قالت وزيرة الأطفال البريطانية فيكي فورد، إنه لا مكان للعنصرية في المجتمع البريطاني، وذلك بعدما اتهمت ميغان زوجة الأمير هاري شخصاً ما في العائلة الملكية بإثارة القلق حول مدى سواد بشرة ابنهما آرتشي. وأضافت فورد لقناة "سكاي نيوز" أنها لم تشاهد المقابلة التي أجراها الزوجان مع المذيعة أوبرا وينفري وعرضتها قناة "سي بي أس" الليلة الماضية، لكنها قالت "لا مكان للعنصرية في مجتمعنا على الإطلاق".
كما أعلن متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني،بوريس جونسون، أن هذا الأخير لم يشاهد مقابلة هاري وميغان، مضيفاً أن أي أمور تطرأ بسبب المقابلة هي شأن يخصّ القصر. وفي ما يتعلّق بالتصريحات عن العنصرية، قال المتحدّث، "لديكم ما قاله رئيس الوزراء من قبل عن أن العنصرية ليس لها أي مكان على الإطلاق في هذه البلاد... قال ذلك في عدد من المناسبات".
خلاف حاد
ووسط خلاف حاد بين الأمير هاري وميغان ماركل من جهة، والعائلة الملكية البريطانية من جهة أخرى، كشفت دوقة ساسكس أن أفكاراً انتحارية كانت قد راودتها بسبب التغطية الإعلامية البريطانية لشخصها.
وأشارت ميغان في مقابلة مع الإعلامية الأميركية الأشهر أوبرا وينفري بثتها شبكة "سي بي أس" ليل الأحد إلى أن العائلة الملكية البريطانية رفضت السماح لها بالحصول على مساعدة.
وقالت "لم أكن أريد البقاء على قيد الحياة بعد الآن. لقد كانت أفكاراً مستمرة ومُرعبة وحقيقية وواضحة جداً". وأضافت أنها قابلت العائلة الملكية "وقلتُ إنني بحاجة للذهاب إلى مكان ما للحصول على مساعدة. قلتُ إنني لم أشعر بهذا من قبل... وقالوا لي إنني لا أستطيع، وإن ذلك لن يكون مفيداً" بالنسبة إلى العائلة.
وأضافت ميغان، إنها كانت ساذجة قبل أن تتزوج أحد أفراد العائلة الملكية في 2018، لكن انتهى بها الأمر بأن تملكتها أفكار انتحارية والتفكير في إيذاء نفسها بعد أن طلبت المساعدة، ولكن لم تحصل على أي شيء.
وامتنعت ميغان عن تحديد من الذي أثار مثل هذه المخاوف. ولدى سؤالها عما إذا كانت لزمت الصمت أم أُجبرت على الصمت أشارت إلى أن الإجابة "الأخيرة" هي الصحيحة.
بكاء كايت
وأكدت ميغان أنها لم تجعل دوقة كامبريدج كايت تبكي قُبيل زواجها من الأمير هاري، وذلك خلافاً للإشاعات التي أثيرت حول هذا الموضوع. وقالت "يعرف الجميع في المؤسسة أن هذا ليس صحيحاً"، مضيفةً "لقد حدث عكس ذلك".
وأوضحت أنه "قبل أيام قليلة من الزفاف، كانت (كايت) مستاءةً بشأن شيء ما... وهذا جعلني أبكي وجرح مشاعري حقاً". ونددت ميغان البالغة من العمر 39 عاماً بـ"حملة تشويه حقيقية" من جانب المؤسسة الملكية، وقالت إن العائلة الملكية لم توفر لها الحماية.
وعلى الرغم من تنديد ميغان بهذه الحملة إلا أنها حرصت على تجنب مهاجمة أعضاء العائلة شخصياً.
لون بشرة آرتشي
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي تصريحات تعد صادمة، أشارت الممثلة السابقة المختلطة الأعراق، إلى أن أفراداً في العائلة الملكية كانوا قلقين بشأن لون بشرة ابنها آرتشي قبل ولادته، قائلةً إنهم أبدوا "مخاوف (...) في ما يتعلق بدرجة سمرة بشرته" و"ما قد يعنيه ذلك، وكيف سيبدو الأمر".
كما أشارت دوقة ساسكس إلى أن قصر باكنغهام رفض منح الحماية للطفل، لافتةً إلى أن أعضاء في المؤسسة اعتبروا أن آرتشي يجب أن لا يحظى بأي لقب، خلافاً للتقليد.
وأكدت أن هناك ثمة مخاوف بشأن مدى سمرة بشرة ابنها قبل ولادته وأن هذه المخاوف تفسر سبب عدم منحه لقب أمير.
هاري: أشعر بأن أبي خذلني
من جانبه، قال الأمير البريطاني هاري إنه شعر بخذلان والده الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا له، وإن والدته الراحلة ديانا كانت ستغضب من الطريقة التي تعاملت بها العائلة الملكية مع زوجته.
وقال هاري إنه لم يكن لينسحب من العائلة الملكية لولا ميغان لأنني "كنت محاصراً ولكن لم أكن أعرف أنني محاصر".
وقال هاري عن والده "شعرت فعلاً بالخذلان لأنه جرب شيئاً مشابهاً. إنه يعرف كيف يكون هذا الألم. "سأظل أحبه دائماً ولكن لحق بي ضرر بالغ".
واعتبر هاري أن والده الأمير تشارلز وشقيقه الأمير ويليام "أسيران" للنظام، بصفتهما عضوين في العائلة الملكية. وقال إن "والدي وشقيقي أسيران" للنظام، مضيفاً "لا يُمكنهما تركه".
"أسرتي حرمتني مالياً"
وأضاف "أسرتي حرمتني مالياً بشكل حرفي. "لكن لدي ما تركته لي أمي ومن دونه لم نكن قادرين على القيام بذلك".
وأكد الأمير هاري أن والده توقف عن الرد على مكالماته. ونفى انتقاد جدته، الملكة إليزابيث، قائلاً إنه يكن لها احتراماً كبيراً. وقال "أجريت ثلاثة اتصالات مع جدتي، واتصالين مع والدي قبل أن يتوقف عن الرد على مكالماتي. ثم قال، هل يمكنك أن تضع كل ما تريد كتابة؟".
"فعلنا كل ما في وسعنا"
وأكد الأمير هاري أنه بذل مع زوجته "كل ما في وسعهما" للبقاء في العائلة الملكية.
وقال "أنا حزين لأن ما حدث قد حدث، لكنني أعلم (...) أننا فعلنا كل ما في وسعنا لإنجاح الأمر". من جهتها، قالت ميغان "يا إلهي، لقد فعلنا كل ما في وسعنا لحمايتهم".
من جهتها، قررت العائلة الملكية البريطانية قبل ساعات قليلة على هذه المقابلة، الظهور بصورة الأسرة الموحدة خلال الاحتفالات السنوية للكومنولث. وشددت الملكة إليزابيث الثانية الأحد على "التفاني المتحرر من المصالح وحس الواجب والمسؤولية".
وقالت الملكة في كلمتها المسجلة مسبقاً وبثتها هيئة "بي بي سي" البريطانية "كانت التجارب التي مرت بها دول الكومنولث خلال العام الماضي متنوعة ومؤثرة ووفرت أمثلة كثيرة على الشجاعة والتصميم والتفاني المتحرر من المصالح وحس المسؤولية والواجب في كل أرجاء أسرة الكومنولث".
سيرينا تدعم ميغان
وقالت نجمة التنس الأميركية المخضرمة سيرينا وليامز إنها تدرك ما تعرضت له ميغان "من ألم وقسوة" بعدما اتهمت العائلة الملكية في بريطانيا بالعنصرية، وبعد بثّ المقابلة، أضافت سيرينا، وهي رياضية سوداء، حصلت على 23 لقباً في البطولات الأربع الكبرى للتنس، أن ميغان علّمتها "معنى أن يكون المرء نبيل فعلياً".
وانتقدت سيرينا بعض وسائل الإعلام التي تسيء إلى الملونين وتقلل من شأنهم وأكدت على ضرورة التصدي لمثل هذه الممارسات، وأضافت أن التعرض للظلم والمعاناة بصورة مستمرة يكون له تأثير مروع على الصحة النفسية ونتائج غاية في الخطورة.
وقالت سيرينا، "أريد أن تعيش ابنة ميغان وابنتي وابنتكم في مجتمع يسوده الاحترام".