تبدأ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الاثنين، اجتماعاتها السنوية التي ستشهد على الأرجح مواجهة جديدة بين روسيا والقوى الغربية، وسيكشف خلالها المحققون على الأرجح للمرة الأولى، المسؤولين عن هجمات كيميائية في سوريا.
أول تقرير يصدر عام 2020
ومن المنتظر أن يصدر أول تقرير لفريق المحققين المكلفين بتحديد المنفذين المفترضين للهجمات التي حصلت في سوريا، أوائل عام 2020، وهو احتمال يثير أساساً توتراً بين الدول الأعضاء في المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها.
وخلال هذا الاجتماع الذي يستمر حتى الجمعة 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، تهدد موسكو بعرقلة التصويت على ميزانية المنظمة لعام 2020 إذا تضمنت تمويلاً لفريق المحققين.
ويمكن أن تسبب عرقلة تبني الميزانية مشكلات خطيرة للمنظمة، وإن كانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ترى أنها تتمتع بدعم كاف لتبنيها بأغلبية واسعة.
تبني موازنة 2018
وكانت جهود متضافرة لروسيا وإيران والصين لمحاولة منع تبني الميزانية أخفقت العام الماضي، وأقرت الميزانية بأغلبية 99 صوتاً مقابل 27. ويأمل دبلوماسيون غربيون في الحصول على أغلبية أكبر هذه السنة تأكيداً للدعم الدولي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وكانت غالبيّة الدول الأعضاء الـ193 في المنظّمة في يونيو (حزيران) عام 2018، صوّتت لصالح تعزيز سلطات المنظّمة عبر السماح لها بتحديد المسؤول عن تنفيذ هجوم كيميائي، وليس الاكتفاء بتوثيق استخدام سلاح كيميائي، على الرغم من اعتراضات شديدة من قبل سوريا وحلفائها.
وفي ذلك الحين، شبّهت روسيا المنظمة، الفائزة بجائزة نوبل للسلام عام 2013، بسفينة "تايتانيك في طور الغرق"، واتهمتها بالمبالغة في تسييس عملها.
هجوم دوما
ويفترض بحسب العديد من الدبلوماسيين، أن يصدر تقرير المحققين في فبراير (شباط) أو مارس (آذار). وقالت دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية "الكل يترقب نتائج فريق التحقيق والتحري".
ولطالما شككت روسيا في حقيقة الهجمات الكيميائية في سوريا، ورفضت تقرير المنظمة الذي خلص إلى استخدام مادة الكلورين في هجوم استهدف مدينة دوما في الغوطة الشرقية قرب دمشق في أبريل (نيسان) عام 2018 وأوقع 40 قتيلاً، متهمة مسعفي "الخوذ البيضاء" بإعداد مقطع الفيديو عن الهجوم.
محاولة تسميم سكريبال
على الرغم من هذه الخلافات، قد تتفق القوى الكبرى خلال الاجتماع على إضافة غاز الأعصاب "نوفيتشوك" إلى لائحة المنظّمة للمواد المحظورة.
ونوفيتشوك غاز سام للأعصاب طوره الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة، واستُخدم في مارس من عام 2018 لتسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في منطقة سالزبري في جنوب غربي بريطانيا.
واتّهمت لندن موسكو بالوقوف وراء الهجوم رداً على تعاون سكريبال مع أجهزة الاستخبارات البريطانية، فيما نفت روسيا أي ضلوع لها في الحادثة.
مادة نوفيتشوك
وقرر المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في يناير (كانون الثاني)، إضافة مجموعتين من المواد الكيميائية العالية السموم، إحداها مادة نوفيتشوك، إلى قائمة المواد الممنوعة بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
في المقابل، تطالب روسيا بإضافة مواد كيميائية أخرى تتهم الدول الغربية باختبارها إلى القائمة، وقال دبلوماسيون إن "تسوية لهذه المسألة الشائكة بدأت تلوح في الأفق".