قضية فرار كارلوس غصن الرئيس السابق لشركة "نيسان" للسيارات من اليابان تتفاعل، وفي جديدها، إصدار القضاء الياباني مذكرة توقيف بحق زوجته كارول غصن، وقال مسؤول في وزارة العدل اليابانية إن اليابان ستبذل ما في وسعها لاستعادة غصن الذي فر إلى لبنان، وتدرس القانون اللبناني لإيجاد سبيل لتحقيق ذلك، لكنه أضاف أن فرص ترحيل غصن من لبنان ضئيلة للغاية.
وفي سياق متصل، أعلن يوشيهيدي سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني أن بلاده على اتصال بلبنان ودول أخرى معنية في ما يتعلق بخروج غصن من البلاد، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي أن اليابان أبلغت لبنان بأن خروجه يدعو للأسف وأنها ستسعى إلى التعاون في سبيل كشف الحقيقة.
وزير العدل اللبناني في حكومة تصريف الأعمال ألبرت سرحان قال من جهته إن النيابة العامة تلقّت النشرة الحمراء التي أصدرتها الشرطة الدولية (الإنتربول) بحق غصن وستتخذ الخطوات اللازمة بهذا الشأن. وذكر سرحان في بيان أن وزارة العدل لم تتلق حتى الآن أي ملف يتعلق بمذكرة اعتقال أصدرها ممثلو الادعاء الياباني بحق كارول زوجة غصن.
كما قالت الرئاسة اللبنانية في بيان إن السفير الياباني في بيروت اكيشي أوكوبو طلب من الرئيس ميشال عون الثلاثاء المزيد من التعاون في قضية الرئيس المقال لشركة نيسان، تفادياً للتداعيات السلبية على العلاقات بين البلدين. وذكر البيان أن أوكوبو بحث مع عون قلق اليابان "الشديد" بخصوص قضية غصن، وقال إنه يبذل جهداً مكثفاً للحفاظ على العلاقات بين بيروت وطوكيو.
إهانة النظام القضائي الياباني
في هذا الوقت، أعربت مجموعة "نيسان" اليابانية لصناعة السيارات عن "أسفها الشديد" للإهانة التي ارتكبها رئيسها السابق بحقّ النظام القضائي الياباني بفراره من الأرخبيل إلى وطنه الأم لبنان، مشددة على أنها ماضية في ملاحقته أمام القضاء إذ تتهمه باختلاس أموال.
وقالت المجموعة في بيان مقتضب "هروبه إلى لبنان من دون إذن من المحكمة، في انتهاك لشروط الإفراج عنه بكفالة، يمثل إهانة للنظام القضائي الياباني. إن نيسان تعتبر هذا الأمر مؤسفاً للغاية"، وأضاف البيان "نيسان اكتشفت بعد تحقيق داخلي شامل العديد من الأفعال المنسوبة لغصن والمنطوية على سوء سلوك".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أدلة دامغة
وأكّدت في بيانها أن هناك "أدلة دامغة على ارتكاب (غصن) مخالفات مختلفة" من بينها خصوصاً تقديمه "بيانات غير دقيقة حول مدخوله واختلاس أصول عائدة للشركة لحسابه الشخصي".
وكانت الشركة أخطرت السلطات بنتائج التحقيق الداخلي الذي أجرته قبل أن تطرد غصن في أعقاب اعتقاله في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 في طوكيو، وشدّدت المجموعة اليابانية في بيانها على أنها ستستمر في تعاونها مع النظام القضائي وستواصل ملاحقة رئيسها السابق أمام القضاء لتحميله مسؤولية "الضرر" الذي ألحقه بها.
تهمة... راتب أقل
وغصن البالغ من العمر 65 عاماً والذي يحمل ثلاث جنسيات هي اللبنانية والبرازيلية والفرنسية هو أيضاً، بحسب بيان "نيسان"، موضع تحقيقات أولية أخرى في فرنسا بشأن وقائع أخرى.
وأوقف غصن في طوكيو في نوفمبر 2018 بتهمة التصريح عن راتب أقل بملايين الدولارات مما كان يتقاضاه واستخدام أموال الشركة لغايات شخصية، وستبدأ محاكمته في أبريل (نيسان) 2020.
وفي الربيع الماضي أفرجت السلطات اليابانية عنه بكفالة بانتظار محاكمته ولكنها منعته من مغادرة الأرخبيل.
ويُشتبه بأنه يكون غصن الذي سيعقد مؤتمراً صحافياً في بيروت الأربعاء الثامن من يناير (كانون الثاني)، سافر في 29 ديسمبر (كانون الأول) من مطار كانساي الدولي قرب أوساكا (غرب اليابان) على متن طائرة خاصة واستقل طائرة أخرى من اسطنبول للوصول إلى لبنان في اليوم التالي.
تداعيات كارثية
وينفي غصن ارتكاب أي مخالفة وقد اتهم مسؤولين في "نيسان" يعارضون خطته باندماج أكبر مع شركة "رينو" الفرنسية بالتآمر عليه.
وكانت لقضية غصن تداعيات كارثية على "نيسان" التي أعلنت في يوليو (تموز) تراجع أرباحها الصافية حوالى 95 بالمئة في الفصل الممتد بين أبريل ويونيو (حزيران)، مؤكدة أنها ستلغي 12500 وظيفة حول العالم.
وتواجه الشركة صعوبات في الحفاظ على ثبات العلاقة مع "رينو" في إطار تحالف ثلاثي مع "ميتسوبيشي" أسسه غصن وترأسه قبل الإطاحة به.