جمّدت بورصة لندن التداول في 27 شركة روسية أخرى، إذ يواجه المديرون البريطانيون ضغوطاً متزايدة لترك مجالس إدارة الشركات المرتبطة بموسكو. كما تم حث بورصة لندن على المضي قدماً وحظر الأسهم الروسية من البورصة تماماً، ومنع رؤساء بورصة لندن المستثمرين من شراء أو بيع الأسهم في مجموعة من الكيانات الروسية، بما في ذلك عمالقة الطاقة "روز نفت"، و"غازبروم"، و"إي أن بلس" لتجارة التجزئة، و"فيكس برايس غروب"، وهي سلسلة من المتاجر المتنوعة المخصومة، ومقرها روسيا، و"لينتا إنترناشيونال" أكبر مقرض في البلاد، و"سبير بنك" أكبر تكتل مالي حكومي روسي.
وقالت ذراع "فوتسي راست" (FTSE Russell) في بورصة لندن، التي تدير مؤشرات مثل (فوتسي 100) (FTSE 100)، التي تضم أسهم أكبر 100 شركة بريطانية في بورصة لندن، و(فوتسي 250) (FTSE 250)، التي تضم أكبر 250 شركة مدرجة في بورصة لندن، إنها ستستبعد الشركات الروسية التي لا تزال أسهمها تتداول في لندن اعتباراً من يوم الاثنين.
الاحترام
وسيؤدي هذا إلى حرمان أسهم مثل شركة صناعة الصلب المدعومة من "رومان أبراموفيتش"، "إيفراز" من الاحترام الذي توفره عضوية أحد المؤشرات الرائدة، ويعني أن الصناديق التي تتبع مؤشراً لن تضطر إلى الاحتفاظ بأسهمها، لكن الإجراءات لم ترقَ إلى مستوى الدعوات من أعضاء البرلمان وقادة الأعمال لطرد الشركات الروسية من البورصة بالكامل.
جاء ذلك في الوقت الذي حثّ فيه معهد المديرين قادة الأعمال البريطانيين على التنحي عن مجالس إدارة الشركات الروسية.
وقال جوناثان جيلدارت، المدير العام لمعهد المديرين: "نعتقد أنه لم يعد من الممكن أن يشارك البريطانيون في أدوار الحوكمة في الاقتصاد الروسي".
ويذكر أن الشركات الـ27 المستهدفة من قبل بورصة لندن لديها قوائم أولية في سوق الأوراق المالية في موسكو، والتي تم إغلاقها طوال الأسبوع، حيث يتأرجح الاقتصاد الروسي والنظام المالي على شفا الانهيار، لكن هذه الشركات لديها إدراجات ثانوية في لندن، وتراجعت أسهمها في الأيام الأخيرة، بعضها بما يصل إلى 99 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الغزو الروسي والروابط مربحة
وسلط غزو أوكرانيا الضوء على الروابط المربحة التي طورتها المؤسسة البريطانية مع روسيا. فاللورد باركر (55 عاماً) الرئيس التنفيذي لشركة "إي أن بلس"، كان قد طور علاقات وثيقة مع عدد من شركات النفط الروسية، قبل أن يصبح نائباً عن حزب المحافظين في عام 2001.
وفي الأيام الأخيرة، تعرّض وزير الدفاع البريطاني بن والاس لانتقادات لدوره في شركة "إي أن بلس"، الذي شغله منذ عام 2017 وحقق له 3 ملايين جنيه استرليني (3.9 مليون دولار) العام الماضي وحده، بحسب "ديلي ميل".
كما تم حث السكرتير الخاص الرئيس السابق للأمير تشارلز، السير مايكل بيت، على التخلي عن وظيفته في مجلس إدارة "إيفراز".
وحصل اللاعب البالغ من العمر 72 عاماً على 1.9 مليون جنيه استرليني (2.5 مليون دولار) منذ أن تولى هذا الدور في عام 2011.
تجميد الأسهم
وسيكون تجميد الأسهم في "فوزأغرو"، شركة الأسمدة الروسية، بمثابة إذلال لرئيسها خافير روليت، الذي كان رئيساً لبورصة لندن للتداول قبل إطاحة ه في عام 2017.
وقال ديفيد شويمر، رئيس مجموعة بورصة، إن تعليق الشركات الروسية جاء إما بسبب العقوبات أو لأن تدفق المستثمرين خلق "سوقاً غير منظم" من خلال التسرع في البيع. وأضاف أن نحو ثماني شركات روسية أخرى تخضع للتدقيق، وقال: "هذا وضع معقد للغاية، وهناك تحرك سريع للغاية. لقد كان لدينا مستوى غير مسبوق من العقوبات التي أطلقتها الحكومات في جميع أنحاء العالم". وتابع: "نحن نعمل مع المنظمين والسلطات المختلفة للتأكد من أننا ننفذ العقوبات في مختلف أقسام أعمالنا".
وكانت بورصة لندن قد علقت بالفعل التداول في بنك "في تي بي"، ثاني أكبر بنك في روسيا، في وقت سابق من هذا الأسبوع. كما منعت "في تي بي"، المملوك بنسبة 61 في المئة من قبل حكومة فلاديمير بوتين، من غرفة المقاصة، أمس، ما يعني أن المقرض لن يكون قادراً فعلياً على القيام بأعمال تجارية في الغرب.