Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتصالات تسابق التصعيد الكلامي لنزع فتيل "الخيمتين" في جنوب لبنان

إسرائيل تدرس الخيارات العسكرية الممكنة ولكن هل الظرف الإقليمي يسمح بفتح جبهة على حدودها الشمالية؟

على رغم التوترات التي تحصل بين الحين والآخر على طرفي الحدود بين لبنان وإسرائيل لا يزال الهدوء هو السمة الغالبة، وفي الصورة امرأة تأخذ "سيلفي" مع قطتها ووراءهما دبابة إسرائيلية (أ ف ب)

ملخص

يعيش لبنان حالة من القلق بعد نصب "حزب الله" خيمتين في مزارع شبعا، وتهديد إسرائيل بإزالتهما ولو كلف الأمر مواجهة عسكرية

بعد مضي 17 عاماً من الهدوء النسبي في جنوب لبنان عادت التهديدات الإسرائيلية باللجوء إلى القوة، ولكن هذه المرة بسبب خيمتين أقامهما عناصر من "حزب الله" قبل نحو شهرين من الآن داخل مزارع شبعا، وهي منطقة جبلية تتضمن 12 مزرعة كانت قد احتلتها إسرائيل خلال حرب 1967، إضافة إلى تلال كفرشوبا والعرقوب وهضبة الجولان السوري.

جاءت عملية نصب الخيمتين في معرض الحرب النفسية التي يشنها "حزب الله"، التي تضمنت تهديد قيادته بأن مقاتليها سيعبرون إلى الجليل في أي مواجهة مقبلة. وقد حاكى العناصر هذا الأمر في مناورة ضخمة بالذخيرة الحية في موقع عرمتى – جنوب لبنان أواخر شهر مايو (أيار) 2023، كما تضمن رسالة تذكيرية من موقفه حول مزارع شبعا، الخاضعة للسلطة الإسرائيلية التي انسحبت من جنوب لبنان والبقاع الغربي في 25 مايو 2000.

توصية إسرائيلية

شكل نصب الخيمتين استفزازاً كبيراً للجانب الإسرائيلي، الذي أطلق جهداً دبلوماسياً من أجل إزالتها. وقد نقلت إسرائيل موقفها من خلال قناتين فرنسية، وأخرى أميركية تهديداً بوجوب إزالتها، قبل أن تتحرك عسكرياً. وأشار موقع Ynet عن خطوات سرية للجيش الإسرائيلي للتواصل مع الجيش اللبناني عبر قوات الأمم المتحدة، من أجل الضغط على دفع "حزب الله" إلى إخلاء الموقع داخل مزارع شبعا، فيما تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالنت عن استعداد إسرائيل لأي سيناريو على جميع الجبهات.

أما معهد البحوث الاستراتيجية INSS الذي يترأسه الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تمير هايمن، فقد نشر ورقة تضمنت استنتاجات مقلقة حول ظروف وملابسات الواقعة وعواقبها على المواجهة بين إسرائيل و"حزب الله". واعتبرت أنه "سواء كان (حزب الله) يتصرف بسبب الضائقة التي يعانيها في ظل الوضع في لبنان، أو من منطلق الغطرسة والثقة المفرطة في النفس، فإن ذلك خطر، ويجب العمل على وقفه". واعتبرت الورقة أن "(حزب الله) ليس معنياً بمواجهة عسكرية واسعة، لكنه يرى في التطورات فرصة له لتحسين (توازن الردع) في مواجهة الجيش الإسرائيلي، وتعزيز وجوده في جنوب لبنان وسيطرته على الحدود"، معتبرين أنه "يراهن على المصلحة الإسرائيلية في احتواء الأحداث ومنع تدهور واسع، بالتالي فإنه لا يخشى الاحتكاك".

وأوصت الورقة الحكومة الإسرائيلية باستنفاد الخطوات السياسية، "ولكن يجب أن تكون محددة بوقت وتركز على شرعية تحرك إسرائيلي محتمل لإزالة الخيام".

من جهتها، أشارت القناة 12 إلى أن "إسرائيل أرسلت رسالة إلى (حزب الله) عبر اليونيفيل بأنها ستزيل الخيمتين، ولو على حساب اندلاع جولة قتال تستمر لأيام".

على المقلب الآخر، رد النائب محمد رعد رئيس كتلة "حزب الله" النيابية بعنف على المطالب بإزالة الخيمتين، مشيراً إلى "منذ شهر قامت قيامة الإسرائيلي بسبب خيمتين يعتبرهما مقامتين في نقطة متقدمة على الخط الأزرق". ورداً على التهديد باحتمال وقوع الحرب في حال تحرك الإسرائيلي لإزالة الخيمتين، قال رعد "إذا كنت لا تريد الحرب، فعليك بالسكوت"، مضيفاً "ولى الزمن الذي كنت تقصف مفاعل تموز النووي دون أن يرف لك جفن. لم تكن تخشى أحداً، أما اليوم فلا يمكنك إزالة خيمتين بسبب وجود المقاومة". 

لا مصلحة في الحرب

في مقابل التصلب بالمواقف، وبحسب موقع "والا" الإسرائيلي نقل عناصر "حزب الله" خيمة من مزارع شبعا إلى داخل الأراضي اللبنانية، ولا تزال هناك خيمة واحدة يديرها نشطاء الحزب داخل المزارع. في المقابل، لم يصدر أي موقف رسمي علني حول هذا القضية، سواء من الجانب اللبناني، أو قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان، التابعة للأمم المتحدة، والمولجة مراقبة تنفيذ القرار 1701.

تخشى شريحة كبيرة في لبنان من الآثار غير المحمودة للحرب، انطلاقاً من عدم امتلاك القدرة على احتمال مزيد من الدمار في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي، ناهيك بتصاعد السجال حول حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية، وقرار السلم والحرب، وصولاً إلى المناداة بمطلب الحياد عن صراعات المنطقة وسياسة المحاور، فيما بلغ الأمر بالبعض للمطالبة بإقرار النظام الفيدرالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهته، يدافع حسن جوني (متخصص في القانون الدولي) عن موقف "حزب الله"، رافضاً اتهامه بتقديم ذرائع لإسرائيل من أجل مهاجمة لبنان من خلال نصب خيمتين في مزارع شبعا. ويذكر "سلسلة اعتداءات نفذتها إسرائيل منذ عشرات السنوات كاغتيال قادة المقاومة الفلسطينية في فردان في بيروت، وتدمير 13 طائرة في مطار بيروت الدولي، والاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وكل ذلك قبل تأسيس المقاومة الإسلامية".

يبرر جوني نصب خيمتين عند الخط الأزرق، لافتاً إلى أنه "لا يشكل الخط خطاً حدودياً نهائياً للبنان، وقد تحفظ عليه لبنان عند ترسيمه بعد التحرير في 2000 إبان ولاية العماد أميل لحود"، كما أن "وضع الخيمتين جاء لتأكيد لبنانية مزارع شبعا". أما فيما يتعلق باتهام (حزب الله) بخرق القرار الدولي 1701 الذي يؤكد عدم وجود قوى مسلح جنوب الليطاني باستثناء قوات الجيش اللبناني و"اليونيفيل"، فيرد حسن جوني "تقارير الأمم المتحدة تثبت انتهاك إسرائيل القرار 1701 آلاف المرات، فيما لا تنتهك المقاومة هذا القرار. أما فيما يتعلق بوجود السلاح فهذا غير مثبت لأن المقاومة تعمل بشكل سري على غرار جميع قوى المقاومة في العالم، ولا وجود لسلاح معلن".

يعتقد العميد المتقاعد ناجي ملاعب بضرورة النظر إلى المواجهة المسلحة بين "حزب الله" وإسرائيل من الأفق الأوسع للتطورات في المنطقة. ويشبه الخيمتين اللتين نصبتا في مزارع شبعا بـ"مسمار جحا"، أي يمكن أن يتخذا سبباً لصراع مسلح عند الحاجة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي