أكد الجيش الوطني الليبي، مجدداً، على تمسكه بشرط خروج كامل القوات التركية والمقاتلين "الإرهابيين المرتزقة" الذين نقلتهم أنقرة إلى ليبيا، "لإسكات البنادق"، مشدداً على أن الجيش الليبي أصبح يستهدف قوات الجيش التركي مباشرة في ليبيا، وليس فقط الميليشيات الموالية له، مشيراً إلى أن هناك قتلى بين الجنود الأتراك.
وقال اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، في مؤتمر صحافي اليوم الأحد بالقاهرة "ما بيننا وبين تركيا البندقية والحرب، ولكن نحترم الشعب والشباب والمعارضة التركية. نحن ضد أردوغان"، موضحاً أن الرئيس التركي سجن الآلاف من المعارضين لسياسته، "ووضع الجميع في السجون، آخرهم صحافي لأنه كشف هويّة ضابط المخابرات المقتول في ليبيا".
"سليماني تركيا"
وعرض المسماري صوراً وبيانات للمرة الأولى لمن أسماه "سليماني تركيا"، في إشارة إلى قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الذي قتل في غارة أميركية بالعراق في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وكشف المسماري عن بيانات لعناصر قيادية من داعش موالين لتركيا، مشيرا إلى أن "من يدير هذه العمليات في سوريا وليبيا والقرن الأفريقي (سليماني تركيا)، المكنى أبو فرقان، الذي ظهر في سوريا خلال السنوات الماضية باسم محمد كمال، ولكنه اسم حركيّ للمخابرات، ويظهر دائماً مع أردوغان والقيادات التركية، منهم هاكان فيدان رئيس المخابرات التركية، ووزير الدفاع خلوصي آكار، لكنه لا يظهر اسمه في أي من تلك اللقاءات".
وتابع "هذا هو رجل أردوغان الأول الذي يدبر العملية الإرهابية التركية في المنطقة ويدير العمليات السوداء لأردوغان في الخارج، وأعدّ الترتيبات لقدوم الجيش التركي والمخابرات التركية إلى ليبيا"، لافتا إلى أن "الذراع الأخرى" للعدوان التركي، هي "ذراع التوجيه المعنوي، حسين دغيم، وهو سوريّ الجنسية كان راعي أبقار ومؤذناً في جامع وأصبح مسؤولاً عن التوجيه المعنوي بالتنظيمات الإرهابية".
1000 جندي تركي و7500 "مرتزق" يقاتلون الجيش
وقدّم المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي إحصائيات حديثة عن تعداد القوات التركية والجنود والخبراء الذين أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرسالهم إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق، موضحاً أن "عددهم بلغ نحو 1000 فرد من الجيش التركي، أما المقاتلون الأجانب المرتزقة فوصل عددهم إلى 7500 إرهابي من جبهة النصرة، التي تعدّ جناحا من القاعدة، والباقي من أعضاء تنظيم داعش الموالين لتركيا"، مشيرا إلى أن إرسال أردوغان للإرهابيين لم يبدأ فقط بعد الاتفاق الذي وقعّه مع السراج، ولكن بدأ في شهر يونيو (حزيران) 2019 في مدينة زوارة، مشيرا إلى أن المقاتلين يتوزعون في مدن غريان وزوارة وغيرها، مشيرا إلى أن نحو 300 إلى 400 مرتزق ترسلهم تركيا أسبوعياً إلى ليبيا.
وأوضح المسماري أن المرتزقة السوريين في سن نشأ خلال الأزمة والحرب السورية، ولم يتلقوا أي تعليم أو ثقافة لتوعيتهم، وتم نقلهم على أساس أنهم يجاهدون في ليبيا، مشيراً إلى أنه يتم إعداد 1900 مرتزق جديد في أحد المعسكرات وسيتم نقلهم إلى ليبيا، حيث يتم تجهيزهم للتجنيد في سوريا، وأن هؤلاء الصبية والشباب "لا يريدون القتال ولكن يريدون ألفيّ دولار شهرياً يحصلون عليها كراتب"، محذراً من خطورة نقلهم من ليبيا مجدداً إلى أوروبا ودول الجوار، لابتزازها وتهديد أمنها "كما يفعل أردوغان مع أزمة اللاجئين".
وتابع "هؤلاء مرتزقة ينتقلون لأي مكان وكل قائد فصيل مما يسمى الجيش الوطني السوري أو الجيش الحر حصل على هدية مليون دولار من أموال الليبيين"، مشيراً إلى أن أكثر من 50 مليار دينار ليبي هُرّبت إلى تركيا التي تحتضن قادة الإرهاب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المسماري إن "معظم المقاتلين الأجانب يتعاطى المخدرات، ويتم تجنيدهم من خلال ذلك، حيث دائماً ما نجد في مهمات هؤلاء المرتزقة وملابسهم حبوب مخدرة مثل (الترامادول) وغيرها، يتم تصنيعها في معامل في شمال سوريا بواسطة تركيا، وتحديداً في إدلب".
وأوضح أن "نقل هؤلاء الإرهابيين يتم بطائرات مدنية محميّة بموجب القانون، وبسفن تحمل أعلام دول أخرى، وطائرات عسكرية تركية"، لافتاً إلى أن قوات الجيش ضربت شحنة سفينة كانت تحمل العلم اللبناني.
أردوغان يبحث عن إرث أجداده في ليبيا
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي إن أردوغان عمل كثيراً من أجل التدخل في ليبيا واحتلالها، مشيراً إلى أنه لا يستهدف ليبيا فقط، بل المنطقة بكاملها من خلال تنفيذ مشروع "العثمانية الجديدة" المعتمد على الإخوان والتنظيمات المتطرفة، مضيفا "أردوغان يبحث عن إحياء ماضي العثمانيين، وقال إنه يبحث عن إرث أجداده ليس في ليبيا فقط، بل في بلدان العرب والمسلمين ليحتل بلدانهم ويفرض عليهم الجزية"، وأضاف "تركيا من أجل إنجاح مشروع الإخوان والعثمانية الجديدة قامت بإفشال مشروعات عديدة في سوريا كادت تقرب وجهات النظر، ويقوم بنفس الأمر في ليبيا".
ورداً على استفسار "اندبندنت عربية" حول طبيعة الأهداف الاقتصادية للتدخل التركي المعلن في ليبيا، قال المسماري "كما فعل في سوريا بسرقة مصانع حلب ونقل المعامل والمصانع بالكامل إلى تركيا، فقد نقلت مصانع أدوية من ليبيا، لكن الأهم من ذلك هو البترول الخام وهناك شحنات يتم نقلها إلى تركيا شهرياً، ويتولى نجل أردوغان، بلال، الذي كان يسرق نفط سوريا عن طريق داعش، بيعها من جديد إلى شركات أجنبية وكيانات أخرى. بلال أردوغان كان يسرق النفط من سوريا عن طريق داعش بمعدل 60 شاحنة يومياً، واليوم يتعامل مع الإخوان وداعش في ليبيا لنقل نفطها إلى تركيا ومنها إلى دول أخرى"، مشيرا إلى أنه تم تهريب نحو 25 مليار دولار من ليبيا إلى تركيا، من خلال نهب مصرف ليبيا المركزي.
"الحل في ليبيا أمني"
وأعرب المسماري عن أمله في "ألا يدخل المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا الباب الخاطئ الذي دخل فيه غسان سلامة ومن سبقوه"، بحسب قوله، مؤكداً أن القضية الليبية قضية أمنية وليست سياسية، حيث تسببت التنظيمات الإرهابية في فوضى أمنية، بوجود نحو 20 مليون قطعة سلاح خرجت بعد عام 2011، غير ما نقلته تركيا وقطر إلى ليبيا، وتابع "نحن نقاتل في هذا الباب وعندما يتم إغلاقه سنصل إلى الديمقراطية وانتخابات حرة نزيهة"، مضيفا "لا نقاتل من أجل سلطة أو كرسيّ أو نفط، بل لنصل إلى الديمقراطية. نحن نقاتل نيابة عن العالم ودول الجوار وقد تكون مصر هي التي تعي هذا الموضوع. ولكن لدينا ملاحظات على بعض الترتيبات في تونس، حيث يتم إنزال أتراك وقطريين بالقرب من الحدود الليبية التونسية، ويحاولون إنشاء قاعدة على حدود تونس، وذلك قد يكون خطراً يهدد تونس نفسها أكثر من ليبيا".
وأكد المسماري على رفض التعامل مع أي جسم منبثق عن اتفاق الصخيرات، واصفاً الاتفاق بأنه "اتفاق الإخوان لتمرير استكمال المشروع الإخواني في ليبيا، ولم يشرعن من قبل البرلمان الليبي. وهو غير شرعي بموجب الإعلان الدستوري".
وفي المقابل، اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الخميس الماضي، أنّ بلاده حققت التوازن في ليبيا ووقف إطلاق النار، بعد الخطوات التي أقدمت عليها، قائلا "رغم الخروقات التي تقف وراءها قوات (قائد الجيش الليبي) خليفة حفتر، إلا أنّه تم تحقيق وقف إطلاق النار والتوازن في ليبيا".
وفي تصريحات سابقة، اعترف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بوجود سوريين إلى جانب قوات تركية في ليبيا، وفي رده على اتهام بلاده "بجلب الإرهابيين إلى ليبيا"، قال إن القوات التركية الموجودة في ليبيا تعمل على تدريب القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني (في طرابلس)، وأقر بأن "هناك أشخاصاً من الجيش الوطني السوري"، مضيفا "لقد وقّعنا اتفاقية حول التدريب الأمني والعسكري بدعوة من الحكومة الليبية، وذهبنا إلى ليبيا بهذه الطريقة".