أكد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب في اليمن، مشيراً إلى أن واشنطن تدعم الجهود المبذولة لتحقيق هذه الغاية.
وقال سوليفان في بيان له، إن الولايات المتحدة تدين الهجمات التي شنتها الميليشيات الحوثية في اليمن خلال الساعات الـ48 الماضية على "البنية التحتية المدنية في السعودية"، لافتاً أن هذه الهجمات "استهدفت منشآت معالجة المياه وكذلك البنية التحتية للنفط والغاز الطبيعي".
وتابع "يشن الحوثيون هذه الهجمات الإرهابية بمساعدة إيران التي تزودهم بمكونات الصواريخ والطائرات المسيّرة والتدريب والخبرة، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر تصدير الأسلحة إلى اليمن".
وأردف أن "السلطات السعودية والحكومة الشرعية اليمنية لطالما أيّدت دعوات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار ووقف التصعيد خلال العام الماضي، إلا أن الحوثيين رفضوا هذه الدعوات وشنوا هجمات جديدة وأعمالاً إرهابية على غرار التي شنت الليلة الماضية على المملكة".
وأضاف سوليفان "حان الوقت لإنهاء هذه الحرب، لكن هذا ليس ممكناً إلا إذا وافق الحوثيون على التعاون مع الأمم المتحدة ومبعوثها الذي يعمل على خطة تدريجية لتهدئة الصراع".
وقال إن "بلاده تدعم هذه الجهود بشكل كامل، وستواصل دعم شركائها في الدفاع عن أراضيهم من هجمات الحوثيين"، خاتماً "ندعو المجتمع الدولي للحذو حذونا".
مبادرة مجلس التعاون الخليجي
في سياق متصل، رحبت الأمم المتحدة بمبادرة مجلس التعاون الخليجي لاستضافة أطراف النزاع في اليمن من أجل عقد مشاورات في الرياض خلال الأسابيع المقبلة دعماً لجهودها الرامية للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع، وذلك على الرغم من تصعيد ميليشيا الحوثي عبر استهدافها منشآت مدنية سعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك "نقدر جميع المبادرات التي تدعم إجراءات الأمم المتحدة الرامية للتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية جامعة للنزاع في اليمن".
وفي هذه الأثناء أعلن مكتب هانس غروندبرغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن يوم الأحد، أنه يناقش هدنة محتملة، خلال شهر رمضان.
في غضون ذلك شنت الميليشيا المتحالفة مع إيران هجمات على مرافق للطاقة وتحلية المياه في السعودية، مما أسفر عن تراجع مؤقت في إنتاج مصفاة لكن دون سقوط ضحايا، وذلك وفقاً لما أعلنته وزارة الطاقة السعودية اليوم الأحد.
وقالت الوزارة في بيان إن ضربات بطائرات مسيرة أصابت محطة لتوزيع المنتجات البترولية في إقليم جازان بجنوب المملكة، ومعملاً للغاز الطبيعي ومصفاة "ياسرف" في مدينة ينبع المطلة على البحر الأحمر.
اعتداءات على منشآت مدنية
وأضافت "أدى الاعتداء على مرافق شركة ينبع سينوبك للتكرير "ياسرف" إلى انخفاض مستوى إنتاج المصفاة بشكل مؤقت، وسيتم التعويض عن هذا الانخفاض من المخزون". والشركة مشروع مشترك بين "أرامكو" السعودية والشركة الصينية للبتروكيماويات "سينوبك)".
وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لـ"أرامكو" في اتصال مع وسائل الإعلام بعد إعلان أرباح الشركة اليوم الأحد "كان هناك ... عدد من الهجمات في الصباح الباكر على منشآتنا. ولحسن الحظ لم تقع إصابات أو وفيات، ولا تأثير لذلك على إمدادات الشركة لعملائها".
وقال تحالف دعم الشرعية في اليمن، إن الهجمات التي وقعت في وقت متأخر أمس السبت وصباح الأحد، استهدفت أيضاً محطة لتحلية المياه في مدينة الشقيق ومحطة الغاز في خميس مشيط ومحطة كهرباء ظهران الجنوب.
أسلحة إيرانية
وذكر أيضاً أن الهجمات والشظايا الناتجة من عمليات الاعتراض تسببت في أضرار مادية لكن لم تسفر عن سقوط قتلى.
وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين، إنهم أطلقوا صواريخ باليستية وصواريخ مجنحة وطائرات مسيرة على منشآت "أرامكو" في العاصمة الرياض وينبع و"مناطق أخرى".
وأضاف أنه بعد ذلك تم "قصف عدد من الأهداف الحيوية والمهمة في مناطق" سعودية أخرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال التحالف، إن التحقيقات الأولية أظهرت أن الجماعة أطلقت صواريخ "كروز" إيرانية الصنع على محطة تحلية المياه ومركز توزيع جازان التابع لـ"أرامكو".
وتنفي إيران ما يتردد عن دعمها الحوثيين بالأسلحة والذخيرة، لكن أعلن مرات متعددة عن ضبط شحنات أسلحة إيرانية في طريقها إلى الحوثيين.
وأضاف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت صاروخاً باليستياً وتسع طائرات مسيرة.
ونشرت وسائل إعلام حكومية صوراً ومقاطع فيديو لما بدا أنه حطام مقذوفات وسيارات ومبان متضررة ورجال إطفاء يخمدون النيران.
نقاش للهدنة
تسعى السعودية جاهدة لوضع حد للصراع الدائر منذ سبع سنوات وعرضت هجمات الحوثيين على السعودية مطارات المملكة ومنشآت النفط للخطر، وتسببت في سقوط بعض القتلى المدنيين.
وقال مكتب هانس غروندبرغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن اليوم الأحد، إنه يناقش هدنة محتملة في اليمن خلال شهر رمضان الذي يبدأ في مطلع أبريل (نيسان).
ولم يتضح ما إذا كان الطرفان قد وافقا على خطط الأمم المتحدة.
وأطاحت الميليشيات بالحكومة اليمنية من العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014، مما دفع التحالف للتدخل بعد أشهر.