ 1994، ووضع اتفاق 2020 بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا الذي قاده ترمب قواعد جديدة تهدف إلى زيادة إنتاج المكونات بالمنطقة.

وبعد فرض رسوم جمركية 25 في المئة على المكسيك وكندا في أوائل مارس (آذار)، منح ترمب مهلة شهراً للسيارات المنتجة وفقاً لشروط الاتفاق، مما كان له أثر إيجابي في الشركات الأميركية.

غير أن القواعد الجديدة لا تنطوي على تمديد هذه المهلة.

طوكيو تعتزم اتخاذ "تدابير مناسبة"

أعلن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا اليوم الخميس أن بلاده تدرس "كل الخيارات" المتاحة أمامها لاتخاذ "تدابير مناسبة"، رداً على الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها لتوه الرئيس الأميركي دونالد ترمب على واردات بلاده من السيارات.

وقال إيشيبا أمام أعضاء البرلمان في طوكيو "علينا أن ندرس تدابير مناسبة عقب هذا الإعلان، بطبيعة الحال سندرس كل الخيارات"، علماً أن السيارات تمثل نحو ثلث الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة.

وأضاف أن "اليابان استثمرت بصورة كبيرة وخلقت فرص عمل كثيرة" في الولايات المتحدة، و"هذا الأمر لا ينطبق على كل الدول"، وتابع "نحن الدولة الأولى في الاستثمار في الولايات المتحدة".

واعتبر رئيس الوزراء الياباني أن "فهم الرئيس الأميركي لهذا الأمر يزداد بصورة ملاحظة، لكن هناك أموراً مختلفة تحدث، لذلك نحن ندرس كل أنواع التدابير المضادة، وهي خيارات متاحة أمامنا".

وأدى قرار ترمب إلى انخفاض حاد في أسهم كبريات شركات صناعة السيارات اليابانية.

وقرابة الساعة 00:10 ت غ، تراجعت في بورصة طوكيو أسهم تويوتا بنسبة 3.72 في المئة، وميتسوبيشي بنسبة 3.70 في المئة، ونيسان بنسبة 3.2 في المئة، وهوندا بنسبة 2.77 في المئة بعد أن عوضت الأخيرة قليلاً خسارتها التي كانت وصلت إلى 3.1 في المئة قبل ذلك بدقائق.

وستتأثر اليابان بقوة بقرار ترمبK إذ شكلت السيارات في العام الماضي 28 في المئة من إجمالي صادراتها إلى الولايات المتحدة، (نحو 40 مليار دولار من أصل 142 مليار دولار).

وتعتبر صناعة السيارات ركيزة أساسية للاقتصاد الياباني، إذ يوظف هذا القطاع نحو 10 في المئة من اليد العاملة في البلاد.

كندا تندد بـ"هجوم مباشر"

رد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بغضب الأربعاء على قرار الرئيس الأميركي فرض رسوم جمركية على كل واردات بلاده من السيارات، بما في ذلك تلك المصنعة في كندا، واصفاً هذه الخطوة بأنها "هجوم مباشر" على كندا.

وقال كارني "سندافع عن عمالنا. سندافع عن شركاتنا. سندافع عن بلدنا. وسندافع عنهم معاً". وأضاف أن هذه الرسوم الجمركية البالغة نسبتها 25 في المئة "ستؤذينا، لكن بتكاتفنا خلال هذه الفترة، سنخرج أقوى".