ملخص
تتلمذ على يد عباس البغدادي الكثير من الخطاطين في العراق وخارجه وخط الكثير من الوثائق العراقية
غادر الخطاط العراقي عباس شاكر جودي البغدادي الحياة اليوم الثلاثاء، بعد مرض عضال ألمّ به أخيراً، ليطوي برحيله حقبة من علوم الخط العربي ومعارفه وروائعه.
وخطّ البغدادي بقلمه العملات والوثائق العراقية المهمة (شهادة الجنسية العراقية، وهوية الأحوال المدنية، وجواز السفر)، كما ترأس جمعية الخطاطين منذ عام 1988 حتى 2003، وبعد احتلال العراق غادر إلى الأردن ثم أميركا، حيث وافته المنية.
وقال الخطاط قاسم حيدر إن البغدادي "أصيب بالسرطان في السنوات الأخيرة من حياته ودخل المستشفى أكثر من مرة وتوفي في أميركا في ولاية فرجينيا ودفن هناك في المكان الذي استقر فيه في السنوات الأخيرة من حياته، حيث سطر كتاباته لأحد مساجد ولاية فيرجينا".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي عبارات رثاء من طلابه ممن تعلموا رسم الحرف العربي بما ألفه من كراسات ودراسات تخص هذا المجال.
مدرسة فنية
ووصف الخطاط حسن البكولي، أشهر تلاميذ الراحل، على صفحته بـ"فيسبوك"، عباس بأنه "أكبر وأمهر الخطاطين في العالم العربي والإسلامي وتاريخ الخط العربي". واصفاً رحيله بـ"الخسارة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الخطاط قاسم حيدر إن البغدادي كان يقدس الحرف العربي ويعكف على دراسته لكشف أغواره، ويعتبره من القلائل الذين انشغلوا بأسرار الحرف الهندسية الروحانية.
وتتلمذ على يد عباس كثير من الخطاطين المعاصرين من العراق وخارجه، كما كرّم في أميركا، وترك عدداً كبيراً من الأعمال والآثار الخطية، إضافة إلى الكراسة التي كتبها بخطي الثلث والنسخ وخطوط أخرى.
ويرى أستاذ فن الخط وعلم المخطوطات الجمالي إدهام محمد حنش أن عباس البغدادي تميز بطريقته الفنية المشبعة لأشكال حروف خطي النسخ والثلث على هيئة جمالية فريدة وأخاذة، وجعلته هذه القوة الإبداعية والجودة الفذة صانع مدرسة فنية خاصة يقلدها كثير من الخطاطين الذين صاروا يعتزون بالانتساب الفني إلى أسلوبه.
مصحف صدام حسين
ذكر الخطاط عباس البغدادي في أحد لقاءاته المتلفزة أن الرئيس صدام حسين استدعاه بشكل عاجل، وطلب منه أن يخط له القرآن كاملاً باستخدام دمه كحبر، وقد أثار هذا الموضوع كثيراً من التساؤلات حول حرمانية خط القرآن بالدم، واستمر العمل به لمدة عامين.
وكاد البغدادي أن يفقد بصره لصعوبة العمل، فاضطر إلى خلط الدم بمادة كيماوية لكي يسهل عليه العمل وخط الأحرف، ويعرف هذا المصحف بـ"مصحف صدام حسين المخطوط بالدم"، ويحتفظ بهذه النسخة في جامع أم القرى الذي كان يعرف سابقاً بجامع أم المعارك.