دائما ما كانت الفعاليات المتعلقة بالإبل حكراً على الرجال، ولكن يبدو أن الواقع اختلف، إذ تميزت منافسات مهرجان ولي العهد للهجن في نسخته الثالثة التي انطلقت قبل أسبوع، باكتساء عدد من "المطايا" باللون الزهري، بسبب مشاركة أمل الفاران، أول سيدة ومالكة للهجن، وفوزها بالمركز السادس في منافسة "حقايق بكار".
لم يكن اللون الزهري أبرز غرائب مهرجان هذه النسخة، بل أيضاً منافسة الفنان الأميركي قاسم دين في استهلال أقوى الصفقات في المهرجان، بمشاركة زوجته المغنية الأميركية آليشيا كيز وأولاده، وتشجيعه بعبارات مكتوبة على ملابسهم، بالاسم الذي اختاره لفريقه "سعودي برونكس"، بعدما اشترى جملاً بـ1.600 مليون ريال (قرابة 400 ألف دولار)، حيث حطم الفنان سويز بيتز، أعلى الصفقات في الأيام الأولى في المهرجان.
7 مشاركات دولية وعربية
وقال المتحدث الرسمي للمهرجان أحمد البدر، "إن هذه النسخة حملت عدة أمور جديدة منها مشاركة سيدة، كما تضمن7 مشاركات دولية وعربية، من ضمنها الولايات المتحدة، إضافة إلى الأردن وقطر وعمان والبحرين والإمارات والسعودية، وتشارك جميع هذه الدول حالياً، بالأشواط التمهيدية لجميع الفئات".
وأضاف، "يسعى المهرجان إلى الترويج لتراث سباق الهجن في السعودية، فضلاً عن دعمه للسياحة والتنمية الاقتصادية في البلاد، حيث سيشهد المهرجان إبرام صفقات عديدة، بخاصة للهجن المتأهلة إلى الأشواط النهائية"، وأوضح، "ستضاعف الهجن من قيمتها السوقية بمجرد وصولها إلى الأشواط الختامية، وقد تزيد بنسبة 100 في المئة من قيمتها الأساسية". وأضاف، "المهرجان شهد حركة بيع وشراء للمطايا المتميزة منذ بدء الأشواط التأهيلية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار إلى أنه "نتيجة للاهتمام الكبير نال المهرجان سمعة دولية واسعة، وبات مقصداً للمتهمين بهذا التراث من كافة أنحاء العالم، لا سيما مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وبهذا يُحدث عدداً من المكاسب الاقتصادية والتجارية والسياحية، فضلاً عن أهمية التمسك بالحفاظ على الموروث الشعبي للبلاد، إذ تهدف السياسة السعودية للمزاوجة بين العراقة والمعاصرة، للحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية والخليجية".
المهرجان الأعلى سعراً بين الجوائز الرياضية
وذكر، "أن مجموع جوائز المهرجان يبلغ 53 مليون ريال (قرابة 14 مليون دولار)، وهو الأعلى بين الجوائز الرياضية الأخرى التي يتنافس عليها المئات من أشهر ملاك الهجن المحلية والدولية على مرحلتين تمهيدية ونهائية، حيث يبلغ مجموع أشواطهما 532 شوطاً، إذ خصصت اللجنة مليون ريال لـ(جائزة سيف ولي العهد) التي سيفوز بها مالك الهجن الأكثر حصولاً على النقاط في الأشواط العامة خلال المهرجان".
ومن المنتظر أن يبرم ملاك الهجن المشاركة في مهرجان ولي العهد للهجن، ما بين 100 و150 صفقة لشراء المطايا المشاركة، وقد تصل لأكثر من 100 صفقة، تتجاوز قيمتها 100 مليون ريال. ويركض في مضمار المهرجان 7516 ناقة وجملاً في 320 شوطاً، ضمن المرحلة التمهيدية من سباقات مهرجان ولي العهد للهجن، التي تقدر قيمتها السوقية من 2.254 مليار ريال (533 مليون دولار) إلى 3.758 مليار ريال (986 مليون دولار) كمتوسط سعري، وفقاً لراصدين ومشاركين في المهرجان.
من جانبها، شاركت أمل بنت مسفر الفاران، أول سيدة ومالكة للهجن في المهرجان بمطيتين هما "الدانة، واللؤلؤة"، بشعارها "اللون الوردي والبحري" في فئة "الحقايق"، ضمن المرحلة التمهيدية للمهرجان في نسخته الثالثة، حيث اكتفت بالمشاركة الأولى بتحقيق المطية "اللؤلؤة" المركز السادس، ضمن الشوط 13.
وذكرت، "دخولي عالم الهجن بدأ من الباب الكبير بالمشاركة في هذا المهرجان، لما يحظى به من اهتمام عالي المستوى، ومشاركة أبرز الأسماء العربية في عالم الهجن". وأضافت، أن "قرار مشاركتها بـ(الدانة، واللؤلؤة) قرار استراتيجي، لتكون مشاركة في النسخ المقبلة"، وأشارت "أتابع بشكل شخصي ودقيق تحضير واستعدادات المطيتين وفق برنامج معد بطريقة تمكنني من المنافسة على الوصول إلى الأشواط النهائية، وتحقيق أحد المراكز الأولى في المهرجان". وكشفت عن سبب تسميتها المطيتين "الدانة واللؤلؤة"، أن لها ابنتين بالاسمين نفسهما.
وتعد نتائج وأرقام نسخة هذا العام من المهرجان امتداداً لأخرى سجلها في نسخ سابقة، إذ حقق عدداً من الأرقام القياسية العالمية في موسوعة "غينيس"، كان أبرزها تسجيله كأكبر مهرجان لرياضة الهجن في العالم عام 2018، بعد مشاركة أكبر عدد من الإبل في سباقات الهجن بلغ 11186 مطية تنافست في787 شوطاً، كما شهدت النسخة الماضية إزاحة الستار عن أكبر مجسم للهجن في العالم، بعد دخوله الموسوعة منتصف عام 2019.