ملخص
ليفربول يعود إلى مسيرة التتويج بلقب الدوري الإنجليزي بعد فوز صعب على إيفرتون في ديربي ميرسيسايد، إذ حسم دييغو جوتا المباراة بهدف قاتل، وعلى رغم الجدل حول قرارات التحكيم ونجاة تاركوفسكي من البطاقة الحمراء، احتفظ "الريدز" بفارق 12 نقطة في الصدارة واقتربوا خطوة أخرى من اللقب.
بعد مباراة ديربي "ميرسيسايد" التي تميزت بالبطاقات الحمراء، جاءت مباراة قد تُذكر بسبب البطاقة التي لم تُعطَ، بعد مواجهة إيفرتون التي جلبت الإحباط لليفربول، جاء لقاء حوّل هتافات مدرج "كوب" إلى أغنيات عن الفوز باللقب.
وبعد تعليق آرني سلوت على التعادل في ملعب "غوديسون بارك" بأن الحكم مايكل أوليفر سيكون الملام إذا لم يفز ليفربول باللقب، جاءت مباراة بقرارات تحكيمية – على رغم جدلها - لن تكلفهم خسارة التاج.
وتولى ديوغو جوتا دور حسم "الديربي"، إذ أنهى جفافه التهديفي وجفاف ليفربول بتسديدة حاسمة، مما أنهى أيضاً سلسلة إيفرتون الممتدة لتسع مباريات من دون هزيمة.
أما الذي يزال مستمراً فهو انتظار ديفيد مويس الذي قد لا ينتهي للفوز في أنفيلد، إذ وصل إلى 22 مباراة حتى الآن وما زال العد مستمراً.
الأرقام تبدو أفضل بكثير لليفربول، فهذا هو فوزه المئوي في "الديربي" وجاء بعد الهزائم أمام باريس سان جيرمان الفرنسي ونيوكاسل، وكما قال سلوت فقد كانت مباراة قاسية أكثر منها جميلة و"كانت صراعاً بلا شك"، لكن فارق الـ12 نقطة في قمة الدوري عاد، والآن يحتاج ليفربول إلى 13 نقطة كحد أقصى للتتويج باللقب.
لكن من بين الحقائق والصور جاءت اللحظة الأبرز مبكراً حين كان هذا الديربي الثاني الذي يدور حول جيمس تاركوفسكي، الذي كان بطل إيفرتون في مباراة "غوديسون بارك"، والآن أصبح الشرير.
تدخله القوي وغير المنضبط على أليكسيس ماك أليستر جعله يصطدم بالكرة أولاً ثم باللاعب، مع ارتطام مسامير حذائه بساق بطل العالم، ولحسن الحظ، استطاع ماك أليستر متابعة اللعب.
كانت هذه هي البطاقة الصفراء الـ63 لتاركوفسكي في الدوري الإنجليزي، لكنه على رغم مراجعة نظام حكم الفيديو المساعد لم يُطرد أبداً.
هذا جعل سلوت يهز رأسه، برد فعل أكثر تحفظاً مما كان عليه عندما سجل تاركوفسكي هدف التعادل في الدقيقة الـ98 قبل شهرين، وكان متزناً في تعليقاته أيضاً حين قال، "حتى غير المعجبين بليفربول يعترفون بمدى وضوح الخطأ".
ربما كانت هذه إشارة إلى دنكان فيرغسون الحاضر في المدرجات، وهو شخصية مخيفة بدرجة كافية لدرجة أنه سُجن ذات يوم بسبب فعل عنيف في ملعب كرة القدم.
وقد قال أسطورة إيفرتون إن هذا التدخل كان كفيلاً بكسر الساق، وأصر على أنه يستحق البطاقة الحمراء.
لكن الحكام قرروا خلاف ذلك، في قرار غريب آخر من حكم نظام حكم الفيديو المساعد بول تيرني - الذي قد يرث مكانة "الحكم المكروه" لدى سلوت بعد المدرب السابق يورغن كلوب.
أما مويس فقد بدا متحفظاً في البداية، واعترف المدرب الإسكتلندي قائلاً "ظننت في البداية أنه تدخل رائع لكن بعد رؤية اللقطة، ربما كنا محظوظين بعدم حصولنا على بطاقة حمراء، لقد بدت عرقلة خطرة، بخاصة في حركة المتابعة".
ربما لم يكن هذا ما عناه عندما قال إن كرة القدم لا يجب أن تكون "مُعقمة" أكثر من اللازم.
المباراة كانت محمومة وتنافسية وفي أحيان كثيرة فوضوية - لكن العدالة تحققت لليفربول في النتيجة.
في لحظة وجيزة، شعر الجميع أن نجاة تاركوفسكي قد تكلف ليفربول ضعف الثمن، فبعد تمريرته، تمكن بيتو من دفع الكرة بين قدمي كيليهر لتسكن الشباك.
ارتفعت على الفور راية التسلل، لكن بيتو - الذي كان قد سجل في الجانب الآخر من ستانلي بارك - كاد أن يكرر الإنجاز مستفيداً من لحظة نادرة أخطأ فيها فان دايك في التعامل مع الكرة، ليتقدم المهاجم ويسدد الكرة في القائم، وكان مهاجم إيفرتون مصدر إزعاج مستمر.
قد لا يكون أكثر المهاجمين أناقة أو مهارة، لكنه استطاع إزعاج فان دايك، وحتى مع مشاركة داروين نونيز من دكة البدلاء، أضاف بيتو عنصر الفوضى الذي ميز مجريات اللقاء.
أما ليفربول فكان التحدي بالنسبة إليه هو اختراق دفاع إيفرتون الذي وصفه سلوت بأنه "بالكاد يسمح بفرص للخصوم".
ولأجزاء كبيرة من المباراة، امتلك الفريق الجهد اللازم لكن من دون ديناميكية كافية، وسيطر على الكرة لكنه كان متوقعاً أكثر من اللازم، لكنهم أظهروا إصراراً، وإلى جانب قدرتهم على إشراك لويس دياز بشكل فعال، كان ذلك حاسماً، وقال سلوت "كان علينا التكرار مراراً على أمل أن ينجح الأمر مرة واحدة"، وقد نجح.
ربما ساعدهم عناد المدرب، ويمكن القول إنه أظهر ثقة مفرطة في جوتا خلال فترة جفافه التهديفي التي استمرت 10 مباريات، وانتهى هذا الجفاف بأسلوب رائع وفي التوقيت المناسب، حين التقط جوتا كرة خلفية من دياز، وتفادى المدافعين داخل المنطقة وسدد بقوة متجاوزاً حارس المرمى جوردان بيكفورد.
بدأ الشوط الثاني بترديد الجمهور اسم ديفوك أوريغي، الكابوس الدائم لإيفرتون، لكنهم سرعان ما راحوا يهتفون لمهاجم آخر.
مع ذلك، وبينما ظل محمد صلاح هادئاً مرة أخرى، كان دياز الأبرز بين الثلاثي الهجومي كما كان أمام باريس سان جيرمان، لكنه ترك إيفرتون مع شعور بالمظلومية، معتقدين أنه كان متسللاً في الهجمة المؤدية للهدف، وكما قال مويس "كان من السهل جداً رفع راية التسلل".
بينما رد سلوت بأن الحظ لم يكن حليفهم وأوضح "اتخذوا القرار الصحيح وفقاً للقوانين".
"أكره هذه القاعدة لكن تطبيقها هذه المرة كان لصالحنا لحسن الحظ".
ومع ذلك كانت طريقة تسجيل الهدف مُفجعة بالنسبة إلى مويس، إذ قال الاسكتلندي "لاعبيّ أظهروا مرونة كبيرة"، وكان تصدي جاراد برانثوايت الرائع لصد تسديدة جوتا المبكرة مثالاً على الالتزام، كما كان تدخل تاركوفسكي اللاحق لمنع دياز من مضاعفة تقدم ليفربول، بينما أنقذ بيكفورد كرتي صلاح وغرافنبرخ.
لكن وباستثناء محاولتي بيتو لم يسجل إيفرتون أية تسديدة صحيحة على المرمى، وفشلوا في اختبار بديلي ليفربول بشكل كافٍ إذ حل كيليهر بديلاً لأليسون المصاب، بينما بدأ كورتيس جونز - الذي طُرد في الديربي الأول - المباراة كلاعب ظهير أيمن هذه المرة، وقدم تدخلاً حاسماً في الوقت المحتسب بدل الضائع.
حافظ جونز على هدوئه هذه المرة، تماماً كما فعل سلوت، وبينما قدم ليفربول أداءً أكثر سلاسة وإقناعاً في مناسبات أخرى، لكنه هذه المرة سار خطوة نحو اللقب.
لقد عطّل إيفرتون زحفهم مرة، لكن ليس مرتين، وبعد كل الجدل المثار، يبدو أن التتويج أصبح وشيكاً.
© The Independent