Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معارك وقصف بالخرطوم واقتتال قبلي جنوب دارفور

تواصلت الاشتباكات داخل مدن العاصمة السودانية وتصاعدت سحب الدخان من حول مقر القيادة العامة للجيش

الجيش قصف بالمدفعية الموجهة تجمعات "الدعم السريع" جنوب وشرق الخرطوم (أ ف ب)

ملخص

معارك مستعرة بالخرطوم ونيالا وتفشي حمى الضنك بالقضارف والجزيرة

تجددت المعارك العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في كل من العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة نيالا جنوب دارفور، حيث اندلعت اشتباكات ومعارك عنيفة بين قوات الدعم السريع والفرقة 16 مشاة التابعة للجيش بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، مما فاقم من المعاناة والأوضاع الإنسانية ودفع بها إلى حافة الكارثة في كل من الخرطوم ودارفور، كما سجلت مواجهات في كل من غرب وجنوب كردفان.

مواجهات قلب الخرطوم

وتواصلت الاشتباكات بين الجانبين داخل مدن العاصمة السودانية، وتصاعدت من جديد سحب وأعمدة الدخان من حول مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، وفي محيط القصر الجمهوري (الرئاسي) ومنطقة السوق العربي في قلب الخرطوم. وأكد مصدر عسكري ميداني تبادل القصف المدفعي مع قوات الدعم السريع في مناطق الجرافة وشمال بحري، على أثر تعرض مواقع عسكرية للجيش وبعض الأحياء السكنية في بحري وأم درمان وجنوب الخرطوم، للقصف المدفعي من قوات الدعم السريع، رد عليها الجيش بقصف مكثف بالمدفعية والطيران المسير، مستهدفاً تحركاتها ومواقعها الثابتة في جنوب وشرق الخرطوم وأم درمان القديمة والخرطوم بحري.

قصف وفرار

وأوضح المصدر نفسه أن الجيش قصف بالمدفعية الموجهة من قاعدتي كرري ووادي سيدنا العسكريتين، تجمعات "الدعم السريع" جنوب وشرق العاصمة وفي مزارع منطقة الحلفايا وشمبات بالخرطوم بحري.

في الأثناء تواصلت عمليات فرار السكان من مناطق المواجهات والقصف في وسط أم درمان وأم بدة وأحياء المربعات بأبي سعد، إلى آمنة باتجاه حارات وأحياء الثورة، وبخاصة محلية كرري التي باتت الأكثر أماناً واستضافة للفارين، في وقت يزداد فيه الوضع الإنساني تأزماً ومعه الأخطار على السكان العالقين وسط القتال داخل العاصمة السودانية، نتيجة الشح المتصاعد في السلع الغذائية الأساسية والارتفاع الجنوني المتصاعد في أسعارها، فضلاً عن الانعدام اللافت لخدمات الكهرباء والمياه في معظم أحياء أم درمان وبحري وجنوب الخرطوم.

اشتباكات وعنف قبلي

بالموازاة مع معارك الخرطوم اندلعت اشتباكات ومعارك عنيفة بين قوات الفرقة 16 مشاة التابعة للجيش بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، بحسب مصادر ولائية، وجددت قوات الدعم السريع هجومها بالمدفعية والمسيرات على مركز قيادة فرقة الجيش من محاور عدة تصدت له الفرقة بنجاح، كما انفجر مرة أخرى الاقتتال القبلي المسلح بين قبيلتي البني هلبة والسلامات مما تسبب في مقتل ما لا يقل عن 18 شخصاً وإصابة المئات من الجانبين، وتدمير كبير للبنية التحتية، وأبدت هيئة محامي دارفور، في بيان، قلقها الشديد حيال قيام مجموعات مسلحة من قبيلة السلامات يرتدون زي قوات الدعم السريع، بإحراق وتدمير منطقة كبم (جنوب دارفور) وإعلان السيطرة عليها، وناشدت الهيئة عناصر قبيلتي السلامات والبني هلبة الاحتكام إلى صوت العقل، كما طالبت قوات الدعم السريع بالحد من أنشطة عناصرها التي تمارس القتل والخراب والتدمير بالمناطق التي تشهد الصراعات الدامية بمحلية كبم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعيش النازحون من مدينة نيالا بمراكز الإيواء بالفاشر، عاصمة الإقليم، أوضاعاً إنسانية صعبة بسبب تناقص كميات الغذاء وانعدام المياه الصالحة للشرب وتردي الأوضاع الصحية والخدمات الأساسية للنازحين، مع بدء تفشى حمى الملاريا والإسهال المائي وسط الأطفال.

تمدد عبدالواحد

في منطقة جبل مرة بدارفور، قالت حركة جيش تحرير السودان (بقيادة عبدالواحد محمد نور) إنها سيطرت على مناطق عدة منها محلية طويلة شمال دارفور، التي تبعد نحو 60 كيلومتراً إلى الغرب من مدينة الفاشر عاصمة الإقليم والولاية في الوقت نفسه بهدف حماية المتأثرين بالحرب، وأوضح رئيس السلطة المدنية في مناطق سيطرة الحركة مجيب الرحمن محمد الزبير أنه بعد انسحاب قوات الجيش من طويلة "حتم الواجب النضالي على قوات الحركة التي تتمركز في منطقة جبل مرة الوعرة الممتدة في عدد من ولايات إقليم دارفور، انطلاقاً من مبادئها وأهدافها في حماية المدنيين وتوفير سبل الحياة الضرورية لهم، أن وجودها في منطقة طويلة (شمال دارفور) أتى تلبية لتلك الأغراض"، أضاف الزبير أن أهم ما قامت به الحركة جمع الفارين من الحرب التي جرت وإعادتهم إلى طويلة واتخاذ إجراءات أمنية كاملة لتأمين المنطقة وإطلاق نداء للأمم المتحدة ومنظماتها من أجل توفير مستلزمات الحياة الضرورية، إضافة إلى سبل التعليم بخاصة أن هناك أعداداً كبيرة جداً من الأطفال في سن التعليم.

تفشي الحميات

في غضون ذلك، حذر متخصصون من خطورة حمى الضنك التي بدأت تتفشى بصورة مخيفة بالولايات الشرقية بخاصة ولاية القضارف، مع حالات متزايدة لحمى الملاريا، في ظل الانتشار الكثيف للنواقل كالذباب والبعوض. وقال المدير الأسبق للوبائيات القومية بابكر المقبول إن الوضع الراهن ينذر بالخطر لا سيما أن ولاية الجزيرة تستضيف الملايين من سكان ولاية الخرطوم الذين يعتبرون أكثر تعرضاً للخطر إما لضعف المناعة لدى الغالبية منهم لأنهم نزحوا من ولاية تكاد تكون خالية من هذا المرض، علاوة على أنهم يعيشون ظروفاً اجتماعية وصحية واقتصادية في غاية الصعوبة. واعتبر المقبول أن تفشي حمى الضنك والحميات لا يعود إلى تلوث المياه بقدر ما هو ناتج من زيادة تكاثر البعوض الناقل للمرض بسبب الأمطار وضعف أنشطة مكافحة النواقل الحشرية في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها البلاد. وأشار متخصص الوبائيات إلى أن وجود خطة قومية مدعومة بدرجة كبيرة من الشركاء في الصحة العالمية و"اليونيسف" وآخرين سيساعد وزارة الصحة على التحرك لاحتوائه والسيطرة عليه بخاصة أن المشكلة الآن في بداياتها.

حصار مالي

وتضييقاً للخناق عليها، أصدر بنك السودان المركزي توجيهات للمصارف بحجز أرصدة حسابات قوات الدعم السريع وإيقاف كل العمليات المصرفية كالتمويل والتحويلات وغيرها من الخدمات المصرفية التي تقدمها المصارف لها، وشملت توجيهات البنك المركزي تتبع المصارف أرصدة تلك القوات وتوفير كشوفات الحسابات التي توضح عمليات السحب والإيداع منذ الأول من يناير (كانون الثاني) وحتى أغسطس (آب) الماضي.

خطة ما بعد الحرب

واستعداداً للعودة إلى ولاية الخرطوم، بدأت عمليات تدريب قوات الشرطة لتنفيذ خطة ما بعد الحرب، وأوضح الناطق الرسمي للشرطة السودانية العميد فتح الرحمن محمد التوم لوكالة السودان للأنباء أن قوات الشرطة تستعد للعودة إلى ولاية الخرطوم وقطعت شوطاً كبيراً في التدريب. وقال إن "ترتيبات تجرى لانتشار الشرطة بعد نهاية التمرد وتفعيل خدمة بلاغ إلكتروني بالرقم 223 أو عبر موقع تلقي البلاغات الإلكترونية لمساعدة الشرطة في أداء دورها ومهامها بصورة سريعة، في مواجهة الانتهاكات التي ارتكبت في حق المواطنين".

قوافل إنسانية 

وتخفيفاً لوطأة المعاناة بولايات دارفور، أقرت لجنة الطوارئ الإنسانية، في اجتماعها الدوري ببورتسودان، أمس الأحد، تسريع إجراءات عمل المنظمات الداعمة السودان، وبخاصة منظمات الأمم المتحدة من جهة استخراج تأشيرات الدخول وتفريغ الحمولات، مع التشديد على التنسيق لإيصال الحاجات لكل الولايات والأقاليم المتأثرة. وأكد وكيل وزارة التنمية الاجتماعية رئيس اللجنة جمال النيل عبدالله أن القوافل المشار إليها تشمل مواد صحية وإيوائية ومواد غذائية، ستكون تحت حماية كبيرة من القوات الأمنية لضمان وصولها وتوزيعها على المستحقين، إضافة إلى ضمان حماية العربات حتى تصل إلى الولايات المستهدفة.

أولويات الإغاثة

وكان وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق بحث مع وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة مارتن غريفيث زيادة الدعم المقدم للقطاع الصحي، بخاصة بالنسبة إلى المناطق والمدن التي تستضيف أعداداً كبيرة من النازحين، وشدد اللقاء على ضرورة ترتيب أولويات عملية إيصال الإغاثة وإحكام التنسيق بين حكومة السودان والأمم المتحدة في الجهود الرامية إلى تنظيم العمل الإنساني وتوزيع الإغاثة على المناطق المتضررة من الحرب السودانية. وأكد الطرفان، بحسب إعلام وزارة الخارجية، تعاون حكومة السودان في هذا الجانب مع مراعاة الأعراف والقوانين المنظمة للعمل الإنساني.

قلق ودعوة سعودية

وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78 بنيويورك، أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن قلق المملكة من حال التصعيد والاشتباكات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ولفت فرحان إلى مبادرة السعودية في استضافة أطراف الصراع في جدة، منعاً لتفاقم الأزمة ودعماً لجهود خفض التصعيد في السودان، منوهاً بالمساعي والجهود التي ظلت تبذلها المملكة مع الولايات المتحدة من أجل تأمين حماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات إلى المتضررين.

وعدد وزير الخارجية السعودي جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتوجيهاته بإطلاق حملة شعبية لجمع التبرعات للشعب السوداني الشقيق، وتخصيص مساعدات إغاثية وإنسانية بقيمة 100 مليون دولار عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إلى جانب تسيير جسور جوية وبحرية لإيصال المواد الغذائية والصحية والإيوائية وغيرها من الحاجات.

المزيد من متابعات