ملخص
استقال آلاف من الضباط ذوي الخبرة من الخدمة، مما جعل السجون عرضة لزيادة العنف والسيطرة من العصابات: مخاوف من احتمال إدارة العصابات للسجون مع استقالة آلاف الحراس
الكشف عن أزمة نقص العاملين في سجون المملكة المتحدة حيث تظهر الأرقام الجديدة أن آلافاً من الضباط الأكثر خبرة تركوا الخدمة، مما جعل السجون عرضة لزيادة العنف وعدم الاستقرار وسيطرة العصابات.
يظهر التحليل الذي أجرته "اندبندنت" أن حوالى 60 في المئة من الضباط في سجون المملكة المتحدة كان لديهم أكثر من 10 سنوات من الخبرة بحلول عام 2017، لكن هذا الرقم انخفض إلى حوالى 30 في المئة بحلول يونيو (حزيران) من هذا العام.
إذ استقال أكثر من 1000 من ضباط السجون الأكثر خبرة في العام الماضي وحده.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت نسبة الضباط الذين لديهم أقل من ثلاث سنوات من الخبرة من 27 في المئة عام 2017 إلى أكثر من 36 في المئة.
وحذر الخبراء من أن الموظفين عديمي الخبرة أقل قدرة على التعامل مع المجرمين والجريمة المنظمة في أجنحة السجون بينما يتركون من دون دعم أو توجيه. وقال حزب العمال إن حجم الموظفين ذوي الخبرة الذين يغادرون الخدمة كان "مقلقاً بصراحة".
وكشف عن الأرقام مع بدء التحقيق في كيفية تمكن المشتبه به في الإرهاب دانيال خليفة من الفرار من سجن إتش إم بي واندسوورث HMP Wandsworth، إذ قال تشارلي تايلور، كبير مفتشي السجون، إن أكبر مشكلة تواجه هذا السجن هي نقص الموظفين ذوي الخبرة.
كما أخبر السيد تايلور صحيفة "اندبندنت" أن المحافظين وضباط السجون والسجناء قلقون في شأن "الموظفين عديمي الخبرة للغاية الذين يجهلون أسرار إدارة السجون".
لا بأس إذا كان لديك واحد أو اثنين لأنه يمكنك إرشادهم أو الاعتناء بهم. أضاف تايلور "لكننا غالباً ما نصادف حالات يوجه فيها الموظفون عديمو الخبرة من أولئك الذين بالكاد أخبر منهم بقليل".
وقال إن العنف المتزايد في السجون خلق "حلقة مفرغة" إذ أراد الموظفون المغادرة، وترك السجن تحت إشراف أقل، وتسبب في زيادة العنف.
وقال ستيفن جيلان، الأمين العام لرابطة ضباط السجون، إن الموظفين الشبان "يتركون لتقديرهم الخاص" من دون توجيه كاف، مما يجعلهم عرضة للتلاعب من العصابات المنظمة.
"هؤلاء الموظفون الشبان... 18، 19، بدأوا للتو، إنهم لا يتلقون التوجيه نفسه الذي تلقيته، لقد أهملوا."
"لديك سجناء يتلاعبون بذلك [قلة الخبرة] ويدركون ضعف ثقة الموظفين ويتنمرون عليهم ويخيفونهم في طريقة تفكيرهم، وهو أمر خاطئ تماماً".
وقال أندرو نيلسون، مدير الحملات في رابطة هوارد الخيرية للإصلاح الجنائي، إن فقدان "كثير من الموظفين ذوي الخبرة" كان أحد العوامل الرئيسة التي أشعلت "الأزمة" في السجون.
وقال إن الوضع "خلق حالاً من عدم الاستقرار على كل مستوى من مستويات النظام"، مع "حال إنهاك في صفوف القيادة العليا التي في حال تغير مستمر بينما يجري تعيين الموظفين الجدد الذين لم يتلقوا سوى قليل من التدريب ".
ووصف السير بوب نيل، عضو البرلمان عن حزب المحافظين ورئيس لجنة العدل في مجلس العموم، الاحتفاظ بالضباط ذوي الخبرة بأنه "مشكلة".
وقال: "لديك ضباط عديمي الخبرة في الجناح وعندما تظهر المشكلات، غالباً ما تكون الأيدي الخبيرة هي الأفضل في تهدئة الأمور.
"لديهم الخبرة، لقد رأوا أشياء من قبل، ويمكنهم أيضاً أن يكونوا أفضل في بناء العلاقات [مع السجناء]".
كان هناك أكثر من 11100 ضابط سجن خدموا لمدة 10 سنوات أو أكثر في الخدمة في عام 2017. انخفض هذا الرقم الآن إلى 6681 فقط في أحدث الإحصاءات من يونيو (حزيران) من هذا العام.
وتظهر أحدث إحصاءات وزارة العدل الصادرة في يونيو أن ضباط السجون الذين يتمتعون بخبرة 10 سنوات أو أكثر يشكلون 29.8 في المئة فقط من الموظفين، مقارنة بنسبة 59.4 في المئة في عام 2017. هناك حوالى 22400 من ضباط السجون في الخدمة حالياً.
كما أن عدد الموظفين الذين لديهم أقل من ثلاث سنوات من الخبرة آخذ في الازدياد – 36.3 في المئة من الضباط لديهم أقل من ثلاث سنوات من الخدمة في عام 2023، مقارنة بنسبة 27.2 في المئة في يونيو 2017.
أشارت دراسة استقصائية أجرتها اللجنة هذا الصيف إلى أن نقص الخبرة سيزداد سوءاً.
وقال نصف ضباط السجن إنهم لا يشعرون بالأمان في العمل، ويخطط أكثر من 40 في المئة منهم لترك الخدمة في السنوات الخمس المقبلة. ويقارن ذلك بحوالى 30 في المئة من موظفي الدعم التشغيلي.
وأضاف السيد تايلور أنه حيث اعتاد الموظفون الانضمام إلى الخدمة في منتصف العشرينات من العمر بعد العمل في مكان آخر – كما الحال في القوات المسلحة – لم يغادر بعض الموظفين الجدد المدرسة إلا أخيراً.
وأصدر إخطاراً عاجلاً إلى إتش إم بي وودهيل في ميلتون كينز في نهاية أغسطس (آب) بعد أن وجد أن السجن لديه أعلى معدل من الاعتداءات الخطرة ضد الموظفين في البلاد. وخلص الإشعار إلى أن "عديداً من الموظفين عديمي الخبرة نسبياً يفتقرون إلى الثقة ولم يتلقوا الدعم الكافي لتحدي السلوك السيئ".
وقال السيد تايور: "إذا كان السجن مكاناً عنيفاً وخطراً، فسيكون معدل تسرب [الموظفين] أعلى، ولكن بعد ذلك يغذي حلقة مفرغة لأن توفير الخدمات والمرافق يصبح أقل جودة ويتم حبس السجناء أكثر".
وجد تقرير صدر عام 2021 عن سجن واندسوورث أن "نقص الموظفين كان يمنع السجن من إدارة نظام لائق ويمكن التنبؤ به".
"كان أكثر من 30 في المئة من ضباط السجون إما غائبين أو غير قادرين على أداء واجباتهم بالكامل. كان لحوالى ربعهم أقل من عام في المنصب وأكثر من 10 في المئة استقالوا في الأشهر الـ12 الماضية ".
وقال مارك سيروتكا، رئيس نقابة الموظفين العامة، إن سجن واندسوورث كان من بين أولئك الذين فقدوا "سنوات من خبرة الموظفين".
وقال لموقع "اندبندنت": "هذا أحد أعراض القرارات المتعلقة بالتقشف عام 2010 التي ترى الآن بالفعل".
وقالت شبانة محمود، وزيرة العدل في حزب العمال: "لقد أدت 13 عاماً من سوء إدارة المحافظين إلى نقص في الموظفين وأعباء عمل لا يمكن السيطرة عليها في دائرة السجون والمراقبة. الروح المعنوية بين الموظفين في الحضيض، ومعدل فقدان الموظفين ذوي الخبرة ينذر بالخطر بصراحة".
وقال متحدث باسم مصلحة السجون: "نحن نفعل أكثر من أي وقت مضى لجذب أفضل الموظفين والاحتفاظ بهم، بما في ذلك بدء رواتب الضباط التي ارتفعت من 22 ألف جنيه استرليني إلى 30 ألف جنيه استرليني منذ عام 2019. كما يجهز ضباطنا المجتهدون بالأدوات التي يحتاجون إليها مثل رذاذ بافا والكاميرات المحمولة على أجسامهم، وتمنع ماسحات الجسم بالأشعة السينية تهريب البضائع المهربة غير المشروعة التي تغذي الفوضى. هذه التدابير فعالة، وإضافة إلى زيادة عدد الضباط بمقدار 4 آلاف ضابط منذ عام 2017، فإن معدلات الاحتفاظ بموظفي السجون آخذة في التحسن الآن.
© The Independent