Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

10 أفلام احتفت بالشيخوخة

أبرزها "هارولد ومود" و"شرنقة" و"توصيل الآنسة ديزي" و"سلة الأماني" و"ريد" و"أرض الرحل" التي أثبتت أن التقدم في السن ليس نهاية القصة بل بداية جديدة لمغامرات مثيرة وحكايات ملهمة

أنتوني هوبكنز في مشهد من فيلم "الأب" (موقع الفيلم)

ملخص

أبرزها "هارولد ومود" و"شرنقة" و"توصيل الآنسة ديزي" و"سلة الأماني" و"ريد" و"أرض الرحل" التي أثبتت أن التقدم في السن ليس نهاية القصة بل بداية جديدة لمغامرات مثيرة وحكايات ملهمة

بصورة عامة، كانت الشيخوخة في السينما منذ نشأتها تصور على أنها مرحلة من الحياة تعني الضعف وقلة الحيلة، حيث يتم تجسيدها بطريقة نمطية على الشاشة وكأن الأبطال المتقدمين في السن هم شخصيات فقدت قوتها وحيوتها وحتى مدة صلاحيتها في بعض الأحيان، بينما ينحصر تركيز القصص على الصعوبات التي تواجه هذه الفئة العمرية كما في فيلم "الأب" The Father حيث جسد أنتوني هوبكينز، بطريقة ممتازة استحق معها فوزه بأوسكار أفضل ممثل، معنى أن يصل المرء إلى أرذل العمر، أو كما في فيلم السيرة الذاتية "آيريس" Iris الصادر سنة 2001 وبرعت فيه جودي دينش في دور الروائية والفيلسوفة الإيرلندية آيريس مردوخ وصراعها مع التقدم في السن ومرض ألزهايمر.

في ما يلي، واحتفاء باليوم العالمي للمسنين الذي يصادف الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، اخترت مجموعة من الأفلام، مرتبة بحسب سنة إصدارها، لم تتعامل مع الضعف، لكنها قدمت أبطالاً متقدمين في العمر أثبتوا أن الشيخوخة يمكن أن تكون مرحلة النضج والقوة، حيث تصدوا للصورة النمطية وواجهوا تحديات الحياة بشجاعة وعزيمة، وسنتعرف على قصصهم الملهمة وكيف أثرت في تغيير تصوراتنا عن الشيخوخة:

1- هارولد ومود Harold and Maude (1971):

في هذا العمل السينمائي الفريد من نوعه للمخرج هال آشبي تتقاطع حياة هارولد (يجسده باد كورتيس)، الشاب الغني الذي يعاني الاكتئاب ويتظاهر برغبته في الانتحار، مع مود (روث غوردن) المرأة السبعينية التي تعيش حياة مستقلة ومليئة بالإثارة. يؤدي اللقاء بين هاتين الشخصيتين غير المألوفتين إلى انطلاق هارولد في رحلة نضج روحي تظهر كيف أن الصداقة والحب الحقيقي لا يعرفان حدود العمر. تقدم غوردون أداء استثنائياً يبرز قدرة البطلة على تحمل الصعوبات وتجاوز العقبات المجتمعية والأخلاقية وقوتها في إصرارها على الحفاظ على علاقة غير نمطية في فيلم أثر في الجمهور إلى حد بعيد وأصبح درساً في قوة الحب والحياة في كل مراحلها.

 2- شرنقة Cocoon (1985)

فيلم الخيال العلمي الدرامي هذا للمخرج رون هاورد يحكي قصة مجموعة من كبار السن يعيشون في منزل رعاية، ويشعرون بالإحباط والتعب من حياتهم المعاصرة لكن الأمور تنقلب رأساً على عقب عندما يكتشف بعضهم حوض سباحة في منزل قريب يحتوي على حجرات على هيئة شرانق من الصخر تعيش فيها مخلوقات فضائية غريبة أتت إلى الأرض قبل 10 آلاف سنة. يتم التركيز على تفاعل هذه المخلوقات مع الأبطال المسنين الثلاثة، يجسدهم دون أميتش وويلفورد بريملي وهيوم كرونين، ومنحهم قوى خارقة للطبيعة مثل استعادة الشباب والتجدد وعلاج الأمراض، حيث يستردون حيويتهم ويعيشون تجارب حياتية جديدة ومثيرة بما فيها إقامة أحدهم علاقة حب مع كائنة فضائية!

3- توصيل الآنسة ديزي Driving Miss Daisy (1989)

يعد الفيلم الدرامي هذا الحائز على جوائز عديدة للمخرج بروس بيرزفورد نموذجاً سينمائياً فريداً تتم الإشارة إليه في تجاوز كثير من القوالب النمطية.

يسلط العمل الضوء على علاقة مميزة بين شخصيتي الآنسة ديزي (جيسيكا تاندي) التي تعيش في أتلانتا وترفض في البداية بشدة فكرة الحاجة إلى سائق بعد تعرضها لحادثة، لكن يأتي هيرولد (مورغان فريمان) ليتولى مهمة توصيلها ومساعدتها في القيادة.

تتطور العلاقة بين ديزي وهيرولد بمرور الوقت، حيث تتشكل روابط صداقة واحترام متبادل بينهما على الرغم من الفجوات الاجتماعية والثقافية والعرقية، ونشاهد كيفية تأثيرهما المتبادل على حياة كل منهما. يبرز "توصيل الآنسة ديزي" بروعة قوة الأداء والتمثيل في تجسيد شخصيتين كبيرتين في السن بطريقة تتجاوز الصور المستكينة، حيث ينقل فريمان وتاندي تجربة الشيخوخة بأعمق وأصدق شكل ممكن، ويركزان على أهمية النضج الذي يعكس جمال وقيمة العلاقات الإنسانية والتفاهم، في قصة مؤثرة عن الصداقة والتسامح وتقبل المرء نفسه عندما يتقدم في العمر.

4- قصة ستريت The Straight Story (1999):

هذا الفيلم الدرامي من إخراج ديفيد لينش يستند إلى قصة حقيقية ويعتبر عملاً يتفرد في تسليطه الضوء على الجوانب الإيجابية للشيخوخة والإنسانية بشكل عام. تدور القصة حول آلفن ستريت (يجسده ريتشارد فرانزورث)، رجل مسن يعيش في إحدى الضواحي الريفية بولاية آيوا. عندما يعلم آلفن أن شقيقه الأصغر الذي يقطن بعيداً أصيب بسكتة دماغية يرغب في زيارته، لكن البطل لا يستطيع قيادة السيارة بعد تعرضه لأزمة صحية فرضت عليه السير على عكازين. فيقرر آلفن الانطلاق في رحلة ملحمية عبر الولايات المتحدة لمسافة 240 ميلاً على ظهر جزازة عشب آلية شديدة البطؤ. خلال هذه الرحلة الطويلة والمليئة بالمغامرات، يلتقي آلفن بعدد من الأشخاص ويشكل علاقات معهم، ويكتشف جوانب إيجابية للكبر في السن بمساعدة العائلات والأصدقاء الذين يتعرف عليهم أثناء مغامرته. يظهر الفيلم قوة الإرادة والمثابرة في مواجهة التحديات الكبيرة والبسيطة في الحياة اليومية وكيف يمكن أن تكون الشيخوخة فرصة لاكتشاف الجمال في العالم وتواصل الروابط الإنسانية في عمل يمكن اعتباره درساً مهماً في القوة والإيجابية في مرحلة الشيخوخة.

5- سلة الأماني The Bucket List (2007):

ربما تكون هذه الدراما الكوميدية للمخرج روب رينر أول عمل يخطر بالبال عند الحديث عن التعامل غير النمطي مع مسألة التقدم في السن، حيث يطرحها ضمن إطار ممتع ويبرز كيف يمكن للأشخاص تحقيق أحلامهم وتجاربهم حتى وهم يقتربون من الموت.

تدور القصة حول رجلين مسنين هما إدوارد (جاك نيكلسون) وكارتر (مورغان فريمان) يتم تشخيص إصابتهما بمرض السرطان في مراحل متقدمة. يلتقي البطلان عند وضعهما في الغرفة نفسها في المستشفى ويكتشفان أن لدى كل منهما "سلة أمان" يرغبان في تحقيقها قبل أن يموتا.

تبدأ رحلتهما الملحمية في تحقيق أحلامهما التي تشمل تجارب مثل القفز من الطائرة، وزيارة الأهرامات المصرية، والتمتع بأكل أشهى الأطباق في العالم. خلال هذه المغامرات تنمو الصداقة بين الرجلين ويكتشفان أموراً كثيرة جميلة في الحياة ويتغلبان على التصورات المحدودة للشيخوخة والمرض ويتحديان القيود المفروضة على هذه المرحلة العمرية. تعامل الفيلم بأسلوب كوميدي ومؤثر مع موضوعين لطالما طرحا ضمن إطار كئيب يجعله مرجعاً لا بد منه حول قيمة الحياة والصداقة وتحقيق الأماني بغض النظر عن العمر أو الظروف الخارجية.

6- غران تورينو Gran Torino (2008):

يتميز هذا الفيلم الدارمي من إخراج وبطولة كلينت إيستوود بتصويره البطولة والعزيمة لتجربة التقدم في العمر. تدور أحداثه في مدينة ديترويت، وتركز حول شخصية والتر (إيستوود) المحارب القديم من أيام الحرب الكورية، وهو رجل عجوز يعيش وحيداً في حي تهيمن عليه العصابات.

بعد مرور وقت قصير على وفاة زوجته، يجد والتر نفسه في موقف يتعين عليه التعامل مع جيرانه من المهاجرين الكوريين الذي ينتمون لعصابات همونغ. تبدأ المشكلات والاشتباكات مع العصابات المحلية، وعلى الرغم من تشدد والتر وعنصريته في البداية، فإنه يطور علاقة غير متوقعة مع شاب يدعى ثاو (بي فانغ) بعد محاولته سرقة سيارته الكلاسيكية من نوع غران تورينو.

تتطور العلاقة بين الرجلين بشكل ملحمي، ويقوم والتر بتدريب ثاو على مفهوم الشرف والاحترام الذاتي والشجاعة، كما يتحول والتر إلى محاولة حماية الجيران من عصابات الشوارع الأخرى. يتعامل الفيلم بشكل مؤثر مع مفهوم التحول الشخصي وتغير الآراء العنصرية وتأثير الصداقة على الإنسان والتسامح والتعلم المتبادل، حتى ممن هم أصغر سناً، وانعكاس ذلك على أفكار الإنسان وتوجيهه نحو الإيجابية والعفو.

7- فوق Up (2009):

مع أنه فيلم رسوم متحركة، لكن هذه القائمة لما كانت ستكتمل من دون ذكر فيلم "فوق" من إنتاج شركة بيكسار الحاصل على عديد من الجوائز أبرزها أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة وأفضل موسيقى تصويرية. يسلط فيلم المخرجين بيت دوكتر وبوب بيترسون الضوء على قوة الأحلام والمغامرة في جميع مراحل الحياة.

يروي العمل قصة كارل فريدريكسن (يؤديه صوتياً إد آسنر)، رجل اقترب من الثمانينيات من عمره يقرر تحقيق حلم طفولته المستحيل. بعد وفاة زوجته، يقوم كارل بربط بيته بآلاف البالونات المملوءة بغاز الهيليوم ويطير به إلى جنوب أميركا. أثناء رحلته، يكتشف كارل أنه ليس وحيداً، حيث ينضم إليه صبي صغير هو راسل (جوردان ناغاي).

تتطور القصة بزخم من المغامرات والمشاعر العميقة والعلاقات الإنسانية، ويتناول الفيلم مفهوم الشيخوخة بشكل إيجابي من خلال تصوير كارل كشخص يتحدى القيود المفروضة على سنه ولم يجد أي عائق أمام تحقيق حلمه.

بات فيلم "فوق" الآن أحد الأعمال الكلاسيكية لبيكسار بفضل قصته الممتعة ورسوماته الرائعة وتناوله أهمية تجاوز العوائق والقيود المجتمعية وإظهاره أن الشيخوخة تعني الحرية وفرصة لاستكشاف الحياة والمغامرة.

8- ريد Red (2010):

فيلم الآكشن الكوميدي هذا للمخرج الألماني روبرت شفينتكه هو عمل ممتع ومثير ويعالج موضوعي التقاعد والتقدم في السن بطريقة مرحة وغير تقليدية.

تدور أحداث الفيلم حول فرانك موزس (بروس ويليس) العميل المتقاعد الذي اعتزل الخدمة لصالح وكالة الاستخبارات المركزية ويحاول أن يعيش حياة المتقاعدين الهادئة، لكنه يجد نفسه هدفاً لمحاولة اغتيال. يقرر فرانك تجميع فريق من أصدقائه المتقاعدين السابقين من وكالة الاستخبارات المركزية لمواجهة المؤامرة والتحقيق فيها. يظهر العمل الشخصيات الرئيسة، التي تشمل جو وفيكتوريا ومارفين وسارة (يجسدهم مورغان فريمان وهيلين ميرين وجون مالكوفيتش وميري لويس باركر على التوالي)، وهي تستخدم خبراتها ومهاراتها السابقة لمواجهة التحديات وحل المشكلات بغض النظر عن سنها.

يمزج الفيلم بشكل ممتع بين الأكشن والكوميديا، ويقدم مجموعة من المشاهد القتالية والمطاردات التي تزداد إثارة بفضل الشيخوخة المفترضة للأبطال، إضافة إلى ذلك تبرز القصة أهمية الصداقة والعلاقات الإنسانية التي تستمر طوال العمر وكيف يمكن للأشخاص مشاركة تجارب مثيرة حتى وهم في سن التقاعد.

9- الرباعي الموسيقي Quartet (2012):

يعد هذا الفيلم الدارمي الكوميدي من إخراج داستن هوفمان تجربة ممتعة ومثيرة تتناول أهمية الفن والثقافة والشعور بالهدف بين الأشخاص المتقدمين في العمر.

تدور أحداث الحكاية في دار تقاعد للفنانين في إنجلترا، حيث يعيش عديد من الفنانين والموسيقيين الكبيرين في السن. تتعرض الحياة الهادئة في الدار لاختبار عندما تنضم إليها جين هورتون (تؤديها ماغي سميث)، النجمة الشهيرة في عالم الأوبرا والتي تعتبر نفسها أهم نزيلة في الدار وتثير ذكريات وتوترات بين المقيمين الآخرين.

تتبدل الأمور عندما يقرر ثلاثة موسيقيين هم ريجينالد وويلف وسيسي (توم كورتني، بيلي كونولي، بولين كولينز على التوالي) تنظيم حفل موسيقي لجمع التبرعات للدار، ويحاولون إقناع جين بالمشاركة فيها. تتشكل مجموعة من الصداقات الجديدة والتفاهمات خلال التحضيرات للحفل وإحيائه. يعالج "الرباعي الموسيقي" موضوع التقدم في السن بشكل جميل ومؤثر، ويوضح كيف يمكن للأشخاص في مرحلة الشيخوخة استخدام خبراتهم ومهاراتهم السابقة لتحقيق أشياء رائعة والمساهمة في المجتمع بطرق جديدة، كما يظهر قيمة الفن والثقافة في تحقيق التواصل والوحدة بين الأفراد وتخطي التحديات بروح إيجابية ويثبت أن الإبداع ليس له عمر محدد.

10- أرض الرحل Nomadland (2020):

يتم تناول التقدم في السن بشكل مبتكر ومؤثر في هذا الفيلم الدرامي للمخرجة كلوي جاو الحاصل على أوسكار أفضل فيلم. بطلة القصة هي فرانسيس (تؤديها فرانسيس ماكدورماند)، امرأة كبيرة في السن تفقد وظيفتها في مدينة إمبيريال فالي بولاية نيفادا بسبب إغلاق منجم الجبس الذي كانت تعمل فيه. بعد خسارة منزلها وزوجها، تبدأ فرانسيس حياة تتنقل خلالها بشاحنتها وتتحول إلى عيش الترحال في الغرب الأميركي. تلتقي برحل آخرين، من بينهم ديفيد (ديفيد ستراثيرن) وتشاركهم البساطة ومحاولة البحث عن الحرية والروحانية في العالم الطبيعي.

ما يجعل "أرض الرحل" عملاً استثنائياً هو تنقله بين السينما السردية والوثائقية برشاقة وذكاء، إضافة إلى عرضه الطبيعة الخلابة والمشاهد الهادئة في تناقض مع اللحظات المؤثرة والدرامية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يتحدث العمل عن التحدي الشرس للصور النمطية للتقدم في السن بين النساء، مبرزاً قوة الأنثى وقدرتها على التأقلم مع التحديات وتجاوزها بغض النظر عن الجنس والسن وكيف يمكن للنساء في أي مرحلة أن يكن قويات ومستقلات ويعثرن على الجمال في بساطة عيشهن وقربهن من الطبيعة.

من خلال النماذج القليلة السابقة، نرى بجلاء أن الشيخوخة ليست نهاية القصة بل بداية جديدة لمغامرات مثيرة وحكايات ملهمة، حيث أثبتت لنا هذه الشخصيات الكبيرة في العمر أن القوة والإرادة لا تقتصران على الشباب، بل هما من الخصائص البشرية التي يمكن أن تنضج مع مرور الزمن.

ومع أن السينما العالمية ما زالت مقصرة، فإن هناك شحاً واضحاً في العالم العربي في الإنتاجات التي تسهم في تغيير التصورات السلبية وتسلط الضوء على هذه الشريحة العمرية الكبيرة وتمكينها بدلاً من تهميشها. بالتأكيد هناك مواهب بين صناع السينما، سواء الأسماء الصاعدة أو المخضرمة، قادرة على اتخاذ هذا التحدي كجزء من مهمتها الفنية، وتقدم قصصاً لا تنسى تلامس قلوب الجماهير، وتذكرنا بأن المسنين مصدر مهم للحكمة والخبرة وأساسي في الحياة، لأنه وكما يقول المثل الشعبي "من ليس لديه كبير يعدم التدبير".

المزيد من سينما