قال الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير ومشروع "أمالا" جون باغانو، "إنه جار درس عدد من الأدوات الاستثمارية التي يمكن استخدامها في المستقبل ضمن خطط تجميع أصول البحر الأحمر للتطوير ومشروع "أمالا"، بما في ذلك الإطلاق المحتمل لاكتتاب عام أولي أو إنشاء صندوق استثماري عقاري قد يتم إدراجه في السوق المالية السعودية (تداول) بهدف جذب مجموعة واسعة من المستثمرين".
وأوضح باغانو في حوار مع "اندبندنت عربية" أن "المشاريع العملاقة مثل مشروع البحر الأحمر و"أمالا" تنطوي على أهمية كبرى في سبيل تحقيق التنوع المنشود لقطاع السياحة السعودي، حيث تلعب كل واحدة من الوجهتين دوراً محورياً في دعم الركائز الثلاث لرؤية 2030، سواء كان ذلك من خلال تمكين الشباب وتحفيز التغيير الاجتماعي الإيجابي من خلال المشاركة المجتمعية، أو توفير فرص العمل وخلق ما يقارب 120 ألف وظيفة، والإسهام بما يقدر بنحو 33 مليار ريال (8.81 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية سنوياً".
وكانت شركة البحر الأحمر للتطوير أعلنت في فبراير (شباط) 2019 بدء أعمال الإنشاء في المرحلة الأولية، حيث تضم المرحلة الأولى من المشروع 16 فندقاً منها 14 منتجعاً بحرياً، ومنتجعان في المناطق الجبلية والصحراوية.
ومع الانتهاء من كامل مراحل المشروع، سيتم تطوير 22 جزيرة من أصل أكثر من 90 جزيرة، واستحداث أكثر من 70 ألف فرصة عمل، كما سيقوم بدور مهم في دفع عجلة التنوع الاقتصادي بالسعودية من خلال جذب نحو مليون سائح سنوياً، والإسهام بإضافة 22 مليار ريال إلى الناتج المحلي للسعودية.
وفي سياق متصل، أطلق "صندوق الاستثمارات العامة" في سبتمبر (أيلول) 2018، مشروع "أمالا" كوجهة سياحية فخمة على ساحل البحر الأحمر، حيث سيتكفل بالتمويل الأولي للمشروع وتطويره، ليصبح وجهة سياحية مميزة ضمن محمية الأمير محمد بن سلمان الطبيعية في شمال غربي السعودية، ومن المتوقع الانتهاء من كامل المشروع بحلول عام 2028.
تجارب السفر الفاخرة وخطط الاندماج
وكشف باغانو أن المشروع سيسهم في إرساء معايير جديدة لتجارب السفر الفاخرة من خلال خلق تجارب نادرة وفريدة لزيارة مواقع ثقافية وطبيعية ساحرة، وتحقيق مفهوم جديد للرفاهية الخالية من التكلف، كما أنه في ظل الارتفاع التدريجي لمستويات الثقة في قطاع السفر الدولي خلال مرحلة ما بعد الجائحة، تساعدنا هذه الميزات في زيادة إسهام قطاع السياحة في الناتج القومي الإجمالي للسعودية إلى قرابة 10 في المئة بحلول العام 2030".
ورداً على سؤال حول أحدث التطورات على صعيد خطط الاندماج بين شركة البحر الأحمر للتطوير و"أمالا"، قال باغانو إنه "يتشاطر كل من مشروع البحر الأحمر وأمالا مجموعة من الرؤى التي تتكامل مع بعضها إلى حد كبير، إذ يتم تطوير كليهما وسط بيئة طبيعية مزدهرة على ساحل البحر الأحمر في السعودية، وتسهم هاتان الوجهتان في تحقيق الاستراتيجية الطموحة لرؤية السعودية 2030، كما تسعيان إلى قيادة مسيرة التحول العالمي نحو السياحة المتجددة".
وأكد "أنه من أجل إدراك هذه الإمكانات مجتمعة، يجري تسخير أوجه التآزر والتعاون بين الوجهتين في سبيل تعزيز أوجه الكفاءة وتحسين خبراتنا المشتركة. وتعتبر هذه العملية جزءاً من مسار التطور الطبيعي لشركة البحر الأحمر للتطوير لتصبح شركة تطوير رائدة تمتلك أعلى درجات المسؤولية، وتضم محفظتها العديد من مشاريع التطوير التي تتيح لها الإسهام في تحقيق أهداف رؤية 2030 وما يليها بنجاح".
تحول تاريخي في المشهد الاقتصادي
وتابع باغانو، "لا يخفى على أحد أن السعودية تشهد تحولاً تاريخياً في المشهد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، عملاً بالمخطط الطموح لرؤية السعودية 2030". وذكر "أن القطاع السياحي في السعودية يتمتع بالمؤهلات الكافية التي تخوله لعب دور عامل محفز لهذا النمو الاقتصادي، والسعي إلى تحقيق هدفه المتمثل في استقطاب 100 مليون زائر محلي ودولي سنوياً بحلول عام 2030".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الرئيس التنفيذي، "تؤكد التصريحات الصادرة أخيراً عن الحكومة السعودية هذا الطموح، إذ تعتزم ضخ استثمارات بقيمة تتجاوز تريليون دولار في قطاع السياحة خلال العقد المقبل"، ويرى أن "السعودية تكتسب زخماً متزايداً نحو ترسيخ مكانتها الرائدة على خريطة السياحة العالمية كواحدة من الوجهات الأكثر استقطاباً للزوار في العالم".
العلامات التجارية
وحول العلامات التجارية العالمية التي ستنضم إلى مشروع البحر الأحمر، قال الرئيس التنفيذي "لقد أبرمنا اتفاقات إدارة الفنادق الأخيرة مع تسع علامات فندقية عالمية ستوفر مجتمعة أكثر من 1700 غرفة فندقية من إجمالي ثلاثة آلاف غرفة ضمن مخطط المرحلة الأولى من عملية تطوير وجهة البحر الأحمر".
وتشتمل قائمة علامات الضيافة هذه على "إديشن هوتيلز" و"فنادق ومنتجعات سانت ريجيس" و"فنادق ومنتجعات فيرمونت" و "رافلز للفنادق والمنتجعات" و"إس إل إس هوتيلز آندريزدنسيز" و"غراند حياة" و "انتركونتيننتال للفنادق والمنتجعات" و"سيكس سنسس" و"فنادق ومنتجعات جميرا".
وأورد باغانو "أن هؤلاء الشركاء يمثلون أفضل علامات الضيافة الفاخرة في العالم اليوم، كما أنهم يشاركوننا الالتزام الراسخ ذاته بتقديم فرص نمو مميزة لقطاع السياحة في السعودية من خلال إحداث تأثير إيجابي على البيئة".
وتابع الرئيس التنفيذي، "تضفي هذه العلامات التجارية الشهيرة مستويات عالية من الصدقية على خططنا الطموحة الممتدة على طول ساحل البحر الأحمر، كما أنها تعزز مستويات جاذبية وجهاتنا بين المسافرين الدوليين من خلال توفير تجارب منقطعة النظير إلى جانب أرقى معايير الرفاهية المتخصصة".
الموعد المرتقب لاستقبال السائحين
وحول الموعد المرتقب لبدء استقبال السائحين في المشروع، أوضح باغانو "أن أعمال تطوير المرحلة الأولى تسير وفقاً للجدول الزمني المحدد وبما ينسجم مع الأهداف المخطط لها لاستقبال أوائل ضيوفنا بحلول نهاية العام المقبل".
وأكد "أن المشروع قطع أشواطاً طويلة بالفعل، إذ أبرمنا أكثر من 700 عقد بقيمة إجمالية تصل إلى 19 مليار ريال سعودي (خمسة مليارات دولار أميركي)، وعند اكتمالها ستضم الوجهة 50 فندقاً توفر ما يصل إلى ثمانية آلاف غرفة فندقية موزعة على 22 جزيرة وستة مواقع داخلية، وسيتم تحديد عدد الزوار السنوي للوجهة بمليون زائر بهدف تلافي الأنشطة السياحية المفرطة التي قد تؤثر في البيئة".
و"يعمل حالياً في موقع المشروع أكثر من 10 آلاف عامل، بما في ذلك فرق العاملين المقيمة في القرية السكنية العمالية التي افتتحت أخيراً. ويجري العمل حالياً على إكمال العناصر الخاصة بمدينة الموظفين السكنية التي ستحتضن قريباً أكثر من 14 ألف موظف، وهي تجسد واحداً من أوائل الأمثلة على التقنيات الإنشائية المعيارية ذات الأثر البيئي المنخفض التي نعتمدها، وتشمل هذه القرية أماكن إقامة الموظفين ومكاتب جديدة وفندقاً من فئة الأربع نجوم"، بحسب ما أفاد باغانو.
إلى أين وصلت أعمال الإنشاء؟
وتطرق باغانو في حديثه إلى "أن أعمال إنشاء البنية التحتية الخاصة بالمرافق والخدمات اللوجستية تجري وفق الجدول الزمني المحدد، مع إنجاز 80 كيلومتراً من شبكة الطرق في الوجهة، بما في ذلك طريق مطار البحر الأحمر الدولي الجديد".
وكشف الرئيس التنفيذي للشركة "أنه تم افتتاح مركز مخصص لإدارة النفايات بهدف دعم طموحات الشركة على صعيد أنشطة الإدارة المتكاملة للنفايات والوفاء بالالتزام الذي قطعته لتحقيق مبدأ صفر نفايات، وعدم إرسال أي نفايات إلى المقالب حتى خلال مرحلة البناء والتشييد"، إضافة إلى ذلك "دخل مشتل المشروع الممتد على مساحة 100 هكتار حيز التشغيل الكامل خلال الربع الأول من عام 2020 بهدف مـد الوجهة بقرابة 25 مليون شتلة زراعية مطلوبة من أجل تنسيق المناظر الطبيعية في الوجهات".
وقال باغانو، "يمكننا تحقيق هدفنا الطموح المتمثل في تحقيق زيادة قيمة التنوع البيئي بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2040"، وأشار إلى "ترسية العقد الخاص بتصميم وبناء جسر يبلغ طوله 1.2 كيلومتر يربط بين البر الرئيس وجزيرة شورى المركزية في الوجهة".
ترسية 230 عقداً
من ناحية أخرى، كشف الرئيس التنفيذي "أن أعمال تطوير مشروع (أمالا) تجري على قدم وساق أيضاً، إذ قمنا بترسية 230 عقداً حتى تاريخه بقيمة 3.6 مليار ريال سعودي (961 مليون دولار)، وتماشياً مع التزامنا بتوفير فوائد ملموسة وفورية للاقتصاد المحلي، منحت نسبة 75 في المئة تقريباً من إجمالي العقود الممنوحة في أمالا لشركات سعودية".
وتوقع "أن يتم إنجاز المرحلة الأولى من عملية تطوير أمالا بحلول عام 2024، وستشتمل هذه المرحلة على ثمانية فنادق توفر حوالى 1200 غرفة فندقية، ونحن على وشك إنجاز المرحلة الأولى من أعمال تشييد مساكن العمال ومرافق الدعم الأخرى على مستوى عالمي، وقد أصدرنا في الآونة الأخيرة عقداً لتطوير حزمة من المرافق التي ستسمح لوجهة أمالا بالسير على خطى مشروع البحر الأحمر على صعيد الوصول إلى عمليات تشغيلية عديمة الانبعاثات الكربونية من دون ربطها بشبكة الكهرباء الوطنية".
وقال باغانو، "نعمل حالياً على توسيع آفاق تطوير قطاع السياحة المتجددة لتحقيق الحياد الكربوني من خلال اعتماد نهج فريد ومبتكر في تصميم وبناء وتشغيل مشروعي البحر الأحمر وأمالا على حد سواء". وأوضح "أن المشاريع ملتزمة باستخدام الموارد المتاحة وفقاً لأقصى درجات الكفاءة والمسؤولية، ولذلك نعمل على استكشاف خيارات لتقنيات مختلفة لتحييد كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل طبيعي، وتشمل هذه الخيارات إنشاء مزارع لإنتاج للطحالب البحرية وتوسيع الموائل المتنوعة بيولوجياً واعتماد الحلول الطبيعية لإزالة الكربون، إضافة إلى التقنيات المستدامة لإنتاج المياه الصالحة للشرب".
أولى الشراكات المبرمة
وأفاد الرئيس التنفيذي، "نجحنا في تأمين استثمار متعدد الجنسيات عبر أولى شراكاتنا المبرمة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص في ما يتعلق بحزمة المرافق التي ستوفر طاقة مستدامة لتشغيل أصول المرحلة الأولى من المشروع في عام 2020". وأضاف، "سيتم ذلك من خلال اتباع هذا النهج مما يساعد في توليد ما يصل إلى 650 ألف ميغاواط من الطاقة المتجددة بالكامل، لتزويد الوجهة وأنظمة المرافق الأخرى بالطاقة المطلوبة لتشغيلها".
وأشار إلى "أنه يجري العمل حالياً على تشييد أكبر منشأة لتخزين الطاقة الكهربائية بالبطاريات في العالم لضمان توافر الطاقة من دون أي انقطاع، بهدف تمكين هذا النهج من الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ومنع وصولها إلى الغلاف الجوي بنحو نصف مليون طن سنوياً، وفي نهاية المطاف ستكفل هذه الجهود أن تصبح وجهة البحر الأحمر أكبر وجهة سياحية تعتمد بالكامل على مصادر الطاقة المتجددة".
وعلى غرار مشروع البحر الأحمر، لفت باغانو إلى أن "أمالا تمضي قدماً في سعيها إلى تحديد الشركاء المحتملين وتوفير إمدادات الطاقة النظيفة على مدى الساعة في الوجهة كذلك، الأمر الذي يضاعف مستويات الوفر السنوية من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل فعال".