تصدر الملف النووي الإيراني والقدرات النووية الإسرائيلية ملف المباحثات الثنائية، الخميس 16 ديسمبر (كانون الأول)، بين أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورافائيل ماريانو غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يقوم حالياً بزيارة مصر.
وبحث اللقاء الملف النووي الإيراني ومحادثات فيينا لإعادة إحياء خطة العمل المشتركة الشاملة "JCPOA" أو ما يعرف بالاتفاق النووي، إضافة إلى مخرجات الدورة الثانية لمؤتمر إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وكذلك الدورة العاشرة لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والمقرر عقدها في نيويورك خلال الفترة من الرابع إلى 28 يناير (كانون الثاني) 2022.
السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة
وشدد أبو الغيط على أهمية أخذ انشغالات الدول العربية بالاعتبار في التعامل مع الملف النووي الإيراني، لا سيما السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة، مؤكداً ضرورة معالجة عيوب اتفاق 2015 الذي تناول فقط الشق النووي، ما أتاح لإيران تعزيز سياستها المرفوضة عربياً في التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، وأعرب عن دعم الجامعة العربية لعمل المنظمة ودورها في تعزيز الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بما في ذلك برنامج التعاون التقني الذي يحظى باهتمام بالغ من قبل الدول العربية، بخاصة الدور الذي تضطلع به الوكالة في مجال التحقق النووي عبر التنفيذ الصارم والحيادي لنظام الضمانات الشاملة، داعياً إلى الاعتماد على الكفاءات العربية في المجال النووي لدعم تمثيل الدول العربية في قوة العمل في المنظمة، وكذلك تعزيز استعمال اللغة العربية فيها اتساقاً مع توجه الوكالة نحو الارتقاء بالتعدد اللغوي في أجهزتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى القلق من استمرار المنشآت النووية الإسرائيلية خارج رقابة الوكالة وما يمثله ذلك من تهديد للسلم والأمن في المنطقة وعلى المستوى الدولي، منوهاً إلى قرار المؤتمر العام للوكالة لعام 2009 بشأن "القدرات النووية الإسرائيلية" الذي دعا إلى انضمام إسرائيل كدولة غير نووية إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وإخضاع أنشطتها ومنشآتها النووية كافة إلى ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتابع في السياق ذاته إلى أهمية التعامل مع دولة فلسطين في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما ينسجم مع وضعها كدولة طرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ودولة غير عضو بالأمم المتحدة.
الحد من التسلح ونزع السلاح
وتخصص الجامعة العربية إدارة تحت مسمى، الحد من التسلح ونزع السلاح، تهدف إلى الحفاظ على المواقف والحقوق والمكتسبات العربية في ما يخص موضوعات الحد من التسلح ونزع السلاح سواء في المحافل الدولية أو الإقليمية، من خلال العمل على تقريب وصياغة مواقف عربية مشتركة ووضع خطط للتحرك في المحافل الدولية ذات العلاقة بهدف تحقيق التوازن الاستراتيجي والعسكري في الشرق الأوسط من خلال ضبط ونزع السلاح بدلاً من الدخول في سباق للتسلح، كما تهدف إلى الحفاظ على الأولويات التي وضعها المجتمع الدولي في مجال نزع السلاح والتي أقرها في الدورة الخاصة الأولى لنزع السلاح عام 1978.
يذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحضور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وسامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس الاستخبارات المصرية.
الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي أن الرئيس المصري أشار إلى توجه مصر نحو الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية لصالح عملية التنمية من خلال إنشاء المحطة النووية بـ "الضبعة"، والحرص في هذا الإطار على تعزيز علاقات التعاون الراسخة مع الوكالة والاستفادة من خبراتها لتطبيق أعلى المعايير الدولية في مجال إجراءات الأمن النووي، وأوضح أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أشاد بإسهامات مصر المحورية على الساحتين الإقليمية والدولية في مجال منع الانتشار النووي والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية على حد سواء، مؤكداً دعم الوكالة الكامل لمشروع محطة "الضبعة" النووية الذي يعتبر خطوة مهمة وكبيرة في اتجاه الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في مصر.