Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

لماذا تعد مباريات ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي حدثا فريدا؟

بينما لا يزال مانشستر سيتي الأقوى ستشعر 7 من الأندية الـ8 المتبقية في البطولة بفرصة تاريخية للفوز بلقب كبير

احتفال لاعبي بورنموث بالفوز على ولفرهامبتون بركلات الترجيح في الدور الخامس من كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (أ ف ب)

ملخص

تشهد كأس الاتحاد الإنجليزي هذا الموسم منافسة شرسة وغير متوقعة، إذ تتصارع أندية متوسطة الطموح على اللقب بعد خروج الكبار. هذا التنافس الشرس يمنح هذه الأندية فرصة تاريخية لتحقيق إنجاز غير مسبوق، ما يجعل البطولة أكثر إثارة وتشويقاً.

شهد نادي برايتون الإنجليزي اقتراحاً هذا الأسبوع بتزويد المشجعين بأعلام خاصة لإضفاء طابع مميز على مباراة السبت، لكن المدرب فابيان هوتسلر وجهازه الفني المعاون رفضوا الفكرة، إذ يريدون أن يتعامل اللاعبون مع مواجهة ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام نوتنغهام فورست كأي مباراة عادية على أرضهم. هذا النهج غالباً ما يكون أكثر فاعلية لتحقيق الفوز، بخاصة مع تصاعد المشاعر الإيجابية حول ملعب التدريب.

برايتون ليس النادي الوحيد الذي يوازن بين هذه المشاعر المتناقضة هذا الأسبوع، لأن معظم المتأهلين في البطولة يدركون جيداً أن هذه ليست مباراة عادية. إنها فرصة تاريخية، وربما فريدة من نوعها.

لن تكون هناك مناقشات حول أهمية البطولة هذا الأسبوع. فمعظم الأندية التي فازت بها بصورة متكررة بما في ذلك أكثر خمسة أندية نجاحاً فيها خلال الـ34 سنة الماضية وتسعة من أصل آخر 10 أبطال، قد خرجوا بالفعل من المنافسات، وبالنسبة إلى الفرق المتبقية، لا يمكن للبطولة أن تمثل قيمة أكبر من ذلك.

من بين الفرق الثمانية المتبقية، لم يفُز نصفها بأي لقب كبير على الإطلاق، وهم: بورنموث وبرايتون وكريستال بالاس وفولهام.

أما بريستون نورث إيند، الذي حقق ذات يوم الثنائية التاريخية (الدوري والكأس) فلم يفز بأي لقب منذ كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1938، ولن تكون هناك حاجة إلى القلق في شأن جلب الأعلام إلى ملعب "ديبديل"، إذ إن الأجواء مشحونة بالفعل حوله.

يستضيف بريستون نظيره أستون فيلا، الذي لم يحقق أي لقب منذ 29 عاماً، متقدماً بفارق ضئيل على نوتنغهام فورست الذي ينتظر منذ 35 عاماً. وحتى مانشستر سيتي، الذي وصل إلى النهائي العام الماضي وتوج باللقب في 2023، يجد نفسه في وضع غير معتاد، حيث يحتاج إلى الفوز بالكأس لإنقاذ موسمه.

ليس من قبيل المجاملة أو التحيز أن نقول إن الأندية السبعة الأخرى تود أن ترى بورنموث يهزم السيتي، إن كان فقط لفتح الطريق أمامها.

وجود أنجح نادٍ إنجليزي في الألفية الجديدة يبرز بصورة لافت في نسخة "ديمقراطية" من كأس الاتحاد، على رغم أن انتصار مدرب بورنموث أندوني إيراولا الكبير على سيتي سيكون متسقاً تماماً مع مسيرته هذا الموسم، إذ إن أحد محاور الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز كان التساؤل عما إذا كان أسلوب بيب غوارديولا القائم على اللعب التموضعي يمكن أن تتجاوزه أساليب أخرى تسمح بمزيد من الفردية، مثل أسلوب مدرب بورنموث.

لكن هذا ليس السبب الرئيس وراء خروج دور الـ16 بهذه الصورة، بل يبدو الأمر امتداداً لموسم الدوري الممتاز الأوسع، وخصوصاً السباق الأكثر احتداماً على التأهل لدوري أبطال أوروبا.

من اللافت أن جميع الأندية المفاجئة المشاركة في ذلك السباق مثل نوتنغهام فورست وبورنموث وبرايتون وفولهام وأستون فيلا ما عدا نيوكاسل يونايتد، لا يزالون في المنافسة على الكأس. وقد أنهى نيوكاسل نفسه حال جفاف الألقاب الطويلة التي عاشها، بفضل فوزه الأسبوع الماضي بكأس رابطة الأندية المحترفة "كاراباو".

الآن يبدو أن هناك نمطاً واضحاً وحتى كريستال بالاس بدا صاعداً لفترة، حيث تبدو تكتيكات مدربه الفائز أخيراً للقب الدوري الأوروبي أوليفر غلاسنر مناسبة تماماً لبطولات خروج المغلوب، وينطبق الأمر ذاته على ماركو سيلفا بحسب كثيرين.

جزء من هذا يعود إلى أن هذه فرق جيدة ببساطة، عززتها سنوات من الثراء الكبير للدوري الممتاز، مع قواعد الربحية والاستدامة (بي أس آر) التي سمحت لها بالاحتفاظ بأفضل لاعبيها للمرة الأولى، كما أن إحدى سمات الموسم هو ظهور عديد من اللاعبين البارزين في أندية خارج النخبة التقليدية، وكثير منهم لا يزال في هذه الكأس مثل كريس وود ومورغان غيبس وايت وأنطوان سيمينيو وجاستن كليفيرت وكارلوس باليبا وجواو بيدرو وجان فيليب ماتيتا وأنتوني روبنسون ومورغان روجرز ويوري تيليمانس.

هذا أيضاً انعكاس لذكاء بعض هذه الأندية، بخاصة في تفوقها على منافسيها الأكثر ثراءً في التعاقدات، وينطبق ذلك بصورة خاصة على المدربين، حيث ينظر إلى عديد منهم الآن كمرشحين لأفضل الوظائف وأكثرها رواتباً.

مكانة إيراولا وسيلفا، بخاصة مع بحث توتنهام عن مدرب، سترتفع كثيراً بالفوز بالكأس، وقد يكون هذا مؤشراً إلى تحولات كرة القدم الحديثة، حيث تتجه المناقشات لهذه الجوانب، لكنه أيضاً سبب يجعل هذه الانتصارات ردوداً قيمة للغاية.

ومن المفارقات الواضحة أيضاً أن يتمكن المدير الفني السابق لفورست نونو إسبيريتو سانتو من الفوز بلقب كبير قبل ناديه السابق توتنهام، لكن توتنهام يشير إلى الجانب الآخر من هذه المعادلة، وبعض الأسباب الرئيسة الأخرى لهذه "الديمقراطية" في البطولة، فقد عانى النادي التكيف مع الموسم الأوروبي الممتد.

اقرأ المزيد

سيطرت الأندية الخمسة الأخرى من "الستة الكبار" سابقاً على كأس الاتحاد الإنجليزي طوال الـ30 عاماً الماضية، لأن العوائد المتزايدة من دوري أبطال أوروبا مكنتهم من بناء تشكيلات عملاق، وكان بإمكانهم الصمود على جميع الجبهات، وليس من قبيل المصادفة أن تتكاثر الثنائيات والثلاثيات في كرة القدم الأوروبية بعد عام 2008، مع تراكم العوائد الأكبر من التوسعة الأولى في (1999 - 2000).

التوسعة الحالية - إلى 36 فريقاً ومجموعة واحدة - ربما ذهبت بهذا الأمر إلى أبعد من اللازم حالياً، فحتى أكبر الأندية التي تمتلك أكبر قوائم اللاعبين واجهت صعوبة في مجاراة هذا الجدول المزدحم بالمباريات، بينما منعتهم قواعد الربحية والاستدامة من التعاقد مع بعض اللاعبين الذين يرغبون في ضمهم، وعلى سبيل المثال فإن ليفربول ويونايتد كانا ليحبا الحصول على روبنسون.

لقد شعر سيتي بتأثيرات هذا أولاً، حيث دمرت سلسلة الإصابات دفاعه عن اللقب، بل هناك رأي يقول إنهم بقوا في الكأس لفترة أطول لأنهم تجاوزوا أزمة الإصابات قبل منافسيهم.

وبغض النظر عن الحقيقة، يظل سيتي النادي العملاق الوحيد الذي يقف عائقاً أمام ظهور فائز محتمل سيعتبر الكأس أعز من أي إنجاز في تاريخه الحديث.

ولهذا السبب تشعر معظم الأندية المتبقية بفرصة استثنائية، وتنظر إلى الإرهاق البدني كشيء والعقلية شيء آخر تماماً.

أعرب مسؤول رفيع في أحد الأندية المتأهلة لربع النهائي عن دهشته من كيفية حجز سيتي دائماً لأحد فنادق "ويمبلي" الرئيسة مع بداية الموسم معتبراً أن هذا لا ينظر إليه كغطرسة، بل كوضع معيار وتوقع للفوز بالبطولة.

قد يحدث هذا فارقاً هائلاً حتى في مواسم مثل الحالي، وهو جزء من سبب خسارة أندية مثل هال سيتي وواتفورد وساوثهامبتون، إضافة إلى بالاس وبرايتون، أمام أندية أكثر ثراءً في الأدوار المتقدمة خلال السنوات الأخيرة.

يكفي النظر إلى مانشستر يونايتد وأرسنال اللذين توجا بالكأس في مواسم كانت باهتة بالنسبة إليهما بخلاف ذلك اللقب، فهناك تاريخ ثقافي يغذي الإيمان بإمكان التتويج بالألقاب، وهذا ما يفسر قرار برايتون بعدم التوزيع الاحتفالي للأعلام.

وحرص الجهاز الفني على تذكير اللاعبين بأهدافهم المتأخرة عبر مقاطع مصورة طوال الأسبوع.

هذا الإيمان يكتسب أهمية مضاعفة بعد الخسارة الكبيرة بنتيجة (0 - 7) أمام فورست قبل أسابيع قليلة. المباراة بالطبع أكبر من ذلك بكثير.

ولهذا قد تحدد مواجهة بورنموث ضد سيتي مصير الموسم الكروي. فبورنموث يمثل أحد أبرز الأندية الصاعدة بقوة، بينما سيتي، على رغم كونه بطل الدوري، كان من أوائل الأندية الكبرى التي خيبت التوقعات هذا الموسم.

إذا فاز سيتي، سيسود شعور بأن حتى الموسم "الديمقراطي" المفترض سينتهي بأبطال تقليديين، أما إذا انتصر بورنموث، فقد نكون أمام بداية مشهد استثنائي، وربما فريد من نوعه.

© The Independent

المزيد من رياضة