يدخل طفل إلى المستشفى في إنجلترا كل 10 دقائق على أثر إصابته بالتهاب الرئتين، وهو "وباء منسي" يصيب أفقر شرائح المجتمع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشف تقرير جديد صادر عن "منظمة إنقاذ الطفل" زيادة بنسبة 50 في المئة في عدد الأطفال الذين أدخلوا إلى مستشفيات إنجلترا نتيجة إصابتهم بالإلتهاب الرئوي، الذي تسفر عنه، مع الأسف، وفاة طفلين على الأقل شهرياً.
وعلى الرغم من تلقيح الأطفال في المملكة المتحدة للحؤول دون إصابتهم بالإلتهاب الرئوي الجرثومي، ما زال بإمكان أنواع أخرى من المرض أن تصيبهم ويبدو أنها إلى ارتفاع.
ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية، أدخل بين أبريل (نيسان) 2018 ومارس (آذار) 2019، 56.210 أطفال بحال الطوارئ إلى المستشفى بسبب إصابتهم بالإلتهاب الرئوي وهي زيادة بنسبة 50 في المئة مقارنة بالأعوام 2008-2009 حين أدخل 36.862 طفلاً للسبب نفسه.
وتشير معلومات المكتب الوطني للإحصاءات عن وفاة 27 طفلاً بعد تشخيصهم بالإلتهاب الرئوي حتى شهر آذار من هذا العام.
وتطلق "منظمة إنقاذ الطفل" حملة عالمية لمحاربة هذا المرض الذي يعتبر أكثر الأمراض المعدية فتكاً بالأطفال حيث يموت بسببه أكثر من 800 ألف طفل كل سنة أي بمعدّل أكثر من 2000 طفل يومياً حول العالم.
ويلعب الحرمان دوراً أساسياً في انتشار العدوى إذ أظهرت بيانات العامين 2017 و2018 أن نسبة 10 في المئة من أكثر المناطق حرماناً في انجلترا تسجّل أعلى نسبة دخول إلى المستشفى، حيث أدخل 525 مصاباً في منطقة عدد سكانها 100 ألف شخص. ويقابل هذا الرقم 381 حالة أدخلت إلى المستشفى في المناطق الأقل حرماناً، أي عشرة في المئة أدنى .
وسجّلت منطقة بلاكبول 640 حالة دخول الى المستشفى مقابل 570 حالة في منطقة ساوث تيز وهي من أعلى النسب في البلاد.
وتحدّثت المعلّمة كاثرين سايج عن اصطحاب ابنها إدوارد إلى المستشفى وهو منقطع الأنفاس بعد أن استيقظ ليلاً.
وقالت "صدر عنه صوتاً لم أسمعه قبلاً. كان الوضع مرعباً".
لدى وصوله إلى المستشفى، شخّص الأطباء حالة إدوارد بالالتهاب الرئوي الحادّ وانخماص الرئة (انهيارها الكلي أو الجزئي).
وأضافت والدته "علمت أن الناس يدخلون المستشفى بسبب إصابتهم بالإلتهاب الرئوي لكنني اعتقدت أنّ هذا الأمر محصور بالطاعنين في السنّ. لم أعلم أبداً أنه يمكن أن يسبب خطراً على الأطفال. وتفاجأت لرؤيته مريضاً إلى هذه الدرجة بسبب هذه الإصابة".
وأمضى إدوارد أسبوعين في المستشفى حيث أُعطي أدوية مضادة للالتهاب وزود بالأكسيجين وتابع علاجاً فيزيائياً من أجل المساعدة على تنظيف رئتيه وفتح مجاريهما. وتماثل اليوم للشفاء كلياً.
وينتج الالتهاب الرئوي عن التعرض إلى البكتيريا، أو الفيروسات أو الفطريات وهو يتسبب بقطع أنفاس الأطفال مع امتلاء رئتيهم بالقيح والسوائل.
ويعتبر الأطفال الذين أضعفت أجهزتهم المناعية بسبب إصابتهم بالتهابات أخرى أو بسوء التغذية، كما الأطفال الذين يقطنون في أماكن ترتفع نسب التلوّث فيها، أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وقال كيفين واتكنز، الرئيس التنفيذي في "منظمة إنقاذ الطفل"، "تظهر هذه النتائج أنّ التهاب الرئتين يخلّف التأثير الأكبر على الأطفال الفقراء حيثما وجدوا في العالم. وفيما ينجو الأطفال البريطانيون بشكل دائم تقريباً منه، يموت الملايين من الأطفال في البلدان الفقيرة بسبب نقص اللقاحات والأدوية المضادة للإلتهاب الزهيدة الثمن، وعلاج الأكسيجين الروتيني".
وأضاف "مع توفّر هذه الحلول البسيطة لا يجب أن يموت أي طفل من الإلتهاب الرئوي بغض النظر عن مكان سكنه".
"هذا وباء عالمي منسي يقتضي استجابة دولية طارئة. على الحكومة البريطانية مواصلة الإستثمار في الجهود الدولية للتصدي لأزمة الإلتهاب الرئوي كي يستطيع الأطفال الحصول على الرعاية الصحية التي تنقذ حياتهم في كل أرجاء العالم".
ومن جهته، اعتبر دارن باكستر من المنظمة الخيرية المناهضة للفقر، "ذا جوزف راونتري فاوندايشن"، أنّ النظام الحالي الذي يعلق فيه بعض الأطفال في أوضاع تضرّ بصحتهم هو "غير مقبول".
وأضاف "من الخاطئ أن يعاني أكثر من 4 ملايين طفل في المملكة المتحدة من الفقر ويحرمون في أكثر الأحيان من المسكن الآمن والسليم الذي يحتاجونه من أجل الحفاظ على صفحتهم".
"نستطيع اتخاذ بعض الخطوات من أجل حلّ هذه المشكلة. فبالإضافة إلى تأمين العمل والضمان الإجتماعي لحماية العائلات من الفقر، على الحكومة المقبلة أن تتخذ إجراءات على المدى الطويل عبر الاستثمار في المنازل المنخفضة الإيجارات التي يحتاجها البلد بشدة".
وقال المدير التنفيذي المؤقت لليونيسيف في المملكة المتحدة، نيك روزفير، "إننا محظوظون لأنه لدينا في المملكة المتحدة هيئة الخدمات الصحية الوطنية وبرنامج لقاحات للأطفال يغطّي الإلتهاب الرئوي والإنفلونزا فتصيب هذه الأمراض بالتالي عدداً أقل من الأطفال في المقام الأول".
وتابع "يمكن الوقاية من الإلتهاب الرئوي بسهولة وعلاجه باستخدام إجراءات بسيطة ذات كلفة فعالة، لكنه ما زال المسبب الأول بين الأمراض المعدية لوفيات الأطفال تحت الخامسة من العمر عالمياً. نستطيع تغيير هذا الواقع، لا بل علينا أن نغيّره. ولدينا المعرفة والأدوات والقوة لإنقاذ الأطفال من موت غير محتّم".
تناشد منظمة إنقاذ الطفل واليونيسيف الحكومة المقبلة للمملكة المتحدة من أجل زيادة إنفاقها على المساعدات الدولية في مجال الرعاية الصحية والقيام بمزيد من العمل من أجل دعم تلقيح الأطفال.
© The Independent