47 يوماً على بدء انتفاضة لبنان، أزمات تتوالى، ولا بوادر لانطلاق استشارات تكليف شخصية لتشكيل الحكومة العتيدة على الرغم من أن اسم رجل الأعمال سمير الخطيب ما زال متداولاً بقوة لتولي هذه المهمة.
وعمت الاحتجاجات مختلف المناطق اللبنانية، وغصت الساحات في "أحد الوضوح" رفضاً لفساد الطبقة السياسية التي عجزت، وعن سابق تصور وتصميم، عن تكليف شخصية لتشكيل حكومة تنال رضا الحراك، في وقت يواجه لبنان انهياراً اقتصادياً مرشحاً للتفاقم.
انتحر...
وهذا التدهور الخطير وما خلّفه من بطالة لم يشهدها لبنان في تاريخه، دفعت بربّ عائلة (40 سنة إلى الانتحار، والسبب عدم تمكنه من تأمين سعر منقوشة زعتر (أقل من دولار أميركي واحد) لابنته. وفي التفاصيل المتوافرة أن اللبناني ناجي الفليطي، متزوج ولديه بنت وصبي، وهو من بلدة عرسال (شرق لبنان)، أنهى حياته بحبل خلف المنزل بسبب عدم تأمين 1000 ليرة لابنته لشراء منقوشة زعتر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفيد بأن والد ناجي وصل إلى منزل ابنه فلم يجده، فقرر أن يفتش عليه خلف المنزل، فوجده مشنوقاً بحبل، فصرخ وأحضر سكيناً وقطع الحبل، إلا أن ناجي كان قد فارق الحياة نتيجة ديون ترتبت عليه في الدكاكين المجاورة لا تتجاوز 200 ألف ليرة (حوالى 100 دولار)، وهو لم يجد عملاً منذ شهرين، وعندما طلبت ابنته ألف ليرة لشراء منقوشة زعتر، ولَم يجد قرر الانتحار، هذا ما تردد من بلدة عرسال على الرغم من أن التحقيقات متواصلة ولم تقل كلمتها بعد.
وهذه هي معاناة غالبية اللبنانيين، الغارقين في توالي الأزمات الاجتماعية والصحية والاقتصادية والنقدية والمالية والبيئية، والطبقة السياسية تتفرج وتحاول بعد 47 يوماً من بدء الانتفاضة، تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب، وإلا... لا حكومة، ولم تحرك هذه المأساة الموجعة، ولا مثيلاتها أهل السياسة حتى اللحظة.
لا حكومة في المدى المنظور
والأكيد أن الأمور ما زالت على جمودها، وكلما حلت عقدة، برزت عقد، وبالتالي لا حكومة في المدى المنظور، وأزمة الشارع متواصلة، وأسعار السلع والمواد الغذائية إلى مزيد من الارتفاع، وسعر الدولار ينتظر التعاميم التي ستصدر عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعد الاجتماع المالي الذي انعقد قبل أيام في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، إلا أن سعره، لدى الصيارفة، يحلّق عالياً حتى اللحظة.
المودعون سحبوا أربعة مليارات دولار... إلى بيوتهم
وخوفاً على ما لديهم من ودائع مالية، أقدم اللبنانيون على سحب أربعة مليارات دولار من المصارف، ووضعوها في منازلهم، وهذا ما أكده وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال منصور بطيش الذي لفت إلى أن "الناس يخافون وهذا حقهم"،
تمديد مهلة تقديم العروض لمناقصة شراء البنزين
على صعيد آخر، وعلى وقع أزمة البنزين المستمرة وإن بتقطع على وقع أزمة تأمين اعتمادات كافية بالدولار الأميركي من قبل مصرف لبنان للشركات المستوردة للنفط، أعلنت وزيرة الطاقة في حكومة تصريف الاعمال ندى بستاني في مؤتمر صحافي عن " تمديد مهلة تقديم العروض لمناقصة شراء البنزين اسبوعاً واحداً وذلك لمزيد من المنافسة"، مؤكدة ان "المناقصة لم تفشل".
وكشفت بستاني انه "حصلت ضغوط خلال الساعات الماضية على الشركات، والمناقصة لم تفشل بمجرّد تقدّم شركتين، والاتصالات التي حصلت لا علاقة لها بالسياسة"، لافتة الى ان "الشركات قالت في الايام الماضية انها غير قادرة على فتح اعتمادات لاستيراد البنزين وفق الآلية التي أعلنها مصرف لبنان ولهذا السبب قررنا فتح هذه المناقصة لتأمين حقوق اللبنانيين".