Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"بيت وحديقة"... عملية من نوع آخر في جنين

الجيش الإسرائيلي يتفاخر باستخدام صواريخ جديدة ونتنياهو: المعادلة تغيرت

الجيش الإسرائيلي قال إنه للمرة الأولى استخدم صاروخ "ماتادور" (صورة نشرها الجيش الإسرائيلي)

ملخص

وجه عديد من الوزراء والنواب الانتقادات لنتنياهو لعدم إشراكهم في اتخاذ القرار، حيث اختار طريقة غير مألوفة لإعلام حزبه في شأن العملية العسكرية بجنين

فيما اختلف الإسرائيليون حول إطلاق تسمية "عملية" أو "مهمة عسكرية" على عملية "بيت وحديقة" التي شنها الجيش الإسرائيلي منذ فجر الإثنين في مخيم ومدينة جنين مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، هدد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من اعتبرهم أعداء إسرائيل قائلاً "المعادلة تغيرت، ومن لم يعرف ذلك قبل شهرين سيدرك الحقيقة والواقع في غضون أيام".

وفور شن العملية رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في كل مناطق الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر ونشر كميات كبيرة من صواريخ "القبة الحديدية" بعد أن أعلن عن وجود أكثر من منصة صواريخ في جنين ويتوقع وجودها في بلدات فلسطينية أخرى في الضفة، وهو أمر لم يواجهه الجيش الإسرائيلي من قبل. وبحسب الجيش فقد قرر البدء بهذه العملية بعد إطلاق صاروخ من جنين والمواجهات التي شهدها المخيم على مدار أيام.

مسؤول أمني قال إن دعوة المسؤولين إلى عدم إطلاق اسم "عملية" على ما يحدث في جنين جاءت "لتجنب الضغوط السياسية الدولية، وربما أيضاً لتجنب إغضاب العالم العربي". وأضاف في تصريحات إعلامية "سبب آخر، وربما أهم من ذلك، هو نقل رسالة لغزة ولـ(حزب الله)، وبموجبها العملية ليست موجهة ضدهم، ولن تمتد إلى ساحات أخرى. الهدف هو لإبقائهم خارج الصورة".

طريقة غير مألوفة

منذ ساعات صباح الإثنين، وبعد أن اتضحت تفاصيل العملية في جنين، وجه عديد من الوزراء والنواب الانتقادات لنتنياهو لعدم إشراكهم في اتخاذ القرار، حيث اختار طريقة غير مألوفة بمثل هذه الحالة لإعلام حزبه، "الليكود"، بالعملية. وقام الناطق بلسان الحزب بتوزيع رسالة عن العملية لوزراء وأعضاء حزبه بما في ذلك كيفية الرد في حال وُجهت إليهم أسئلة حولها وسبب عدم عقد اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر لاتخاذ القرار في شأنها.

وخلافاً لمطلب الجيش والقيادة الأمنية بعدم استخدام كلمة "عملية" جاء في رسالة نتنياهو إن الجيش ينفذ "عملية واسعة النطاق". وتوجه لوزراء ونواب حزبه يقول "لم يتم عقد جلسة خاصة لاتخاذ القرار لأسباب تتعلق بالسرية. وكان قد قرر رئيس الحكومة ووزير الأمن إطلاق العملية قبل 10 أيام بالتعاون مع جميع قادة أجهزة الأمن". وأضاف نتنياهو "كما سبق وغيرنا المعادلة تجاه حماس في عملية "حارس الأسوار"، وغيرنا المعادلة تجاه "الجهاد الإسلامي" في عملية "درع وسهم"، كذلك هذه المرة سنغير المعادلة تجاه أوكار "الإرهاب" في جنين، الهدف هو إنهاء دور جنين كملاذ للإرهاب"، وفق تعبيره.

وأضاف في رسالته "لقد نشأ جيل كامل في جنين لا يعرف قوة الجيش الإسرائيلي، حان الوقت لتذكيرهم أن الذراع الطويلة للجيش الإسرائيلي ستصل إلى أي شخص يعرض إسرائيل ومواطنيها للخطر"، وهدد نتنياهو من يعتبرهم خطراً على الدولة العبرية خارج الضفة الغربية باستخدام "الذراع الطويلة" لتل أبيب في إشارة إلى إيران و"حزب الله".

"نراقب الأعداء" 

وزير الأمن يوآف غالانت الذي عقد جلسة تقييم بعد ساعات من العملية، حضرها رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، وقادة الأجهزة الامنية والاستخباراتية، أعلن في ختامها أن الهدف من العملية هو السيطرة على الوضع الأمني في جنين والقضاء على ما أسماها "البنى التحتية للإرهاب" في جنين وفي مركزها منصات الصواريخ، ومصادرة الأسلحة والعبوات ناسفة وضمان مساحة من الحرية للجيش للعمل داخل جنين في كل وقت يقرر فيه اقتحام البلدة أو المخيم. وأضاف "خلال الساعات الماضية، كانت قواتنا الأمنية تعمل ضد بؤر الإرهاب الساخنة في مدينة جنين. وفي مواجهة ذلك، نتخذ نهجاً استباقياً وحاسماً. من يؤذي مواطني إسرائيل، سيدفع ثمناً باهظاً. نحن نراقب من كثب تصرفات أعدائنا ومستعدون لكل سيناريو".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بحسب غالانت، لم تحدد فترة زمنية للعملية "قد يتطلب الأمر أياماً، لن يتراجع الجيش من دون تحقيق الهدف" من دون ذكر كلمة "عملية"، علماً أن الواقع على الأرض يشير إلى أنها عملية أوسع من سابقاتها في الضفة الغربية، حيث استخدم فيها الجيش الطائرات المسيرة في القصف الذي استهدف بداية مسجدين في المخيم. وبقيت المسيرات تحوم في سماء جنين المدينة والمخيم، وبحسب الجيش فقد شن خلال الساعات الأربع الأولى أكثر من 10 غارات. 

صواريخ "كسارة البندق" ومدرعات "دوبي"

على رغم محاولة الجيش والأجهزة الأمنية التخفيف من حدة ما يحدث في جنين، فإنه سعى إلى التفاخر بقدراته الهجومية والدفاعية، ونشر أنه للمرة الأولى استخدم صاروخ "ماتادور"، ويلقبه الجيش بـ"كسارة البندق"، ووصفه بأنه "التطوير الضخم" لشركة "رفائيل" لصناعة الأسلحة. 

الصاروخ يبلغ قطره أقل من متر واحد، ومدى تأثيره يصل إلى نصف كيلومتر. وبحسب الجيش فإنه دقيق وسهل الاستخدام. وكتب الجيش مروجاً ومتفاخراً باستخدامه هذا الصاروخ قائلاً إن "قدراته الدقيقة فتاكة وقادرة على اختراق الهياكل الخرسانية والعربات المدرعة".

يذكر أن هذا الصاروخ قامت إسرائيل ببيعه إلى كييف عبر وكيل ألماني حيث يتم استخدامه في الحرب الأوكرانية. كما استخدم الجيش مدرعات أبرزها من نوع D9 التي اقتحمت مخيم جنين من محاور عدة كما أغلق الطرقات التي تربط بين المخيم والمدينة واستولى على عدد من البيوت والمباني المطلة على المخيم ونشر فيها قناصته كما قطع الكهرباء عن أحياء كثيرة من المخيم.

مدرعات D9 المعروفة باسم "دوبي" قلما يستخدمها الجيش في اقتحاماته، فهي تقوم بفتح محاور بديلة وعدم استخدام الطرق المعروفة، تجنباً لنصب كمائن لإطلاق النار أو عبوات ناسفة على الجيش. المهمة الثانية لها هو كشف المنطقة بصورة أعمق. 

الخوف من إشعال الضفة وغزة

استفاق الإسرائيليون على عملية من نوع آخر في جنين، من دون أن يتوقعها أي أحد، حتى إن وزراء في الحكومة الإسرائيلية و"الكابينت" لم يعلموا بتنفيذها، مما أثار نقاشاً واسعاً حول خطورة تداعياتها ليجمع عدد من أعضاء الكنيست أنه "لا مصلحة إسرائيلية في الغرق بعملية عسكرية، ويتوجب تجنب إشعال الضفة".

زعماء المعارضة من يائير لبيد وبيني غانتس وغيرهما هللوا للعملية وتفاخروا بها وأعلنوا أنهم يقدمون الدعم الكامل لكل عملية تنفذ من شأنها ضمان قوة الردع الإسرائيلي والقضاء على ما يصفونه بـ"الإرهاب الفلسطيني".

الجيش الإسرائيلي حاول تبرير العملية بالقول إن إطلاق الصاروخ من جنين، الأسبوع الماضي، خطوة نوعية وتصعيدية ترفض إسرائيل السكوت عنها، فيما ادعى الناطق بلسانه، أفيخاي أدرعي، أنه "خلال العامين الأخيرين تحولت جنين إلى مرتع لمنفذي العمليات، وتم تنفيذ 50 عملية من قبل فلسطينيين 19 منهم هربوا إلى جنين كملاذ لهم".

وتناقضت مواقف أعضاء الكنيست حول عملة "بيت وحديقة"، بل هناك من أعرب عن استغرابه لإطلاق هذا الاسم عليها. النائب رام بن براك، الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن بالكنيست، اعتبر "بيت وحديقة"، من أكبر التحديات، لكنه استدرك قائلاً "الخوف الكبير من إشعال النار في الضفة الغربية بأكملها. فالسياسة التي تعتمدها الحكومة الإسرائيلية هي الفصل بين المختلط وغير المختلط، فإذا استمرت في ذلك فهناك احتمال أن تتمكن من تجنب إشعال الضفة كلها".

من جهته، قال وزير الخارجية، إيلي كوهين إن إسرائيل لا تعتزم توسيع نطاق العملية العسكرية في جنين لتشمل الضفة الغربية، علماً أن الجيش أعلن أن قواته ستدخل إلى نابلس وكل مكان يوجد فيه من يهدد أمن إسرائيل.

المزيد من تقارير