Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نصف الكرة الأرضية الشمالي "يتصبب عرقا"

تجل جديد لظاهرة التغير المناخي عبر حرائق الغابات والفيضانات

ملخص

أصدرت دول في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية تحذيرات صحية وأجرت عمليات إجلاء للسكان ومبعوث واشنطن للمناخ يجري محادثات مع نظيره الصيني في بكين... فهل ينتبه العالم لأخطار التغير المناخي؟

يتوقع أن تتخطى درجات الحرارة مستويات قياسية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية اليوم الإثنين وأن يتسبب ذلك بحرائق غابات، في تجل جديد لظاهرة التغير المناخي.

وأصدرت دول في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية تحذيرات صحية وأجرت عمليات إجلاء للسكان.

وقالت وكالة الفضاء الأوروبية إن أوروبا قد تسجل هذا الأسبوع أعلى درجة حرارة فيها على الإطلاق تحديداً في جزيرتي صقلية وسردينيا الإيطاليتين، حيث من المتوقع أن تصل الحرارة إلى 48 درجة مئوية.

وقالت البرازيلية ليلو دا كوستا روزا (48 سنة) خلال زيارتها روما أمس الأحد "أعاني حقاً بسبب الحرارة. اشتريت مروحة صغيرة ومظلة وزجاجات مياه".

"كأننا في الجحيم"

في الفاتيكان، احتشد 15 ألف شخص الأحد على رغم ارتفاع الحرارة في ساحة القديس بطرس للمشاركة في صلاة التبشير الملائكي التي تلاها البابا فرنسيس، مستخدمين مظلات ومراوح.

من بين هؤلاء الكاهن فرنسوا مبيمبا (29 سنة) الذي قال "نتصبب عرقاً، وكأننا في الجحيم".

في اليابان، أصدرت السلطات تحذيرات لعشرات الملايين من سكانها الأحد من التعرض لضربة شمس في 20 مقاطعة من مقاطعات البلاد الـ47، بعد أن سجلت درجات حرارة شبه قياسية في أجزاء كبيرة منها.

وحذرت قناة "أن أتش كي" اليابانية من أن ارتفاع الحرارة يهدد الحياة فيما تلامس عتبة 40 درجة مئوية في العاصمة طوكيو ومناطق أخرى.

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية تجاوز درجة الحرارة القياسية البالغة 41 درجة مئوية والتي سجلت في مدينة كوماغايا عام 2018.

الأحد، سجلت بعض المناطق اليابانية أعلى درجات حرارة منذ أربعة عقود، بما في ذلك بلدة هيرونو في محافظة فوكوشيما حيث بلغت 37.7 درجة مئوية.

"شديدة الوطأة"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الولايات المتحدة، توقعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS) أن تبلغ موجة الحر "واسعة النطاق وشديدة الوطأة" ذروتها في الولايات الجنوبية والغربية، وتأثر أكثر من 80 مليون شخص بتحذيرات الحر الشديد أو التحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة الأحد.

وسجلت منطقة وادي الموت بولاية كاليفورنيا الأميركية، وهي واحدة من أكثر المناطق سخونة في العالم، درجة حرارة شبه قياسية وصلت إلى 52 مئوية بعد ظهر الأحد.

في غضون ذلك، تكافح فرق الإطفاء في ولاية كاليفورنيا لإخماد حرائق غابات عدة، بما فيها حريق في مقاطعة ريفرسايد اجتاح أكثر من ثلاثة آلاف هكتار وأدى إلى إجلاء أعداد كبيرة من السكان.

في أوروبا، حيث يزداد الاحتباس الحراري بنسبة تبلغ ضعف المعدل العالمي وفقاً لخبراء، نبهت السلطات الإيطاليين إلى ضرورة الاستعداد "لأشد موجة حر في الصيف وأيضاً واحدة من أشد موجات الحر على الإطلاق".

"تنبيه أحمر"

وأصدرت إيطاليا إشعار تنبيه أحمر يضع 16 مدينة في حالة تأهب بما فيها روما وبولونيا وفلورنسا.

 

من المتوقع أن تسجل روما اليوم الإثنين 40 درجة مئوية وما يتراوح بين 42 و43 مئوية الثلاثاء لتحطم درجة الحرارة القياسية التي سجلت في أغسطس (آب) 2007 وبلغت 40.5 مئوية.

ويتواصل إغلاق الأكروبوليس في أثينا لليوم الثالث على التوالي خلال ساعات ذروة الحرارة.

في رومانيا، يتوقع أن تلامس الحرارة 39 درجة مئوية الإثنين في معظم أنحاء البلاد.

"غير طبيعية"

في إسبانيا، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الإثنين أن البلد سيسجل "درجات حرارة عالية بمستويات غير طبيعية" بالنسبة إلى هذا الموسم، مشيرة إلى أنها قد تتجاوز 44 درجة مئوية في مدينة قرطبة في الأندلس في الجنوب.

وفي الصين، أعلنت خدمات الأرصاد الجوية الإثنين تسجيل 52.2 درجة مئوية في شمال غربي البلد الأحد وهي درجة حرارة قياسية لمنتصف يوليو (تموز).

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الصينية في بيان إن محطة رصد جوي في قرية سانباو بمنطقة شينجيانغ "سجلت حرارة قياسية بلغت 52.2 درجة مئوية عند الساعة 19.00 يوم 16 يوليو، مما يحطم درجة الحرارة القياسية المسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي".

وكان المستوى القياسي السابق سجل في مدينة توربان في يوليو 2017، عندما بلغت الحرارة 50.6 درجة مئوية، وفق البيان.

وتقع قرية سانباو في ضواحي مدينة توربان حيث طلبت السلطات من العمال والتلامذة ملازمة منازلهم واستقدمت مركبات مخصصة لرش المياه على الطرق، على ما أفادت هيئة الأرصاد الجوية الصينية.

وذكر البيان أن درجات حرارة سطح الأرض وصلت إلى 80 درجة مئوية في أجزاء من توربان الأحد.

وحذرت السلطات الصينية من أن البلاد قد تشهد "كوارث طبيعية عدة" هذا الصيف.

أمطار غزيرة

وعلى رغم موجة الحر شهدت أجزاء من آسيا هطول أمطار غزيرة.

في كوريا الجنوبية كافح عناصر الإنقاذ الأحد للوصول إلى أشخاص محاصرين في نفق غمرته المياه بعد هطول أمطار غزيرة خلال الأيام الأخيرة تسببت بفيضانات وانزلاقات تربة أودت بحياة 37 شخصاً في الأقل ولا يزال تسعة أشخاص مفقودين على أثرها.

في شمال اليابان، عثر الأحد على جثة رجل داخل سيارة غمرتها المياه، بعد أسبوع من مقتل سبعة أشخاص في ظروف جوية مماثلة جنوب غربي البلد.

في شمال الهند تسببت الأمطار الموسمية المتواصلة في مقتل ما لا يقل عن 90 شخصاً بعد حر شديد.

يكثر حدوث الفيضانات وانهيارات التربة خلال الأمطار الموسمية التي تشهدها الهند بالعادة، لكن الخبراء يقولون إن التغير المناخي يزيد من تواترها وشدتها.

محادثات مناخية

على الصعيد الدبلوماسي أجرى المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري الإثنين في بكين محادثات مع نظيره الصيني شيه تشن هوا، مما يشكل استئنافاً للحوار حول ملف المناخ البالغ الأهمية بالنسبة إلى البلدين، أكبر مسببين للتلوث في العالم.

تعتبر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن المناخ هو أحد المجالات التي يمكن أن تتعاون فيها قوتان تدور بينهما منافسة حادة.

يصعب أن يعزى حدث مناخي معين إلى التغير المناخي، لكن عديداً من العلماء يشددون على أن الاحترار العالمي - المرتبط بالاعتماد على الوقود الأحفوري - هو السبب في موجات الحر الشديد.

المزيد من بيئة