ملخص
"بي-2" مجهزة لحمل أكثر القنابل الأميركية قوة، وهي القنبلة "جي.بي.يو-57" التي تزن 30 ألف رطل. وهذا هو السلاح الذي يقول الخبراء إنه يمكن استخدامه لاستهداف البرنامج النووي الإيراني.
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة سترفع عدد حاملات طائراتها المنتشرة في الشرق الأوسط إلى اثنتين إذ ستنضم إلى تلك الموجودة الآن في مياه الخليج حاملة ثانية موجودة حالياً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وقال المتحدث باسم "البنتاغون" شون بارنيل في بيان، إن حاملة الطائرات "كارل فينسون" ستنضم إلى حاملة الطائرات "هاري أس ترومان" من أجل "مواصلة تعزيز الاستقرار الإقليمي، وردع أي عدوان، وحماية التدفق الحر للتجارة في المنطقة".
وفي بيانه، أوضح المتحدث باسم "البنتاغون" أن وزير الدفاع بيت هيغسيث أمر بنشر "أسراب إضافية وأصول جوية أخرى في المنطقة من شأنها أن تعزز قدراتنا في الدعم الجوي الدفاعي". ولدى البحرية الأميركية نحو 10 حاملات طائرات.
وأضاف بارنيل "في حال هددت إيران أو وكلاؤها الأفراد والمصالح الأميركية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة للدفاع عن شعبنا".
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أعلن الحوثيون المدعومون من إيران الشهر الماضي مسؤوليتهم عن هجمات قالوا إنها استهدفت حاملة الطائرات "هاري أس ترومان" في البحر الأحمر.
لكن واشنطن التي تشن منذ أسابيع غارات ضد الحوثيين في اليمن لم تؤكد وقوع هجمات على حاملتها.
وأعلنت واشنطن في 15 مارس (آذار) عن عملية عسكرية ضد الحوثيين لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، الممر البحري الحيوي للتجارة العالمية.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة، يشن الحوثيون، في خطوة وضعوها في إطار إسنادهم الحركة الفلسطينية، عشرات الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل وضد سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.
وتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحوثيين المدعومين من إيران بالقضاء عليهم، محذراً طهران من استمرار تقديم الدعم لهم.
ولم يحدد "البنتاغون" بالضبط المكان الذي ستبحر فيه هاتان الحاملتان عندما ستصبحان معاً في الشرق الأوسط.
قاذفات "بي-2"
مع ذلك، قال مسؤولون أميركيون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إنه تم نقل ما يصل إلى ست قاذفات من طراز "بي-2"، الأسبوع الماضي، إلى قاعدة عسكرية أميركية بريطانية في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي.
ويقول خبراء، إن هذا يجعل "بي-2"، التي تتمتع بتكنولوجيا الإفلات من رصد الرادارات والمجهزة لحمل أثقل القنابل الأميركية والأسلحة النووية، على مسافة قريبة بما يكفي للعمل في الشرق الأوسط.
ورفضت القيادة الاستراتيجية الأميركية الإفصاح عن عدد طائرات "بي-2" التي وصلت إلى دييغو غارسيا، مشيرة إلى أنها لا تعلق على التدريبات أو العمليات التي تشمل "بي-2".
وهدد ترمب إيران، الأحد، بالقصف وفرض رسوم جمركية ثانوية إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي.
و"بي-2" مجهزة لحمل أكثر القنابل الأميركية قوة، وهي القنبلة "جي.بي.يو-57" التي تزن 30 ألف رطل. وهذا هو السلاح الذي يقول الخبراء إنه يمكن استخدامه لاستهداف البرنامج النووي الإيراني.
وليس لدى القوات الجوية الأميركية سوى 20 قاذفة "بي-2"، لذا عادة لا يتم الإفراط في استخدامها.
كان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قد قال، الإثنين، إن الولايات المتحدة ستتلقى ضربة قوية إذا نفذ ترمب تهديداته.
قدرات الدفاع الجوي
وقال مسؤول لـ"رويترز"، إن الجيش الأميركي ينقل أيضاً بعض قدرات الدفاع الجوي من آسيا إلى الشرق الأوسط.
كان ترمب قد سحب الولايات المتحدة خلال فترة ولايته الأولى بين 2017 و2021 من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وقوى عالمية، والذي وضع قيوداً صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات. كما أعاد ترمب فرض عقوبات أميركية كاسحة.
ومنذ ذلك الحين، تجاوزت إيران بكثير حدود تخصيب اليورانيوم التي كان متفقاً عليها.
وتتهم قوى غربية إيران بأن لها أجندة سرية لتطوير قدرات الأسلحة النووية من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستوى عال من النقاء الانشطاري، وهو مستوى يفوق ما تعده منطقياً لبرنامج مدني للطاقة الذرية. وتقول طهران إن برنامجها النووي مخصص بالكامل لأغراض الطاقة المدنية.