نجا وزير الداخلية المفوض في حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا، مساء اليوم الأحد، من محاولة اغتيال تعرض لها موكبه في طريق جنزور غرب العاصمة طرابلس.
وقال باشاغا إنه نجا من محاولة اغتيال "مخططة جيداً". وأضاف لـ "رويترز" أن سيارة بدأت في التعدي على موكبه وفتح أشخاص داخل السيارة النار مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار قتل فيه أحد حراسه وأحد المهاجمين. وقال إنه لم يكن حادثاً وقع بطريق الصدفة وإنما عملية مخططة جيداً.
وأشار باشاغا إلى أن حراسه طاردوا السيارة التي انقلبت قائلاً إنهم اعتقلوا شخصين أحدهما مطلوب لدى الشرطة.
من جانبه، جهاز دعم الاستقرار في بيان نُشر على الإنترنت إن حراس باشاغا فتحوا النار على إحدى سياراته أثناء مرورها بجانب موكبه. وجهاز دعم الاستقرار قوة مسلحة أنشأها رئيس الوزراء المنتهية ولايته فائز السراج هذا العام، وفقاً لـ "رويترز".
وجهاز دعم الاستقرار قوة مسلحة أنشأها رئيس الوزراء المنتهية ولايته فائز السراج هذا العام.
عرقلة العملية السياسية
وأدان مبعوث الأمم المتحدة يان كوبيس الحادث ودعا إلى إجراء تحقيق. وقال على تويتر إن "مثل هذه الأعمال المتهورة تهدد الاستقرار والأمن وتهدف إلى عرقلة العملية السياسية".
وبحسب إفادات من مصادر متطابقة، فإن سيارة مسلحة اعترضت موكب باشاغا وأطلقت وابلاً من الرصاص عليه، مما أدى إلى إصابة أحد حرّاسه، في حين سقط قتيل من المهاجمين وقبض على اثنين منهم.
وأشارت المصادر إلى أن وزير داخلية الوفاق لم يتعرض لأذى خلال الهجوم، لكن أرتالاً من قوات الداخلية قطعت طرق محيط المستشفى في جنزور، بينما ذكرت وسائل إعلام ليبية أن أصوات إطلاق نار سُمعت بعد الحادثة في حي غوط الشعال في طرابلس، وأدت إلى إغلاق الطريق السريع، أحد أهم طرق العاصمة.
ويأتي الهجوم بينما تستعد حكومة الوفاق الوطني لإفساح المجال لحكومة انتقالية جديدة اُختيرت من خلال عملية تقودها الأمم المتحدة تستهدف توحيد فصائل ليبيا المتحاربة.
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية هدوءاً نسبياً لكن كان يمكن سماع دوي إطلاق نار كثيف من وسط طرابلس ليلاً بين يومي السبت والأحد. وسمع دوي المزيد من إطلاق النار في وسط المدينة في ساعة متأخرة من مساء الأحد.
وأدان ريتشارد نورلاند سفير الولايات المتحدة في ليبيا الحادث في بيان قائلاً إن "تركيز باشاغا على إنهاء نفوذ الميليشيات المارقة يحظى بدعمنا الكامل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
صيد الأفاعي
ولم ترشح أية معلومات حتى الآن عن الجهة التي حاولت اغتيال باشاغا المعروف بعدائه لعدد من قادة الميليشيات في طرابلس، بخاصة بعد تشكيله أخيراً قوة لتفكيكها في الغرب الليبي.
وكان باشاغا يجهز للقيام بعملية أمنية موسّعة باسم "صيد الأفاعي" لمهاجمة الميليشيات التي وصفها بـ "المسلحة الإجرامية وعصابات التهريب". وأشارت مصادر في العاصمة إلى أنها تستهدف بشكل خاص كتيبة "ثوار طرابلس" التي يقودها هيثم التاجوري وعبدالغني الككلي الشهير بـ "غنيوة".
خصوم كثر
كما أن لباشاغا عدداً من الخصوم السياسيين بسبب طموحه الذي دفعه إلى الترشح لمناصب تنفيذية خلال ملتقى جنيف الشهر الماضي، والذي كان قريباً من الفوز بمنصب رئيس الوزراء في الحكومة الموحدة، قبل أن يخسر بشكل مفاجئ خلال الجولة الأخيرة من التصويت في مرحلة القوائم الانتخابية، إذ تقدم فيها للمنافسة بقائمة ضمت إلى جانبه رئيس مجلس النواب الحالي عقيلة صالح، قبل أن تخسر أمام رئيس المجلس الرئاسي الحالي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة عبدالحميد دبيبة.
وطرح اسم باشاغا أخيراً للحفاظ على منصبه في التشكيلة الحكومية الجديدة التي ينوي دبيبة عرضها على مجلس النواب لنيل الثقة، خلال فترة لا تتجاوز أسبوعاً واحداً.
ونقلت بعض المصادر الليبية عن دبيبة قوله أثناء زيارته إلى مصراتة الأسبوع الماضي، إن باشاغا سيكون جزءاً من حكومته الجديدة، علماً بأن الرجلين ينتميان إلى المدينة نفسها.
ويتوقع أن تخلط محاولة اغتيال باشاغا الأوراق في طرابلس، وقد تؤدي إلى وقوع صدامات بين القوة العسكرية الكبيرة الموالية له والتابعة في معظمها لمدينة مصراتة، والجهة التي حاولت اغتياله، بخاصة بعد القبض على عنصرين من منفذي الهجوم، وسيدليان بمعلومات عن الجهة التي حرضتهما على الاغتيال.