Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن
0 seconds of 1 minute, 46 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:46
01:46
 

أشجار الفستق الحلبي تخرج من الحرب بآفة الـ"كابندوس"

حشرة فتاكة تصيب الجذوع وبحوث علمية توصلت لغراس مقاومة

ملخص

يحاول المزارعون في حقول الذهب الأحمر نفض غبار الحرب عنه خلال العامين الماضيين، بعد نزوح الفلاحين وأصحاب الأراضي الزراعية من مصادر رزقهم.

يحفر المزارع، أبو أنس عميقاً داخل جذع شجرة الفستق الحلبي في مزرعته الواقعة ببلدة مورك، بريف حماة وسط البلاد، فهو لا يعدم الوسيلة حتى ولو بفأسه الصغير بحثاً عن عدو لدود لشجيراته الخضراء المزدانة بعناقيد فستق حلبي حمراء اللون.

إنها حشرة تحفر بعمق في جذع أشجار الفستق، فأتت على نسبة كبيرة منها منذ فترة طويلة، فيعتصر قلبه الألم حين يشاهد إحداها وقد تحول إلى خشب يابس، ليس عليه سوى اقتلاعها وحرقها بعيداً من حقله حتى لا تصيب بقية الأشجار الخضراء.

الكابندوس حشرة ليست كأي نوع من الحشرات التي تتطاير منتقلة بين الأوراق وأفرع الأشجار الوارفة، هي آفة زراعية شديدة الخطورة تصيب أشجار الفستق الحلبي وتنهكها، وفي حال وصولها إلى الجذع تفتك بها بعد أن تحفر فيها عميقاً وتمتد إقامتها طويلاً حتى تحيل الشجرة إلى مصيرها المحتوم وهو الموت.

الآفة الفتاكة

لعل الإصابات المتلاحقة لأشجار الفستق الحلبي تعد خسارة كبيرة، ولا تهدأ مخاوف مزارعو الفستق الحلبي من الكابندوس، ويحاولون عبثاً محاصرتها قبل أن "تقع الفأس بالرأس" على حد تعبير المثل الشعبي الذي استخدمه مزارع الفستق الحلبي، أبو أنس، أثناء حديثه عن ضرورة مكافحة الآفة، بعد أن أزهقت ما نسبته خمسة في المئة من أشجار حقله في مدينة مورك، أشهر المدن السورية المعروفة بأشجار الفستق الحلبي.

يعزو أبو أنس استفحال هذه الحشرة إلى طول أمد هجرة الأرض الزراعية نتيجة الحرب، يقول، "صعوبات كثيرة تواجهنا كمزارعين للفستق الحلبي أثرت في تراجع إنتاج بعض المزارع، منها أني لم أكن في أرضي خلال الأعوام الماضية بسبب الصراع المسلح، وحين عودتي حاولت جاهداً العمل والاهتمام بالشجيرات ولعلني نجحت في ذلك، والشكر لله قد أثمرت بشكل جيد، لكن خسرت عدداً من الأشجار المصابة بالحشرة الفتاكة".

تعد حشرة الكابندوس من الحشرات صعبة الاكتشاف، لقدرتها على الاختفاء داخل الشجرة، وتتغذى على أعناق الأوراق والأفرع الصغيرة اللينة، بينما اليرقات تتموضع عبر أنفاق تحفرها الحشرة في فروع الشجرة، ويسير النفق أسفل الشجرة حتى الجذر، بالتالي تشكل خطراً على حياة الشجيرات التي تصيبها، ويكون مصيرها الموت الحتمي.

اقرأ المزيد

ولـلكابندوس فترات ظهور تمتد من أبريل (نيسان) حتى أغسطس (آب) بينما تقضي بياتها الشتوي على شكل حشرات بالغة في النباتات الكثيفة، أو تحت الأوراق الساقطة، وتضع البيض بمعدل 30 بيضة في قاعدة الساق أو في التشققات الموجودة في فروع الشجرة، وحين يفقس البيض خلال شهرين تخرج اليرقات وتباشر بعدها الحفر في مناطق الإصابة إلى داخل شجرة الفستق.

إزاء ذلك يرى المهندس الزراعي أسامة العاصي أن على المزارعين عدم التهاون حين يشاهدون الحشرة ومكافحتها عبر رش الأشجار وقت ظهورها بمبيدات خاصة، إضافة إلى تقليم الأغصان الميتة أو المصابة وحرقها، وعند التقليم لا بد من طلاء أماكن القطع بمادة خاصة لمنع وصول بيوض الحشرة إليها مرة أخرى.

ويشير العاصي إلى ضرورة تسميد الأراضي، وري الأشجار بالمياه الكافية، وعدم تعطيش أشجار الفستق، والحرص على عدم انتقال الحشرة من الأشجار المصابة إلى السليمة، منوهاً بأن "هذه الحشرة لونها أسود وعليها بقع فاتحة اللون، بطول قرابة ثلاثة سنتيمترات، ذات حلقة صدرية، ويوجد عليها خمس بقع سوداء كبيرة، مع بقع صفراء اللون".

ويجزم المهندس الزراعي بكون هذه الآفة من أكثر الآفات فتكاً بشجر الفستق، التي تعد اليوم بمثابة ثروة زراعية مهمة يجب الاهتمام بها ورعايتها، علاوة على فوائد الفستق الحلبي ذي القيمة الغذائية العالية الغنية بنسب عالية من الزيوت ومتوسطة من البروتين، إضافة للأملاح المعدنية ومنها الكالسيوم والحديد، كما يمنح الجسم الطاقة وينشط الدورة الدموية.

غراس وأصناف جديدة

في غضون ذلك تسعى هيئة البحوث العلمية الزراعية عبر مديرية الإنتاج النباتي إلى العمل على تأمين غراس من صنف مقاوم للجفاف ويحتمل ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك مقاوم للآفات ومنها الكابندوس، يسمى البطم الأطلسي، والتجربة باتت واقعاً عبر إنتاجها في مشتل زراعي ومن المتوقع أن يتسلمها المزارعون الموسم المقبل.

وتصدرت محافظة حلب، شمال سوريا، المرتبة الأولى في إنتاج المحصول، وفق تصريحات صحافية لمدير مكتب الفستق الحلبي، المهندس جهاد المحمد، إذ بلغ الإنتاج نحو 46 ألفاً و223 طناً، في حين تشير التوقعات إلى وصول مجموع أعداد الأشجار في سوريا ما يناهز 9.5 مليون شجرة بينما الأشجار المثمرة تقارب ثمانية ملايين شجرة.

يحاول المزارعون في حقول الذهب الأحمر كما يشاع تسمية الفستق الحلبي، نفض غبار الحرب عنه خلال العامين الماضيين، بعد نزوح الفلاحين وأصحاب الأراضي الزراعية من مصادر رزقهم، مع توقعات إنتاج مضاعف في المواسم اللاحقة بعد استقرار الحقول والبساتين التي تزرع المحصول، وعلى الأرجح ستشهد اعتناء متزايداً لإعادة إنتاجية الأرض من جديد كسابق عهدها قبل الحرب.

المزيد من تقارير