يظهر ويزلي سنايبس على الشاشة أمامي من خلال تطبيق زوم، وتبدو خلفه لافتة كبيرة كتب عليها "رابطة داي ووكر". اسم المستخدم الخاص به على التطبيق هو "أو جي داي ووكر" OG Daywalker. يعطيني هذا انطباعاً بأنه ليس من الممثلين الساعين إلى النأي بأنفسهم عن أشهر أدوارهم. يبدو الأمر مثل إجراء مقابلة مع روجر مور أمام لافتة كبيرة تقول "مارتيني كلوب".
بالنسبة لأي قارئ لم يكن صبياً في سن الحادية عشرة عام 1998، فإن شخصية الصياد "بليد" Blade التي لعبها سنايبس في ثلاثة أفلام رائجة في أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحالي كانت عبارة عن "داي ووكر"، أي نصف مصاص دماء ونصف إنسان.
كان "بليد" يشرح ويقطع ويطلق الرصاص كما يحلو له على مجموعة متنوعة من الأوغاد الليليين، بينما يرتدي نظارات داكنة وسترات سوداء، في جو من اللا مبالاة الخطرة. كي نكون صريحين، فإن "بليد" كان رائعاً، خاصة إذا كنت صبياً في سن الحادية عشرة عام 1998. يبدو سنايبس، بحسب جودة الصورة التي تصل إليّ عبر الإنترنت، تماماً مثلما كان قبل 23 عاماً، يتمتع بلياقة وقوة بدنية، وبعيداً جداً عما قد يبدو عليه رجل سيبلغ عامه التاسع والخمسين في يوليو (تموز) المقبل.
يقول مبتسماً: "أفعل ما بوسعي لإبقاء عقلي يقظاً وجسدي قوياً... مع وجود كل هؤلاء الممثلين الشباب، عليّ أن أثبت أن الذئاب المسنة ليست خارج المنافسة، هل تفهم قصدي؟".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إنه يروج لفيلم "كامينغ 2 أميركا" Coming 2 America، التكملة التي طال انتظارها لفيلم "القدوم إلى أميركا" Coming to America الرومانسي الكوميدي الذي قدمه إيدي ميرفي عام 1988 عن أمير أفريقي ينتقل إلى نيويورك باحثاً عن ملكة، لكن سنايبس يبدو متهاوناً في إزالة اللافتة التي تروج لشخصية "بليد" أولاً.
يوضح سنايبس: "رابطة داي ووكر هي مجتمعنا العالمي الذي يربط بين أساتذة المهارات... الأشخاص القادرون على إتقان أكثر من شيء واحد. مهمتنا هي جلب النور إلى العالم المظلم. نحن نركز على التكنولوجيا والفن والعلوم. بعض أعضائنا هم خبراء ونوابغ رائدون في شتى المجالات، من الاندماج النووي إلى البلاستيك المتجدد". أقول: هذا واضح. وأسأله: كم عدد أعضاء الرابطة؟ وهل يمكنني الانضمام إليها؟
فيجيب: "يوجد نحو 4000 عضو متوزعين حول العالم، وتعتمد العضوية على الشخص". يبدو الأمر منطقياً وإلا فلن تكون هذه المؤسسة رابطة إلى حد كبير. ويتابع "يجب أن تكون متعدد المواهب. يمكنك أن تكون صحافياً في النهار وموسيقار جاز في الليل". للأسف، لا أعتقد أنني أمتلك المؤهلات للعضوية. لكنني أسأله: ما نوع المشاريع التي يعملون عليها؟
يقول: "خذ على سبيل المثال، شراكتنا مع أمازون للترويج لفيلم كامينغ 2 أميركا... نريد تعزيز التفوق الأفريقي، وتقديم صور بعكس الصور النمطية التي اعتدنا على رؤيتها عن الأشخاص الملونين وأفريقيا ككل. نريد تعزيز الإبداع الفكري والتميز الجسدي والامتياز في صناعة الحب...".
غالباً ما يستخدم كلمة "نحن"، والتي قد تشير إلى أعضاء رابطة داي ووكر أو إلى شخص يود منح الفخامة لنفسه. من الصعب معرفة إلى أي مدى يتعامل سنايبس بجدية مع الأمور المتعلقة بـ"داي ووكر". لا يبدو أن الرابطة لديها موقع إلكتروني، والانطباع الذي يراودني هو أنها مجموعة واسعة غير رسمية من المعجبين. وبالمثل، قد يكون هذا بالضبط الاعتقاد الذي يريد أعضاء داي ووكر أن يتكون لديّ. من الواضح أنهم محقون في الحديث عن تمثيل العرق الأسود، حيث كانت تقييمات فيلم "القدوم إلى أميركا" متباينة عند بداية إصداره، لكن سمعته نمت بشكل مطرد خلال العقود اللاحقة.
لعب ميرفي دور الأمير أكيم، الذي انطلق من دولته الأفريقية الخيالية زاموندا، إلى كوينز في نيويورك، مع صديقه المقرب سيمي (الممثل أرسينيو هول)، على أمل العثور على عروس. يبدأ الرجلان العمل في ماكدويلز، سلسلة مطاعم مقتبسة من ماكدونالدز، حيث يقع أكيم في حب ابنة المالك، ليزا (الممثلة شاري هيدلي)، لكونه فيلماً رومانسياً كوميدياً بفريق عمل مكون من ممثلين سود، كان فيلم "القدوم إلى أميركا" عملاً سينمائياً نادراً. جاء في مقال لصحيفة "واشنطن بوست" عام 2018 بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على إصدار الفيلم: "قبل واكاندا كانت هناك زاموندا"، في إشارة إلى الدولة الأفريقية الخيالية التي يرد ذكرها في فيلم "الفهد الأسود" Black Panther. ويتابع المقال "قدم فيلم [القدوم إلى أميركا] تمثيلاً بديلاً لمجموعة من الممثلين السود، حيث منحهم فرصة الشهرة بينما كانوا في البداية ممثلين من مستوى عادي".
خططت شركة "باراماونت" لعرض فيلم "كامينغ 2 أميركا" في دور السينما، لكنها باعت الحقوق لشركة "أمازون" بعد انتشار وباء كورونا. كما هو الحال مع فيلم "حرب النجوم: نهوض القوة" The Force Awakens، هناك معجبون كثر، حيث يستعيد جميع الممثلين الأصليين تقريباً أدوارهم، وهناك إشارات مرتبطة بالفيلم الأول، مثل المقطع الشهير الذي يؤديه ميرفي في صالون حلاقة، حيث يلعب شخصيات عدة متنكراً بطرق مختلفة.
يلعب سنايبس دور الجنرال "إيزي"، زعيم دولة نيكستدوريا المجاورة والمنافسة لزاموندا. إنه يرتدي بزات رسمية أنيقة، ويمتلك قاعة رقص، ويدخل الغرف على ألحان الأغنيات الراقصة، ويستخدم أفضل طبقة صوت، جديرة بتلك التي يتوفرعليها جنرال (عسكري) من غرب أفريقيا. من الممتع رؤية سنايبس في دور كوميدي يستثمر إيقاعه الطبيعي وقدراته الجسدية بشكل جيد. باستثناء فيلم "الرجال البيض لا يستطيعون القفز" White Men Can't Jump، فإن الأفلام التي كونت اسمه في أوائل التسعينيات، مثل "نيو جاك سيتي" New Jack City و"رجل الدمار" Demolition Man، أعطت الأولوية لقدراته في أفلام "الأكشن" والفنون القتالية على حساب إمكانياته كممثل كوميدي.
يقول: "كان القيام بدور [الجنرال إيزي] ممتعاً... ينسى الناس أنني انطلقت من خلفية ستاند أب كوميدي والكوميديا الارتجالية. في المدرسة الثانوية، قدمت الكثير من أعمال مسرح العرائس ومسرح الشارع. لقد كانت الكوميديا جزءاً من نشأتي، لكن ببساطة لم تُتح لي الفرصة للقيام بالكثير منها. لقد جعلوا أفلام الأكشن مغرية للغاية. لا يتقاضي الأشخاص الذين يمثلون الأفلام الدرامية نفس أجور أفلام الأكشن، ولا حتى مبالغ قريبة من ذلك. ليس في السابق ولا في يومنا هذا". يقول إن دور إيزي مستوحى من شخصية أمير الحرب التي لعبها إدريس إلبا في فيلم "وحوش بلا وطن" Beasts of No Nation، لكنه أقل سوءاً منه، مضيفاً: "قررت أن أجعل إيزي ذلك النوع من الرجال الذين ترغب في قضاء وقت ممتع بصحبتهم على الرغم من كونهم فظيعين".
يحقق الدور رضاً على المستوى الشخصي بالنسبة لسنايبس، الذي مر بتجارب أداء غير ناجحة في الفيلم الأول. إنه يأمل أن يساعد الدور أيضاً على تمهيد الطريق لأعمال أخرى. ويقول: "أعتقد أننا سنذكر الناس بما أنا قادر على تقديمه... لكن لا يمكنك الاعتماد على مشروع واحد فقط تمكنت من الحصول عليه. نحن فقط نواصل الجهد، آملين أن بنية العمل ستعكس مع مرور الوقت، جودة مهاراتنا وقدراتنا".
إنه الفيلم الثاني الذي يتعاون فيه مع ميرفي والمخرج كريغ بروير، وذلك مباشرة بعد فيلم "دولمايت هو اسمي" Dolemite is my Name الذي جمعهما في عام 2019.
ومن المحتمل أن يكون فيلم "كامينغ 2 أميركا" بمثابة تعزيز مهم لملف سنايبس، الذي لا يزال يحاول ترميم سمعته بعد سجنه لمدة ثلاث سنوات بسبب مخالفات ضريبية. لقد أطلق سراحه في عام 2013، لكن الأدوار التي عرضت عليه بعد ذلك، أقل بكثير من تلك التي كان يلعبها في أوج شهرته. سألته ما إذا شعر بأن هوليوود تخلت عنه؟
يصمت قليلاً، لكنه يقول أخيراً: "حدث ذلك قبل 10 سنوات... حتى إن معظم الناس لا يتذكره. من المفترض أن تمنحك التجارب والمحن نظرة ثاقبة وتساعدك على النمو. إن معيار الرجولة ليس في طريقة تعاطي الشخص مع الأمور عندما يكون كل شيء على ما يرام، لكن في كيفية تعامله عند الشدائد. لقد مررت بتجارب مختلفة، حيث نشأت في برونكس (خلال السبعينيات)، وعشت مجد العمل مع سبايك لي ومايكل جاكسون (حيث كان الوجه الرئيس في فيديو كليب أغنية باد Bad)، إلى تمضية بضعة أشهر على الطريق، والحرمان من عائلتي لبضعة أشهر [لديه خمسة أطفال]، ثم العودة بقوة أكبر. عندما يتعرض جسدك إلى النار، ولا تتعلم أنها يمكن أن تحرقك، فهذا خطأك".
يقول سنايبس بعد "كامينغ 2 أميركا"، استفدت من امتيازات في العديد من أفلام الأكشن. وكما هو الحال مع فيلم "القدوم إلى أميركا"، نما تأثير "بليد" مع مرور السنين. وينسى الكثيرون أنه كان الفيلم الأول في عالم مارفل السينمائي الذي قدم بطلاً خارقاً أسود وحقق نجاحاً ساحقاً.
يقول سنايبس ضاحكاً: "لو كنت أعلم كيف سيكون الأمر في نهاية المطاف لكنت استثمرت بشكل مختلف". وتجري تحضيرات لإطلاق جزء جديد من سلسلة "بليد" من بطولة ماهرشالا علي. ويوضح سنايبس أنه لم يكن مشاركاً أثناء كتابة السيناريو لكنه يقول إنه كان وراء المشروع "بنسبة 1000 في المئة". يبدو نصف مصاص الدماء هذا مؤمناً بالقدر فيما يتعلق بعمل منحه نصيباً منصفاً من المفاجآت.
يقول: "الفن هو الطاقة... سيجرنا في الاتجاه الذي نحتاج إلى السير فيه، بطريقة أو بأخرى. قد نرفض أو نعترض، لكن الفن سيسحبنا إلى هناك. يجب أن نبقى موجودين ومتعقلين ونحافظ على صحتنا. إذا جلست بجوار النهر لفترة كافية، فسترى الفرص تجري".
© The Independent