ملخص
الكرملين يقول إن الرئيس الروسي بوتين اجتمع مع رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين وقادة وحداته لثلاث ساعات... فما العرض المقدم لهم؟
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الإثنين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثات مع رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين وقادة في المجموعة، لمناقشة التمرد المسلح الذي حاولوا القيام به ضد كبار قادة الجيش.
ووردت الأنباء عن الاجتماع أولاً في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، التي قالت إن بريغوجين التقى بوتين ورئيس الحرس الوطني فيكتور زولوتوف ورئيس الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين.
ووفقاً لما قاله بيسكوف، عقد الاجتماع في 29 يونيو (حزيران) الماضي، بعد خمسة أيام من التمرد الذي تم القضاء عليه في مهده والذي يعتقد على نطاق واسع أنه شكل التحدي الأخطر لبوتين منذ توليه السلطة في اليوم الأخير من عام 1999.
وقال بيسكوف للصحافيين إن بوتين دعا 35 شخصاً لحضور الاجتماع من بينهم بريغوجين وقادة وحدات "فاغنر"، وإن الاجتماع استمر ثلاث ساعات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أن الرئيس الروسي استمع إلى تفسيرات القادة لما حدث وعرض عليهم مزيداً من الخيارات للعمل والقتال.
كان الجيش الأوكراني استعاد 14 كيلومتراً مربعاً في شرق البلاد الأسبوع الماضي من القوات الروسية في إطار هجومه المضاد كما أعلن أحد المتحدثين باسمه أندري كوفاليوف.
وقال للتلفزيون الأوكراني، "تم تحرير أكثر من 10 كيلومترات مربعة من الأراضي الأوكرانية في جنوب أوكرانيا الأسبوع الماضي"، موضحاً أنه تم أيضاً تحرير 4 كيلومترات مربعة "في منطقة باخموت" شرقاً. بذلك تصل إلى 193 كيلومتراً مربعاً المساحة الإجمالية التي سيطرت عليها أوكرانيا منذ بدء هجومها المضاد في مطلع يونيو (حزيران).
رئيس الأركان الروسي يظهر على الهواء
في السياق، ظهر رئيس الأركان العامة الروسي فاليري جيراسيموف في فيديو نشر اليوم الإثنين وهو يصدر أوامر لمرؤوسين بتدمير مواقع إطلاق صواريخ أوكرانية في أول ظهور علني له منذ التمرد الفاشل في 24 يونيو.
وظهر جيراسيموف، البالغ من العمر 67 سنة، في غرفة بمقر للقيادة العسكرية وهو يجلس على مقعد من الجلد الأبيض ويترأس اجتماعاً لكبار الجنرالات بينهم رئيس الاستخبارات العسكرية ويصدر أوامره. وشارك بعض الجنرالات في الاجتماع بالفيديو.
وجاء في التقارير المقدمة إلى جيراسيموف أن القوات الروسية أحبطت هجوماً صاروخياً أوكرانياً على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014، وعلى منطقتي روستوف وكالوجا أمس الأحد، وناقش كيفية رد روسيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الفيديو أظهر جيراسيموف بينما كان يترأس الاجتماع أمس الأحد. وأشارت الوزارة إلى جيراسيموف بوصفه رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية وقائد القوات الروسية في أوكرانيا، وهي المهام التي كانت مسندة إليه قبل التمرد.
ويظهر الفيديو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبقى على أهم مسؤولين عسكريين، وهما وزير الدفاع سيرغي شويغو وغيراسيموف، في منصبيهما على رغم مطالبة يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة بإقالتهما خلال التمرد.
وكان تمرد بريغوجين في 24 يونيو يهدف إلى تصفية حسابات مع شويغو وغيراسيموف اللذين اتهمهما بالخيانة وعدم الكفاءة وأنهما دفعا بوتين إلى حرب خاسرة كشفت عما قال إنه فساد وحماقة في الجيش الروسي.
قصف روسي على مركز مساعدات إنسانية
من جهة أخرى، قتل سبعة أشخاص في قصف روسي استهدف مركزاً لتوزيع المساعدات الإنسانية في أوريكيف، وسط أوكرانيا، إذ وصف حاكم الضربة بأنها "جريمة حرب".
وقال حاكم أوريكيف، يوري مالاشكو، اليوم الإثنين، على وسائل التواصل الاجتماعي "لقد ضربوا مركزاً لتوزيع المساعدات الإنسانية في منطقة سكنية".
وبحسب وزارة الداخلية الأوكرانية، فقد وقعت الضربة "في وقت كان المدنيون يتلقون مساعدات إنسانية".
وأتت الضربة الروسية فيما تشن كييف هجوماً مضاداً يتقدم ببطء، مطالبة الغرب بمزيد من الأسلحة مع تعرض مدنها لقصف روسي متواصل.
بعد تكبدها خسائر فادحة، تواجه القوات الروسية الهجوم بمقاومة شديدة ودفاعات قوية، فيما تفتقر أوكرانيا إلى المقاتلات وقذائف المدفعية.
وكانت القوات الأوكرانية واصلت حملتها لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها روسيا في جنوب شرقي البلاد، أمس الأحد، وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن قوات بلاده "أخذت بزمام المبادرة" بعد تباطؤ في وقت سابق.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار على تطبيق "تيليغرام" إن القتال العنيف اندلع في منطقتين في الجنوب الشرقي، وكتبت "نحن نعزز مكاسبنا في تلك المناطق"، وقالت إن القوات الروسية تدافع عن باخموت، بينما سجلت القوات الأوكرانية "تقدماً" على الجانب الجنوبي من المدينة.
وأجرت محطة تلفزيون "أي بي سي" الأميركية مقابلة مع زيلينسكي قبل قمة حلف شمال الأطلسي، هذا الأسبوع في ليتوانيا، وأقر زيلينسكي بأن التقدم كان أبطأ مما أراده هو وجنرالات الجيش، لكنه قال إن القوات الأوكرانية هي التي أخذت بزمام المبادرة، وقال "كلنا نريد أن نفعل ذلك بشكل أسرع لأن كل يوم يعني خسائر جديدة للأوكرانيين. نحن نتقدم. لسنا عالقين"، مشيراً إلى أن الجيش تغلب على "بعض الركود" في الأشهر السابقة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت التقدم الأوكراني بالقرب من باخموت، إذ أصبح القتال صعباً "ليس فقط بسبب كثافة النيران والمعارك اليومية، ولكن أيضاً بسبب التضاريس".
منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) من العام الماضي، قُتل تسعة آلاف مدني، بينهم أكثر من 500 طفل، بحسب الأمم المتحدة، على رغم تعزيز الدفاع الجوي بشكل كبير منذ مطلع العام.
قنابل عنقودية
في هذا الوقت، أثار السيناتور الأميركي تيم كين والنائبة باربرا لي من الحزب الديمقراطي مخاوف، أمس الأحد، في شأن قرار إدارة الرئيس جو بايدن إرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا لمواجهة الهجوم الروسي.
وأعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، أنها ستزود كييف بالقنابل المحظورة على نطاق واسع في إطار حزمة مساعدات أمنية جديدة بقيمة 800 مليون دولار ترفع إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية إلى أكثر من 40 مليار دولار منذ بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وشككت جماعات حقوقية والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في صواب قرار واشنطن في شأن الذخائر.
"هواجس حقيقية"
وقال كين إن لديه "بعض الهواجس الحقيقية" في شأن القرار الأميركي لأنه قد يدفع دولاً أخرى إلى خرق اتفاقية الذخائر العنقودية التي تحظر استخدام هذه الأسلحة.
وعن أوجه استخدام أوكرانيا لتلك القنابل، قال كين لشبكة "فوكس نيوز"، "لن يستخدموا تلك الذخائر ضد المدنيين الروس". وأضاف كين عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أن كييف قدمت تأكيدات أشار إليها البيت الأبيض، الجمعة.
وتحظر أكثر من 100 دولة الذخائر العنقودية. ولم توقع روسيا أو أوكرانيا أو الولايات المتحدة على اتفاقية الذخائر العنقودية، التي تحظر إنتاج هذه الأسلحة وتخزينها واستخدامها ونقلها. وعادةً ما تطلق تلك القنابل أعداداً كبيرة من القنابل الصغيرة التي يمكن أن تقتل الأشخاص بشكل عشوائي على مساحة واسعة. وتلك التي لا تنفجر تشكل خطراً لعقود بعد انتهاء الصراع.
إعادة النظر في القرار
من جهتها، حثت لي إدارة بايدن على إعادة النظر في هذا القرار. وقالت لشبكة "سي أن أن"، "لا ينبغي استخدام القنابل العنقودية أبداً. هذا تجاوز للحدود". وأضافت أن الولايات المتحدة تخاطر بفقدان "قيادتها الأخلاقية" بإرسال القنابل العنقودية إلى أوكرانيا.
ودافع المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي عن القرار، وقال إن الولايات المتحدة تركز بشدة على جهود إزالة الألغام في أوكرانيا. وأضاف كيربي في مقابلة مع برنامج "هذا الأسبوع" على شبكة "أي بي سي"، "ندرك جيداً المخاوف المتعلقة بسقوط ضحايا مدنيين والتقاط مدنيين أو أطفال ذخائر غير منفجرة وتعرضهم للأذى". وتابع "لكن هذه الذخائر تقدم بالفعل قدرة مفيدة في ميدان المعركة". وأضاف أن روسيا تستخدم الذخائر العنقودية في أوكرانيا و"تقتل المدنيين بشكل عشوائي"، بينما سيستخدمها الأوكرانيون للدفاع عن أراضيهم.
وقال الجمهوري مايكل ماكول رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، إن الهجوم المضاد التي تشنه كييف يمضي ببطء، وإن القنابل العنقودية يمكن أن تغير قواعد اللعبة بالنسبة للأوكرانيين. وتابع ماكول في تصريح لشبكة "سي أن أن"، أمس الأحد، "أنا سعيد حقاً لأن الإدارة وافقت أخيراً على القيام بذلك".
موقف ألمانيا من الذخائر العنقودية
من جانبه، دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أمس الأحد، إلى عدم "منع" الولايات المتحدة من تسليم قنابل عنقودية للجيش الأوكراني، مدافعاً في الوقت نفسه عن معارضة بلاده الرسمية لهذه الأسلحة المثيرة للجدل.
وقال في مقابلة مع محطة "زد دي أف" التلفزيونية الألمانية "الموقف الألماني ضد الذخائر العنقودية ما زال مبرراً، لكن في الوضع الحالي، لا يمكن منع الولايات المتحدة" من تسليمها لأوكرانيا.
وأضاف شتاينماير "إذا لم يعد لدى أوكرانيا وسائل للدفاع عن نفسها، أو إذا توقف أولئك الذين يساعدونها في الدفاع عن نفسها عن ذلك، ستكون تلك نهاية أوكرانيا".
والذخائر العنقودية محظورة في عدد من البلدان، خصوصاً في أوروبا، الموقعة لاتفاق أوسلو عام 2008 الذي لم توقعه الولايات المتحدة ولا أوكرانيا ولا روسيا.
وأشار شتاينماير، أمس الأحد، إلى أنه "وقع" هذا الاتفاق نيابة عن بلاده عندما كان وزيراً للخارجية. وأضاف "لا شك في (...) هوية المعتدي وهوية الضحية وفي حقيقة أنه يجب أن نقف مع الضحايا".
قمة "الناتو"
أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، عن أمله أن تثمر قمة حلف الأطلسي المقرر عقدها في فيلنيوس الأسبوع المقبل "أفضل النتائج الممكنة"، في اجتماع تأمل كييف أن يترجم تطلعاتها للانضواء في التحالف.
وتعقد هذه القمة بعد أكثر من شهر على بدء هجوم مضاد تنفذه القوات الأوكرانية على الجبهة، لكنه لم يحقق حتى الآن سوى مكاسب متواضعة أمام خطوط دفاعية روسية صلبة وبسبب النقص في سلاح الجو وقذائف المدفعية.
وإثر استقباله نظيره البولندي أندريه دودا في مدينة لوتسك (غرب أوكرانيا)، أشار زيلينسكي إلى أن الرجلين توافقا على "العمل معاً لتحقيق أفضل النتائح الممكنة" لكييف في القمة المقرر عقدها يومي 11 و12 يوليو (تموز) الجاري في ليتوانيا.
وقال دودا الذي يعد أحد أبرز داعمي كييف في حلف شمال الأطلسي "نحن أقوى معاً". ومن المنتظر أن تحصل كييف خلال القمة على "ضمانات أمنية" من الغربيين، دون الالتزام بجدول زمني يتصل بالانضمام. وأقر زيلينسكي والأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بأن انضمام أوكرانيا إلى التكتل مستبعد قبل انتهاء الحرب مع روسيا.
من جهته، أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن الذي غادر، أمس الأحد، إلى المملكة المتحدة استعداداً للقمة، تشدداً حيال هذه المسألة.
وفي شأن أوكرانيا قال بايدن في مقابلة أجرتها معه محطة تلفزيونية أميركية "لا أشعر بأنها جاهزة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي"، مشيراً إلى عدم وجود إجماع حول إمكان ضم كييف" في خضم حرب. وتابع "إذا حصل ذلك سنكون في حرب مع روسيا".
محادثات تركية - روسية
وأعاد زيلينسكي معه من تركيا الى أوكرانيا عدداً من قادة "كتيبة آزوف" كانت قد أسرتهم روسيا، في خرق لاتفاق مع موسكو كان يقضي ببقائهم حيث هم حتى نهاية النزاع. وأثارت عودتهم إلى أوكرانيا التي استقبلتهم استقبال الأبطال، غضب الكرملين، واعتبرها المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "خرقاً مباشراً جديداً لشروط اتفاقات مبرمة".
ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس - أوكرانيا" عن دينيس بروكوبينكو، أحد قادة هذه الكتيبة، المقربة من أوساط القوميين المتشددين في أوكرانيا، نيته العودة إلى الجبهة قريباً. وقال بروكوبينكو الذي كان يعيش مع رفاقه الآخرين في تركيا منذ سبتمبر (أيلول)، "لهذا السبب عدنا إلى أوكرانيا. هذا هو هدفنا الرئيس".
وتطرق وزيرا الخارجية الروسية سيرغي لافروف والتركي هاكان فيدان إلى المسألة، أمس الأحد، خلال اتصال هاتفي، وفق موسكو. وحذر لافروف نظيره من أن تسليم كييف أسلحة يضع البلاد على "مسار هدام"، في انتقادات من غير المعتاد توجيهها بين الشريكين.
وأول من أمس السبت، ومع دخول الصراع يومه الـ500، أشاد زيلينسكي "بشجاعة" شعبه في مقطع فيديو غير مؤرخ يظهره وهو يزور جزيرة الثعبان الصغيرة في البحر الأسود، والتي أصبحت رمزاً للمقاومة الأوكرانية.
ومنذ بدء الهجوم، قتل تسعة آلاف مدني، بينهم أكثر من 500 طفل، بحسب الأمم المتحدة.