قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن للجنة بالكونغرس، الأربعاء 29 سبتمبر (أيلول)، إنه لم يكن يؤيد إبقاء قوات من بلاده في أفغانستان "إلى الأبد".
وأضاف أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، خلال جلسة عن الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وهي الجلسة الثانية في يومين شهدتا إدلاء كبار القادة العسكريين بشهاداتهم حول الأمر، أن الجيش إذا ما ظل هناك فإنه لم يكن ليملك خياراً "من دون مخاطرة" بوضعه وقتها، وأن الأمر كان سيتطلب مزيداً من القوات.
وأقرّ مسؤولو الدفاع الأميركيون، الثلاثاء، بأخطاء في التقدير أفضت إلى "فشل استراتيجي" في أفغانستان مع انتصار حركة "طالبان" من دون عناء بعد حرب استمرت 20 عاماً في أفغانستان.
وكشف قائد أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارك ميلي ومسؤول القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) الجنرال كينيث ماكنزي، خلال جلسة الاستماع الثلاثاء، للمرة الأولى، أنّهما نصحا الرئيس جو بايدن بالإبقاء على 2500 جندي في أفغانستان لتجنّب انهيار نظام كابول.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واختار الرئيس الأميركي عدم الأخذ بهذه النصيحة، مؤكداً في أغسطس (آب) أنّه لم يتلقّها. وقال بايدن في 19 أغسطس الماضي خلال مقابلة مع محطة "أي بي سي" التلفزيونية "لم يقل أحد لي ذلك على حدّ علمي".
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنّ "واقعة انهيار الجيش الأفغاني الذي درّبناه مع شركائنا، غالباً من دون إطلاق أي رصاصة، فاجأتنا"، مضيفاً "سيكون مجافياً للحقيقة الادّعاء بعكس ذلك".
وتابع، "لم ندرك مدى فساد كبار ضباطهم وانعدام كفاءتهم، لم نقدّر الأضرار التي نجمت عن التغييرات الكثيرة وغير المفسّرة التي قرّرها الرئيس أشرف غني على صعيد القيادة، لم نتوقع أن يكون للاتفاقات التي توصّلت إليها طالبان مع أربعة قادة محليين بعد اتفاق الدوحة تأثير كرة الثلج، ولا أن يكون اتفاق الدوحة قد أحبط الجيش الأفغاني".
ووقّعت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 29 فبراير (شباط) 2020 في الدوحة اتّفاقاً تاريخياً مع "طالبان" نصّ على انسحاب كلّ القوات الأجنبية قبل الأول من مايو (أيار) 2021، في مقابل الحصول على ضمانات أمنية وإطلاق مفاوضات مباشرة بين المتمرّدين والسلطات الأفغانية.
وبعدما تولّى بايدن سدّة الرئاسة الأميركية ودقّق في تفاصيل الاتفاق مدى أشهر، قرّر تنفيذه إنما أرجأ الموعد النهائي للانسحاب إلى 31 أغسطس.