زعم مسؤول ديمقراطي كبير أن المدعي العام "وليام بار" لن يدلي بشهادته أمام لجنة تابعة لمجلس النواب، كانت شُكّلت للتدقيق بالكيفية التي تم التعامل فيها مع تقرير مولر، واتهمه بأنه "مرعوب".
وفي آخر تحول للعداوة القائمة بين إدارة "ترمب" والنواب الديمقراطيين في الكابيتول هيل( مقر الكونغرس الأميركي في واشنطن)، يحاول الأخيرون إجبار المسؤولين على الإدلاء بشهاداتهم، حسبما ذكر عضو الكونغرس الديمقراطي "جيري نادلر" الذي قال إن "وليام بار" لن يَمثُل أمام لجنته.
وكان من المفترض أن يدلي المدعي العام بشهادته أمام لجنة قضائية تابعة لمجلس النواب يوم الخميس، بعد مثوله أمام لجنة قضائية تابعة لمجلس الشيوخ، والتي ظهر خلالها بمزاج حاد، حيث اصطدم "وليام بار" بالديمقراطيين عند دفاعه عن الطريقة التي تعامل وفقها مع نشر تقرير "روبرت مولر" المتعلق بروسيا.
غير أنه ما إن انقضت ساعة واحدة فقط على إكمال شهادته أمام اللجنة التابعة لمجلس الشيوخ، حتى عقد "نادلر" مؤتمرا صحفيا ليكشف فيه أنه لن يكون هناك مثول لاحق للمدعي العام يوم الخميس. ويبدو أن الأخير عدل عن ذلك، لأنه كما أكد سيتم استجوابه هناك لا من قبل أعضاء في مجلس الشيوخ بل من قبل لجنة محامين.
وأعلن النائب الديمقراطي "نادلر" أن المدعي العام "يحاول ابتزاز اللجنة، وأن الإدارة الأميركية "لا تستطيع أن تفرض الشروط التي نجري وفقها جلسات الاستماع في قاعتنا المخصصة للاستماع".
وأضاف "نادلر" أن وزارة العدل أعلمت لجنته بأنها لن تمتثل لطلب الاستدعاء الذي قدمته اللجنة من أجل التدقيق في التقرير غير المنقح الكامل الذي صاغه المستشار الخاص روبرت مولر، ولذلك فإنه لم يُقصِ إمكانية إصدار طلب استدعاء آخر سعياً لإجبار "وليام بار" للمثول يوم الخميس أمام اللجنة.
وعبّر النائب الديمقراطي عن أمله بأن يعيد المدعي العام النظر في موقفه خلال ساعات الليل.
من جانبها، أكدت وزارة العدل أن "بار" لن يظهر أمام اللجنة التابعة لمجلس النواب، وادّعت أن "نادلر" وضع شروطا "لا سابق لها وغير ضرورية" حول شهادته.
وضمن هذا السياق قال "كيري كوبيك"، المتحدث الرسمي باسم وزارة العدل إن "الكونغرس والسلطة التنفيذية فرعان متكافئان في الحوكمة، وكل طرف منهما ملزَم دستوريا باحترام واستيعاب مصالح الطرف الآخر الشرعية".
ويأتي قرار "بار" تعبيرا عن آخر مشاحنة تقع ما بين البيت الأبيض والديمقراطيين، الذين يسيطرون الآن على مجلس النواب بالأغلبية.
وإذا كان الديمقراطيون يشعرون بخيبة أمل لعدم شمول تقرير "مولر" على دليل قاطع بتواطؤ الرئيس ترامب مع الروس كي يطيحوا به، فإنهم مع ذلك مصممون على إجراء استجواب رسمي لمرؤوسيه الكبار، ومن جانبه فإن "ترمب" عازم على السعي لمنعهم من القيام بذلك.
وكان الرئيس الأميركي ذكر مؤخراً أن ظهور "بار" أمام لجنة مجلس الشيوخ جاء بعد فترة قصيرة من بروز رسالة من "مولر"، بُعثت للمدعي العام، وفيها ضمّ بشكل موجز الشكاوي حول خلاصة تقريره المتكونة من أربع صفحات، والتي سبق أن قُدِّمت للكونغرس.
وقال "ترمب" ضمن هذا السياق: "ليس هناك سبب للمضي أبعد، وخصوصا بالنسبة للكونغرس، الذي أصبح شديد التحزب بشكل واضح".
من جانبه، كتب "مولر" أن "الرسالة المختصرة التي أرسلتها وزارة العدل إلى الكونغرس والتي تم الكشف عنها للجمهور لاحقا، بعد ظهر يوم 24 مارس، لم تُحِط بالمحتوى، وطبيعة وجوهر عمل هذا المكتب واستنتاجاته".
وفي التقرير الموجز الذي كتبه "بار" قال إن "مولر" لم يجد أي دليل على أن أعضاء حملة "ترمب" الانتخابية تواطؤوا مع روسيا، وإنه لم يصل إلى قرار حول المزاعم بوقوع عرقلة لسير العدالة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحين تم نشر نسخة منقحة من التقرير لاحقاً، ظهر أن "مولر" كشف عن عدد كبير من الأواصر بين أعضاء من فريق حملة ترمب الانتخابية وروسيا. كذلك كتب "مولر" أنه "في الوقت الذي لا يستنتج التقرير بأن الرئيس ارتكب جريمة، فإنه كذلك لا يبرِّئه".
ومن الجدير بالذكر أن "بار" كان مصرا خلال تقديم شهادته على عدم توجيه تهمة ضد "ترمب" بعرقلة سير العدالة – إذ حاجج بأنه طالما ليس هناك تواطؤ أو تآمر، فإن الرئيس لا يمكنه أن يعرقل سير العدالة من خلال إقالة مدير "مكتب التحقيقات الفيدرالي" (أف بي آي) "جيمس كومي" ثم السعي لاحقا وبشكل متكرر من جعل الآخرين يقيلون مولر.
وحين ضُغِط عليه في ما إذا كان مناسباً للرئيس "ترمب" أن يكذب على الشعب الأميركي حول الاتصالات بين فريق حملته الانتخابية والروس، وحول نواياه بما يخص عمل مولر كمستشار خاص، وحالات مريبة أخرى ظهرت من خلال التقرير، أكد "بار" إن عمله هو ليس تحديد من يتصرف بشكل جيد أو سيئ.
وضمن هذا السياق قال المدعي العام: "ليس عملي أن أحدد ما إذا كانت هناك أكاذيب قيلت للشعب الأميركي".
وأضاف خلال شهادته أمام لجنة مجلس الشيوخ: "ليس عملي تحديد ما إذا كانت هناك جرائم اُرتُكبت".
وفي تصعيد آخر للمواجهة بين الرئيس والديمقراطيين، كشف "نادلر" عن أمله بأن يقوم "مولر" نفسه بتقديم شهادته يوم 25 مايو".
© The Independent