لفت عالم كبير إلى ضرورة أن تعمل المملكة المتحدة على "التهيؤ للأسوأ" في الشتاء المقبل، بدلاً من الاعتماد كليّاً على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا.
جاء ذلك في خطاب ألقاه السير جون بيل Sir John Bell أستاذ الكرسي الملكي للطب في "جامعة أكسفورد" أمام أعضاء من مجلس العموم، أكد فيه أن التخطيط لمواجهة الجائحة قد اعتمد "كثيراً على الافتراضات"، ومن الأفضل التهيؤ لمواجهة الأشهر الأكثر برودة في السنة من دون الاعتماد على تحقق اختراق ينجزه العلماء العاملون حالياً على تطوير لقاح.
وفي جلسة استماع نظمتها "اللجنة البرلمانية للعلوم والتكنولوجيا"، طرح رئيسها غريغ كلارك من حزب المحافظين، سؤالاً بشأن التخطيط لشتاء مقبل لا يكون فيه لقاح مضاد لفيروس كورونا، أو أن لقاحاً سيكون جاهزاً في ذلك الوقت.
أجاب السير جون إن "ظلت هذه الجائحة تعتمد بشكل كبير على الافتراضات التي اتضح لاحقاً أنها غير صحيحة... لذلك، فإن نصيحتي القوية تتمثّل في التهيؤ للأسوأ".
كذلك أشار إلى أن الكوادر الطبية قلقة من حدوث "فوضى عارمة في أقسام الحوادث والطوارئ" إذا شهدت المملكة المتحدة موسماً مكتظاً بإصابات الإنفلونزا، يترافق مع استمرار فيروس كورونا في الشتاء المقبل.
واستطراداً، دعا السير جون إلى استثمار أكبر في مجال البنى التحتية المتصلة بتصنيع اللقاحات، إذ إنها ظهرت في "حالة مؤسفة" في بداية تفشي الجائحة. وكذلك حث الوزراءَ على عدم الاعتماد على لقاحات مستوردة من الولايات المتحدة "لأنكم لن تحصلوا عليها إلا في مرحلة متأخرة". وفي المقابل، لفتت كيت بينغهام، رئيسة فريق العمل الحكومي المعني باللقاحات، إلى إنها "متفائلة" من أن اللقاح سيكون موجوداً، لكنها حذرت من "أننا على المدى القصير قد نرضى بلقاح يقلل من حجم الضرر الذي يتسبب المرض فيه"، بأكثر من قدرته على حماية الناس من الإصابة بـ"كوفيد-19". وأضافت إن من المرجح توافر لقاح "في أوائل العام المقبل"، ويعتمد ذلك على نجاح التجارب التي بدأتها "جامعة أكسفورد" وقد وصلت إلى بداية مرحلة إجراء الاختبارات على البشر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي هذا السياق، ذكرت سارة غيلبرت، أستاذة التطعيم في "جامعة أكسفورد"، أنها تأمل بأن يكون لقاح الجامعة جاهزاً في زمن قريب، لكنها لم تحدد الوقت الذي يحتمل توافره فيه. وأشارت البروفيسورة غيلبرت إلى أن العلماء يجرون اختبارات اللقاح على 4 آلاف شخص في البرازيل وألفين في جنوب أفريقيا، مشيرة إلى إن هذين البلدين يشهدان تفشياً واسعاً للفيروس، بالمقارنة مع المملكة المتحدة التي ساعد التباعد الاجتماعي فيها على تقليص معدلات التفشي.
وفي ذلك الصدد، أُعلِم النواب بأنه قد يكون من الضروري إعطاء اللقاح على جرعات متعددة، على غرار ما يحصل مع اللقاح الثلاثي "أم أم آر" MMR ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، أو مع اللقاح المضاد لالتهاب الكبد من النوع "ب".
وفي سياق متصل، نبّه السير جون أعضاء اللجنة البرلمانية أن الاختبارات الواسعة النطاق مهمة جداً لإيقاف تفشي فيروس كورونا، وذكّرَ بأن أرقام "مكتب الإحصاء الوطني" ONS تشير إلى أن 70 في المئة من البريطانيين لم تظهر عليهم أعراض المرض، بل هم "أقوياء صحياً".
وأوضح أنه شاهد أخيراً تكنولوجيا جديدة في الفحوص [للكشف عن الفيروس] تستطيع إعطاء النتائج خلال دقائق قليلة، ما يسمح للأفراد بإجراء الاختبارات على أنفسهم بأنفسهم، "بل [يستطيع ذلك] حتى الأطفال قبل أن يذهبوا للعب".
وأضاف السير جون أن "اختبار فحص نسبة الأوكسجين في الدم" داخل المستشفيات يجب أن يكون ضرورة قصوى. وعندما سُئل عن سبب نجاح بعض البلدان أكثر من بريطانيا في مكافحة الفيروس، أجاب السير جون أن بعض البلدان كانت "محظوظة"، وليس هناك دليل علمي قوي عن السبب الذي سمح لها أن تتجاوز الجائحة بشكل أفضل.
© The Independent