Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع في نسبة الدرجات العالية بامتحانات الثانوية العامة في بريطانيا

الحكومة تتخذ إجراءات لإعادة درجات الطلاب في إنجلترا إلى مستويات ما قبل الجائحة

منح أكثر من خمس الطلاب المشاركين في امتحانات الثانوية العامة في المملكة المتحدة أعلى الدرجات (رويترز)

ملخص

تراجع عدد الطلاب في المملكة المتحدة الذين حصلوا على درجات عالية في امتحانات الشهادة العامة للتعليم الثانوي مقارنة بالعام الماضي لكنه ما زال أعلى من عام 2019

تراجع عدد الطلاب في المملكة المتحدة الذين حصلوا على درجات عالية في امتحانات الشهادة العامة للتعليم الثانوي "جي سي أس إي" GCSE عما كان عليه في العام الماضي، لكنه ما زال أعلى من عام 2019، مع عودة الدرجات إلى مستويات ما قبل فترة جائحة "كوفيد".

وتشير الأرقام إلى أن 22 في المئة من الطلاب حازوا درجات عالية، 7 درجات أو ما يعادل "A" أو أعلى، بانخفاض عن نسبة 26.3 في المئة في عام 2022، لكن بارتفاع عن نسبة 20.8 في المئة في عام 2019.

يأتي ذلك في ظل تزايد المخاوف في شأن التفاوت بين الشمال والجنوب، بحيث سلطت تفاصيل النتائج الضوء على تباين إقليمي كبير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعد هذا جزءاً من استراتيجية تهدف إلى إعادة الدرجات في إنجلترا إلى مستويات ما قبل الجائحة هذه السنة، بحيث حذرت سابقاً الجهة المنظمة للامتحانات المدارس ومديريها، أن يتوقعوا انخفاض في المستويات الأعلى لدرجات لشهادة الثانوية العامة.

وكانت جائحة "كوفيد-19" قد أدت إلى ارتفاع الدرجات في عامي 2020 و2021، حين اعتمدت النتائج على تقييمات المعلمين بدلاً من الامتحانات.

وحقق تلامذة الشهادة التعليمية "جي سي أس إي" في المملكة المتحدة العام الماضي، معدل نجاح بلغ 73.2 في المئة، مقارنة بـ67.3 في المئة عام 2019.

وفي سياق الجهود المبذولة لإعادة الدرجات إلى مستويات مماثلة لتلك التي كانت سائدة في عام 2019، انخفض عدد الطلاب في إنجلترا الذين حصلوا على درجة 4 أو أعلى في اللغة الإنجليزية والرياضيات في امتحانات "جي سي أس إي" [تكون الدرجات عادة من 1 إلى 9، وتعد درجة 9 الأعلى و1 هي الأدنى]، الأمر الذي قد يؤثر في تصنيفهم لجهة ما إذا كانوا سينتقلون إلى النموذج السادس Sixth form [آخر سنتين دراسيتين في المدرسة] أو إلى كلية أو إلى التدريب المهني.

وفي إنجلترا، يتعين على كثير من الطلاب الذين لم يجتازوا شهادة "جي سي أس إي" في اللغة الإنجليزية أو الرياضيات إعادة إجراء الاختبارات حتى يستوفوا الشروط التي يتاح لهم بموجبها مغادرة المدرسة.

يشار إلى أن ويلز وإيرلندا الشمالية تستخدمان الدرجات التقليدية التي تبدأ من "[حرف] آي إلى [حرف] جي" A -G [تصنيف يعتمد أول سبعة أحرف من الأبجدية الإنكليزية]، فيما استبدلت إنجلترا بذلك نظام الدرجات من 1 إلى 9، بحيث تكون 9 هي الأعلى. ويعد الرقم 4 معادلاً لـC سابقاً أو مستوى نجاح عادي، و7 معادلاً لـA سابقاً.

ووفقاً لأرقام مكتب "أوفكوال"Office of Qualifications and Examinations Regulation (Ofqual) [المسؤول عن تنظيم الاختبارات والامتحانات الرسمية والتقييمات في إنجلترا] فإن عدد الطلاب الذين يبلغون من العمر 16 سنة في إنجلترا والذين حصلوا على تقييم 9 - وهو أعلى درجة في نظام الدرجات العددية - في جميع المواد الدراسية، قد تراجع إلى النصف تقريباً عن العام الماضي.

وقد حصل نحو 1150 طالباً بعمر 16 سنة في إنجلترا - في سبع مواد "جي سي أس إي" في الأقل - على درجة 9 في جميعها، مقارنة بـ2193 في العام الماضي، و837 في عام 2019.

وشهدت المواد الرئيسة كالرياضيات واللغة الإنجليزية، تراجعاً في أعلى الدرجات، بحيث حاز 17.5 في المئة على 7 ما يعادل A، أو أعلى في الرياضيات، مقارنة بـ20.1 في المئة في عام 2022.

وفي اللغة الإنجليزية، شهدت نسبة الطلاب المتفوقين انخفاضاً من 20.4 في المئة إلى 16.3 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

وفي الأسبوع الماضي، تراجعت نسبة طلاب "المستوى أ" A-Level المشاركين في الامتحانات الذين حصلوا على أعلى الدرجات - مع انخفاض بنحو 73 ألفاً مقارنة بالعام الماضي - لكنها ظلت في المقابل أعلى من مستويات ما قبل الجائحة.

وواصلت الفتيات تفوقهن على الفتيان في الحصول على أعلى الدرجات في شهادة "جي سي أس إي"، بحيث حصلت نسبة 24.9 في المئة من المشاركات في الامتحانات على درجة 7 المعادلة لـA أو أعلى، مقارنة بـ19.1 في المئة للذكور - وبفارق 5.8 نقطة مئوية.

لكن الفجوة ضاقت مع تراجع التفاوت منذ العام الماضي عندما تفوقت الفتيات على الذكور بنسبة 7.4 نقطة مئوية (30.0 في المئة فتيات، 22.6 في المئة فتيان)، وكذلك مقارنة بعام 2019 عندما تفوقت الفتيات على الفتيان بنسبة 6.5 نقطة مئوية.

ويعد هذا أقل هامش حققته الفتيات بمستوى 7 درجات المعادلة لـA منذ عام 2009.

وكشفت نتائج شهادة "جي سي أس إي" في إنجلترا العام الماضي، عن أكبر تفاوت في النتائج على مدى عقد من الزمن بين الطلاب المحرومين اقتصادياً ونظرائهم الأوفر حظاً، بحيث لاحظت نقابات المعلمين ومديرو المدارس تزايداً في القلق في أعقاب جائحة "كوفيد-19" والتحديات التي فرضتها أزمة غلاء كلفة المعيشة.

وقال جيف بارتون، الأمين العام لاتحاد "رابطة قادة المدارس والكليات"Association for School and College Leaders (ASCL) إن "مقدار هائل من الجهود الشاقة بذلت على هذه المؤهلات، وسط ظروف صعبة في كثير من الأحيان. ويستحق الشباب الذين يحصلون على نتائجهم اليوم تقديراً كبيراً لما حققوه".

وأضاف بارتون "ننصح بعدم إجراء مقارنات مباشرة بين درجات هذه السنة، وتلك التي سجلت في عام 2019، نتيجة التأثيرات غير المتناسبة للجائحة والتحديات اللاحقة المتعلقة بأزمة غلاء المعيشة على الشباب المحرومين. ومن المحتمل أن تنعكس هذه العوامل سلباً على نتائج عدد من هؤلاء الشباب، مما قد يؤثر أيضاً على أداء المدارس التي تخدم المجتمعات المحرومة".

ورأى أن "الحكومة أخفقت في إدراك خطورة هذه القضية، ولم تخصص موارد كافية لتعافي القطاع التعليمي من الجائحة، الأمر الذي دفع بمفوض التعافي التابع لها إلى الاستقالة احتجاجاً على الوضع، إضافة إلى ذلك، فشلت في معالجة القضية الملحة المتعلقة بتزايد فقر الأطفال في المملكة المتحدة. ونحن قلقون من أن يتسبب ذلك في اتساع فجوة التحصيل الدراسي بين الطلاب الأغنياء والفقراء".

وزير الدولة البريطاني لشؤون المدارس نيك جيب اعتبر أن الاختلافات في درجات "جي سي أس إي" في جميع أنحاء المملكة المتحدة، ينبغي ألا تؤثر في الطلاب أو تضعهم في ظروف غير مواتية.

ولدى سؤاله عن احتمال أن يتعرض بعض الطلاب للحرمان بسبب عامل عدم الاتساق في الدرجات في جميع الأمم الأربع في المملكة المتحدة، قال لمحطة "جي بي نيوز"، "لا لن يواجهوا ذلك، لأن في المرحلة التالية من تعليمهم، سواء كان ذلك في النموذج السادس أو غيره، فإن ذلك سيؤخذ في الاعتبار. والمؤسسات التعليمية هي على دراية بالمناهج المختلفة في وضع الدرجات.

وأضاف جيب "لاحظنا ذلك في الأسبوع الماضي مع نتائج شهادة ’المستوى أ’. فالجامعات تضع في اعتبارها أساليب التأهيل المتمايزة عبر أجزاء مختلفة من المملكة المتحدة. والأمر نفسه ينطبق على شهادات ’جي سي أس إي’. وسينتقل معظم الشباب إلى مؤسسات محلية تكون قريبة منهم".

بيل واتكين الرئيس التنفيذي لـ"اتحاد كليات المستوى التعليمي السادس"Sixth Form Colleges Association (SFCA) رأى أن هناك "إمكانية" أن تقوم بعض الكليات ومدارس التي تضم النموذج التعليمي السادس بتعديل متطلبات القبول الخاصة بها للحصول على درجات "جي سي أس إي"، ومن المحتمل أن تكون أكثر تساهلاً مقارنة بالعام السابق.

وقال "أعتقد أنه يمكن تعديل شروط القبول بالمقارنة مع العامين الماضيين لاستيعاب الطلاب الذين حصلوا على درجات أقل مما كانوا سيحصلون عليه في العامين الأخيرين". وأضاف "لكن ما لا يريد أحد أن يفعله هو بعث آمال زائفة بالقول ’بما أنك حصلت على درجة 3 و4’ في امتحانات ’جي سي أس إي’، فأنا متأكد من أنها كانت في العام الماضي ما بين 4 و5، لذا دعنا نسجلك في دورة تدريبية لشهادة ’المستوى أ’. فخلاصة القول هي أنه من خلال اتباع مثل هذا النهج، هناك خطر بتحميل الشباب أعباء تفوق طاقتهم، والتسبب بتعاستهم".

من جهتها، قالت وزيرة التعليم البريطانية جيليان كيغان إن "هذا الفوج [من الطلاب] أظهر قدراً ملحوظاً على الاحتمال في الأعوام الأخيرة، ويحق له أن يفتخر بالجهود التي بذلتها للوصول إلى هذا الإنجاز المهم". ورأت أن "الدرجات ستعود إلى مستواها المعتاد، مما يعني أن التلميذ الذي كان سينال درجة 4 قبل الجائحة، من المرجح أن يحقق ذلك هذه السنة".

وأضافت كيغان "تتوافر للطلاب الآن مجموعة واسعة من الخيارات المتاحة لهم، بما في ذلك ’مستويات تي’ T-levels رفيعة المستوى [دورات مهنية مدتها سنتان يمكن الانتقال إليها بعد نيل الشهادة الثانوية العامة] التي تتضمن مواد مختلفة منها القانون والزراعة، وذلك بدءاً من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل". وأكدت أنه "لديهم أيضاً فرصة لمتابعة الدراسة للحصول على شهادات ’المستوى أ’، أو كسب المال والتعلم في مجموعة واسعة من برامج التدريب المهني المختلفة، بدءاً من الصحافة وصولاً إلى المحاسبة".

وختمت وزيرة التعليم البريطانية بالقول "أياً كان المسار الذي يقرر الطلاب اتباعه، يمكنهم التأكد من أنه سيمهد الطريق لمهنة مزدهرة وناجحة. أتقدم بأطيب التمنيات للجميع في انتقالهم إلى المرحلة التالية من رحلتهم".

© The Independent

المزيد من الأخبار