أثارت أكاديمية الجدل في الكويت بعد حديث لها عن العباءة والنقاب واصفة منظرهما بـ"الكئيب"، وبأنهما كانا السبب وراء استقالتها من الجامعة في حقبة التسعينيات من القرن الماضي، ما أشعل وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت لولوة القطامي، وهي ناشطة كويتية، في مقطع فيديو نشرته صحيفة "القبس"، إن "اللبس الأسود (العباءة) هو سبب استقالتي من الجامعة في عام 1993 لأنني ليست لديّ قابلية للجلوس وسط هذا المنظر الكئيب"، بحسب وصفها.
هل تجرؤ لولوة القطامي السخرية من اللبس الديني المسيحي للراهبات والذي يشابه إلى حد كبير اللبس الشرعي الإسلامي! أشك في ذلك، واضح هي مشاعر، وليست قناعات مبنية على فكر مستنير #لولوة_القطامي
— د محمد دهيم الظفيري (@DrM_Aldhafiri) May 11, 2020
وذكرت القطامي في معرض حديثها أنها قادت حملة كبرى في الكويت على مستوى المدارس لنزع العباءة، وهدّدت عقب حملتها وزارة التعليم في حال معاقبة الطالبات بأنها ستلجأ إلى عقد مؤتمر دولي تقول فيه إن "الوزير لا يؤمن بالعباءة، لكنه يفرضها على النساء".
وتصف القطامي العباءة بأنها "خرقة وأداة استعمار، وهي في الأصل عادة تركية وليست كويتية ولا عربية"، وتقول إنها "اختفت إبّان حكم أتاتورك التركي حين وضع قوانين كانت تعاقب من يرتديها".
ووصف البعض تصريحات القطامي بـ"المتناقضة" والخارجة عن المألوف في الشريعة الإسلامية، بخاصة بعد حديثها عن عملها في الكنيسة، إذ كتب محمد الظفيري "هل تجرؤ لولوة القطامي على السخرية من اللبس الديني المسيحي للراهبات، والذي يشابه إلى حد كبير اللبس الشرعي الإسلامي!"، وأضاف "أشك في ذلك، فمن الواضح أنها مشاعر وليست قناعات مبنية على فكر مستنير".
هذي شعيرة ربانية قال الله تعالى { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} ومن الطبيعي أنا كمسلم ديني أغلى من أي شيء حتى أمي وأبي.
إذا قال أحد لك إن أمك كئيبة. ألن تحزن لذلك وتدافع عنها وتخطِّئ من قال عنها هذا!
— ولد ابوه (@ha99ad1) May 11, 2020
وكانت القطامي قالت في لقائها أيضاً "كنت العربية الوحيدة التي تذهب يوم السبت للكنيسة لتنظفيها استعداداً ليوم الأحد، كنت أذهب كل سبت لأشعل الشموع وأجهز الزهور".
وعلى الرغم من سيل الانتقادات الذي واجهته الأكاديمية الكويتية إلا أن بعض المغردين أيدوها، من بينهم مغردة سمّت نفسها "بشائر"، قائلة "هي قالت رأيها ولم تجرح أحداً، فإذا كانت لا تعجبها العباءة هناك دكاترة آخرون لا يحترمون السفور، من الأولى أن تدافعوا عن حقوق الطالبات اللاتي أجبرن على ارتداء العباءة".
مدعين "الحرية" والمناهضين لحقوق المرأة .. يحترمون الحرياتكافة إلا الحرية المرتبطة بالشريعة الإسلامية ، مثلاً الأخت لولوة تقول عن "العباة والنقاب" منظر كئيب ، بس الراهبات تحترمهم بلباسهم الأسود إللي ما سبب لها كآبة. #لولوة_القطامي #الصندوق_الأسود pic.twitter.com/4oTegII9Hq
— ياسمين بدر المطيري (@YassmeenAlm) May 11, 2020
فيما عبّرت فاطمة كروز العجمي عن رأيها وكتبت بلهجة كويتية محلية "تحدثت لولوة القطامي عن رأيها في النقاب والعباية اللي يخص المرأة وأغلب اللي هاجموها في التعليقات هم ذكور ويصيحون وين حرية الرأي اللي تدعون فيها، وهو لو أخته ولا زوجته قررت تقط (تخلع) نقابها وعبايتها يا يطقوها (يضربوها) يا يطلقها".
تكلمت #لولوة_القطامي عن رأيها في النقاب و العباية اللي تخص المرأة وأغلب اللي هاجموها في التعليقات هم ذكور و يصيحون وين حرية الرأي اللي تدعون فيها وهو لو أخته ولا زوجته قررت تقط نقابها ولا عبايتها ولا حجابها يا يطقها يا يطلقها !
— فاطمة كروز العجمي . (@fatmahalajmy) May 11, 2020
لولوة القطامي كرست حياتها دفاعاً عن حقوق المرأة،و من حاول و يحاول اجتزاء مقاطعها و تصويرها بالمتطرفة شخص سيء لأنها من خلال حلقات مسلسل الصندوق الأسود رفضت(الميني جوب)احتراماً للحرم الجامعي و خصصت مسجداً للصلاة.
هي ترفض الوصاية و فرض لباس معين على المرأة و مع حرية الأختيار دون تدخل.
— عبدالله المانع (@abdallahalmane3) May 11, 2020
وتعرف القطامي بأنها من أوائل النساء الكويتيات اللاتي ذهبن للدراسة في الخارج في الخمسينيات من القرن العشرين، كما تولّت مناصب عدة، منها الأمين العام للاتحاد النسائي العربي، ولها أيضاً إسهامات في مجال حقوق المرأة العربية.