تتخوف الجزائر من خسارة زبائنها الأوروبيين في مجال الغاز الطبيعي، بعد تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط، بخاصة في ظل الحرب الباردة مع فرنسا نتيجة ما يحدث في الجزائر منذ 22 فبراير، وما تبع ذلك من ضربات تحت الحزام بين الجزائر وباريس.
وهي المعركة التي قد تدفع فرنسا إلى التحرك أوروبياً بإقناع زبائن الجزائر بالانتقال إلى منتدى غاز شرق المتوسط.
تخوف جزائري
فتح تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط من طرف كل من مصر واليونان وقبرص وإيطاليا وفلسطين وإسرائيل والأردن، أبواب تخوف جزائري من مستقبل اقتصادي غامض، على اعتبار أن المحروقات من بترول وغاز، هي العمود الفقري لاقتصاد البلاد، إذ يراهن المنتدى الغازي على السوق الأوروبية التي تُعتبر الأكبر، وهي السوق الأهم بالنسبة إلى غاز الجزائر، حيث تستحوذ إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، على الجزء الأكبر من الغاز المصدّر.
تراجع في إمدادات الجزائر
كشف تراجع الجزائر إلى المرتبة الثالثة في إمدادات الغاز المسال إلى أوروبا، إحدى أبرز أسواق الطاقة في العالم، بعدما كانت في المرتبة الثانية، عن مؤشرات سلبية لمستقبل الغاز الجزائري.
وتشير بيانات أوروبية إلى أن روسيا باتت تحتل المرتبة الثانية في 2019، وقد كانت في المرتبة الرابعة عام 2018 بنحو 4.43 مليون طن، بينما قطر في المرتبة الأولى بـ 16.42 مليون طن، ومن ثم الجزائر 9.29 مليون طن، فنيجيريا 9.07 مليون طن.
أظهرت وثيقة رسمية لشركة الطاقة الإيطالية العملاقة "إيني"، تراجعاً مخيفاً لصادرات الغاز الجزائرية خلال النصف الأول من السنة الحالية، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2018، مقابل استثمار الشركة الإيطالية لنحو 372 مليون يورو في مشاريع بالجزائر خلال النصف الأول من 2019.
وأشارت إلى أن واردات الشركة من الغاز الجزائري، بلغت 3.73 مليار متر مكعب فقط بنهاية يونيو (حزيران) الماضي، بتراجع قدره 2.75 مليار متر مكعب مقارنة بالفترة ذاتها من 2018، حين بلغت الكميات المستوردة من الجزائر 6.48 في المئة، وكان هذا التراجع الأكبر من نوعه بين جميع الدول المصدرة للغاز لصالح شركة "إيني".
تجديد عقود وخسارة سوق مصر
وتأتي هذه النتائج بعد نحو شهرين من تجديد عقود تصدير الغاز الجزائري لصالح شركة "إيني" الإيطالية لمدة 10 سنوات إضافية، بكميات سنوية تقدر ما بين 9 إلى 10 مليارات متر مكعب، إلى جانب تجديد عقود شركة "غالب" البرتغالية و"إينال" الإيطالية.
وتُعتبر مصر أول سوق ستخسرها الجزائر بعدما أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شانتي أن الغاز سيصل مصر خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مقابل سماح الحكومة المصرية للقطاع الخاص أيضاً باستيراد الغاز من إسرائيل، وقد كانت الجزائر تزوّد مصر بكميات كبيرة من الغاز.
تصدير الغاز الجزائري نحو آسيا وأفريقيا
يوضح الخبير الاقتصادي جمال لوناس، في حديث لـ"اندبندنت عربية"، أن سوق الغاز باتت إحدى ساحات الصراع الأميركي الروسي، وأن سيطرة روسيا على سوق الغاز، أيقظ الولايات المتحدة التي سارعت إلى ضم الغاز إلى أجندة حوارها الاستراتيجي مع الدول العربية.
ويضيف أن واشنطن كان لها دور مؤثر في المنتدى الذي عُقد بالقاهرة، بعدما أظهرت سعيها إلى توظيف المصالح الاقتصادية في قطاع الطاقة في علاقاتها بدول شرق المتوسط.
وبحسب لوناس، فإن قدرات الجزائر تسمح بتصدير الغاز الطبيعي المميّع نحو آسيا وأفريقيا، لافتاً إلى أنه يجب التفكير في اقتحام السوق الآسيوية وتعزيز الوجود في السوق الأفريقية، نظراً إلى ارتفاع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنسبة 5 في المائة عام 2018.