ملخص
أعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف أن بلاده ستجبر على استخدام السلاح النووي حال نجاح الهجوم المضاد لأوكرانيا
قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، الذي أثار في بعض الأحيان شبح نشوب صراع نووي، في ما يتعلق بأوكرانيا اليوم الأحد، إن موسكو كانت ستضطر لاستخدام السلاح النووي لو كان الهجوم المضاد الذي تشنه كييف حالياً ناجحاً.
وقال ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، وهو هيئة يرأسها الرئيس فلاديمير بوتين، في رسالة على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إن روسيا ستكون مضطرة للتراجع عن عقيدتها النووية في مثل تلك الحالة.
وأضاف "تخيلوا لو نجح الهجوم المدعوم من حلف شمال الأطلسي واستقطعوا جزءاً من أرضنا، حينها كنا سنضطر إلى استخدام السلاح النووي وفقاً لقواعد مرسوم صادر عن رئيس روسيا".
وتابع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي "ببساطة لن يكون هناك خيار آخر، لذا يجب على أعدائنا الدعاء من أجل (نجاح) محاربينا، إنهم حريصون على عدم إشعال فتيل حرب نووية عالمية"
ويبدو أن ميدفيديف، الذي يصور نفسه أحد أكثر الأصوات تشدداً في موسكو، يشير إلى جزء من العقيدة النووية الروسية التي تنص على إمكانية استخدام الأسلحة النووية رداً على العدوان على روسيا باستخدام أسلحة تقليدية بما يهدد وجود الدولة الروسية.
وتحاول أوكرانيا استعادة الأراضي التي ضمتها روسيا وأعلنت أنها جزء من أراضيها في خطوة نددت بها كييف وكثير من دول الغرب.
وقال بوتين أمس السبت، إنه لم تحدث تغييرات بالغة في ساحة المعركة خلال الأيام الماضية، وإن أوكرانيا فقدت كثيراً من العتاد منذ الرابع من يونيو (حزيران) الماضي، فيما تقول كييف إن قواتها تحرز بعض التقدم في مساعيها لاستعادة السيطرة على الأراضي وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ من المرغوب.
واتهم معارضو الكرملين في الماضي ميدفيديف بالإدلاء بتصريحات متطرفة في محاولة لإثناء الدول الغربية عن الاستمرار في تزويد أوكرانيا بالسلاح.
هجمات متوقعة
من جهة أخرى قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم، إنه يتوقع أن تستأنف روسيا هجماتها على نظام الطاقة الأوكراني بمجرد عودة الطقس البارد في وقت لاحق من هذا العام، وتعهد ببذل كل ما في وسعه لحماية شبكة الكهرباء.
وتضرر ما يقرب من 40 في المئة من نظام الطاقة الأوكراني بسبب ضربات صاروخية وبطائرات مسيرة روسية خلال الشتاء الماضي، مما أغرق مدناً أوكرانية في ظلام دامس وبرد قارس، فيما وصفته كييف باستراتيجية متعمدة لإلحاق الأذى بالمدنيين، وهي جريمة حرب، بينما تقول موسكو إنها شنت الهجمات لتقليل قدرة أوكرانيا على القتال.
ومنذ عودة الطقس الحار، انحسرت الضربات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، لكن زيلينسكي قال خلال زيارة لمدينة إيفانو فرانكيفسك في غرب البلاد اليوم إنه يتوقع استئناف الهجمات على الطاقة.
وأضاف زيلينسكي لكبار المسؤولين الحكوميين والأمنيين والإقليميين "من الواضح أن هذا الخريف وفي الشتاء سيحاول العدو تكرار الإرهاب باستهداف صناعة الطاقة الأوكرانية، علينا أن نكون مستعدين لذلك على أي حال"، متابعاً "على المستوى الحكومي والأمني سنفعل كل ما هو ممكن".
وأوضح زيلينسكي أن الحكومة ومسؤولي الأمن والعاملين بالطاقة يعملون على حماية نظام الطاقة من الأضرار المادية أو التخريب أو الهجمات الإلكترونية، وقال إن كل مدينة وبلدة في أوكرانيا يجب أن تكون مستعدة للتعامل مع حالات الطوارئ في قطاع الطاقة.
وساعدت الإصلاحات السريعة، التي تعتمد غالباً على معدات الطاقة الاحتياطية التي يرسلها شركاء كييف الغربيون، أوكرانيا على تجاوز الشتاء الماضي.
وعبر وزير الطاقة جيرمان جالوشينكو عن ثقته هذا الأسبوع في أن أوكرانيا يمكن أن توفر احتياجاتها خلال الأشهر الباردة.
استعدادات روسية
وفي السياق قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، إن البحرية الروسية ستستقبل 30 سفينة جديدة هذا العام، وذلك خلال مراسم في سان بطرسبورغ بمناسبة يوم البحرية الروسي السنوي بعد مشاهدة عرض لسفن حربية على نهر نيفا.
وأعلنت موسكو أن محاولة الهجوم الأوكراني على شبه جزيرة القرم، استخدمت كييف فيها 25 مسيرة خلال الليل، قبل أن تحبطه روسيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "دمرت الدفاعات الجوية 16 مسيرة أوكرانية"، موضحاً أنه "تم تحييد تسع مسيرات أوكرانية أخرى بوسائل الحرب الإلكترونية وتحطمت في البحر الأسود"، دون تسجيل أي إصابات.
ومنذ أوائل يونيو الماضي تؤكد أوكرانيا التي تشن هجوماً مضاداً لاستعادة الأراضي التي احتلتها موسكو عزمها على استعادة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.
في المقابل، أعلنت السلطات الروسية في وقت سابق اليوم عن هجوم ليلي نفذته طائرات من دون طيار أوكرانية على موسكو، مؤكدة أنها أحبطته من دون التسبب في أي إصابات، وأغلق مطار العاصمة الدولي لفترة وجيزة.
كان مطار فنوكوفو الدولي في موسكو أغلق بشكل وجيز أمام حركة الطيران في وقت مبكر اليوم قبل أن تستأنف الرحلات الجوية لاحقاً، بحسب ما ذكرت "وكالة تاس" الروسية للأنباء.
اتفاق القمح
وعلى جانب آخر دعا البابا فرنسيس الأحد السلطات الروسية للعودة إلى الاتفاق الذي يتيح تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود على رغم النزاع، مشيراً إلى ملايين الأشخاص الذين يعانون الجوع.
وأضاف البابا فرنسيس "أوجه نداء إلى إخوتي، سلطات روسيا الاتحادية، العودة إلى اتفاق البحر الأسود ونقل القمح بأمان".
وفي رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهذا "النداء المهم" قائلاً "رد فعل القادة الدينيين في جميع أنحاء العالم على الرعب الذي تزرعه الصواريخ الروسية وتدمير المنتجات الزراعية الأوكرانية مهم للغاية لحماية العالم بأسره"، مضيفا أن أوكرانيا "ستظل الضامن للأمن الغذائي العالمي".
وعلقت روسيا قبل أسبوعين هذا الاتفاق ما تسبب بارتفاع أسعار الحبوب الأمر الذي يؤثر بشكل خاص في البلدان الأكثر فقراً.