كشفت وثائق رُفعت السرية عنها، الجمعة 16 أبريل (نيسان)، أن أقدم محاولة معروفة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) لاغتيال أحد قادة الثورة الكوبية، تعود إلى عام 1960، عندما عرض عميل لها 10 آلاف دولار على طيار من أجل "ترتيب حادث" في طريق عودة راوول كاسترو من براغ إلى هافانا.
وتفيد الوثائق التي نشرها أرشيف الأمن القومي، بأن الطيار الذي يدعى خوسيه راوول مارتينيز، والذي جندته وكالة الاستخبارات المركزية، طلب في المقابل أن تتكفل الولايات المتحدة بالتعليم الجامعي لنجليه إذا مات أثناء العملية.
وقد وافقت وكالة الاستخبارات على ذلك، بحسب وثائق معهد أبحاث أرشيف الأمن القومي الذي يتخذ من واشنطن مقراً له.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن بعد ما أقلع مارتينيز إلى براغ، تلقى مكتب "سي آي أيه" في هافانا أمراً بإلغاء المهمة من دون أن يتمكن من الاتصال بالطيار. وعند عودته، أشار الطيار إلى أنه "لم يتمكن من ترتيب الحادث الذي تم البحث فيه".
وكُشفت هذه المعلومات بينما يستعد راوول كاسترو (89 عاماً)، شقيق فيدل كاسترو، لمغادرة الساحة السياسية الكوبية بتخليه عن قيادة الحزب الشيوعي الكوبي.
وبعد وفاة فيدل كاسترو في عام 2016، يطوي رحيل راوول كاسترو صفحة من تاريخ كوبا وشعبها الذي لم يعرف سوى حكم الأخوين.
وقال المحلل في أرشيف الأمن القومي، بيتر كورنبلو، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "هذه الوثائق تذكرنا بفصل مظلم ومشؤوم في العمليات الأميركية ضد الثورة الكوبية". وأضاف، "مع اقتراب نهاية حقبة كاسترو رسمياً، لدى السياسيين الأميركيين فرصة للتخلي عن هذا الماضي والمشاركة في مستقبل كوبا ما بعد كاسترو".
وتحدى فيدل كاسترو الذي تولى السلطة في عام 1959، 11 رئيساً أميركياً ونجا من العديد من المؤامرات لاغتياله، 638 محاولة بحسب موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، وكذلك من محاولة فاشلة لإنزال كوبيين في المنفى مدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية في خليج الخنازير في جنوب الجزيرة في أبريل 1961.