في الأسابيع الأخيرة، سجلت بريطانيا 15 وفاة مؤكدة في صفوف الأطفال نتيجة الإصابة ببكتيريا "المكورات العقدية من المجموعة أ" Strep A، وأكدت "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" (UKHSA) حدوث زيادة في الإصابات.
حالة الوفاة المؤكدة الأخيرة تعود لفتاة التحقت بمدرسة ابتدائية في مدينة بلفاست، وفارقت الحياة يوم الاثنين الماضي عقب تشخيص إصابتها بـ"المكورات العقدية من المجموعة أ". وفي بيان أصدرته في هذا الشأن، ذكرت مدرسة "بلاك ماونتن الابتدائية" أن التلميذة أصيبت بمرض خطير الأسبوع الماضي، وخضعت للعلاج في "مستشفى رويال بلفاست للأطفال المرضى"، حيث تطلبت حالتها الدخول إلى العناية المركزة.
صحيح أن الغالبية العظمى من إصابات "المكورات العقدية من المجموعة أ" تكون خفيفة نسبياً، غير أن هذه البكتيريا تسبب أحياناً حالة صحية خطيرة تتهدد الحياة تسمى "داء المكورات العقدية الغازية من المجموعة أ"، تماماً كما حصل للتلميذة في بلفاست.
ومعلوم أن "المكورات العقدية من المجموعة أ" (GAS) بكتيريا شائعة. في الواقع، يحملها كثيرون منا في الحلق وعلى البشرة ولا تسفر عنها غالباً أي حالة مرضية، وفق "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة". ولكن مع ذلك، يسبب هذا الكائن الممرض عدداً من أشكال العدوى، بعضها خفيف وبعضها الآخر خطير.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تعزى أخطر أنواع العدوى المرتبطة بـ"المكورات العقدية أ" إلى "بكتيريا المكورات العقدية الغازية من المجموعة أ"، والمعروفة اختصاراً بـ"آي جي أي أس" (iGAS). يشرح مسؤولو الصحة أن هذه العدوى ناتجة من دخول البكتيريا إلى أجزاء من الجسم لا توجد فيها عادة، مثل الرئتين أو مجرى الدم. في حالات نادرة، يمكن أن تكون عدوى "المكورات العقدية الغازية من المجموعة أ" مميتة.
على رغم أنها ما زالت غير شائعة نسبياً، شهدت "بكتيريا المكورات العقدية الغازية من المجموعة أ" زيادة في الإصابات والوفيات العام الحالي، لا سيما في صفوف الأطفال دون سن العاشرة.
وتذكر "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" أن "المكورات العقدية أ" تنتشر بين الناس عن طريق الاتصال القريب جداً مع شخص مصاب، ويمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر عبر السعال والعطس أو جرح.
يحمل بعض الأشخاص هذه البكتيريا في أجسامهم من دون أن تتسبب لهم بأي توعك أو أعراض للعدوى، وبينما يسعهم أن ينقلوها إلى أشخاص آخرين، يبقى هذا الخطر أكبر كثيراً عندما تظهر الأعراض والمضاعفات على المصاب.
في حديثه إلى "سكاي نيوز" صباح الثلاثاء الماضي، أشار الدكتور كولين براون، نائب مدير "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة"، إلى أن عدم الاختلاط بين الناس نتيجة جائحة "كوفيد"، والتغيرات التي طرأت على تجمع الأولاد مع بعضهم البعض وقابليتهم للإصابة بأشكال العدوى، ربما "عجلت بقدوم الموسم المعتاد للحمى القرمزية" في عيد الميلاد بدلاً من الربيع.
وأوضح الدكتور براون أن المملكة المتحدة تسجل [في هذه الآونة] "عدداً أكبر من الإصابات التي تسبب، مثلاً، الحمى القرمزية، مقارنة مع ما نشهده عادة في هذا الوقت من العام".
وفي محاولة لطمأنة الأمهات والآباء، قال الدكتور براون لـ"سكاي نيوز" إن "المعلومات المتوافرة لدينا حالياً تقول إنه لم يطرأ أي تغير على السلالات المنتشرة من بكتيريا "المكورات العقدية أ" يمكنه أن يجعلها أشد وطأة".
في الحقيقة، "لا شيء جديداً أو مستجداً بشأن البكتيريا المسؤولة عن الإصابات التي نشهدها في الوقت الحاضر"، وفق الدكتور براون.
"نلحظ عدداً أكبر من الإصابات التي تسبب، مثلاً، الحمى القرمزية، مقارنة مع ما تسجله البلاد عادة في هذا الوقت من العام"، أضاف الدكتور براون.
وبغية الحد من انتشار العدوى وحماية الأطفال بشكل أفضل، تنصح "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" بالحفاظ على نظافة اليدين والجهاز التنفسي [تغطية الأنف والفم عند العطس والسعال وكب المنديل بعد استعماله والحفاظ على نظافة اليدين] .
"علم طفلك كيفية غسل يديه بشكل صحيح بالصابون والماء الدافئ لمدة 20 ثانية، واستخدام منديل ورقي عند السعال أو العطس، والابتعاد عن الآخرين عند الشعور بتوعك، وسينجح حينها في خفض مخاطر التقاط العدوى أو نشرها"، على ما تنصح الوكالة.
© The Independent