Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يناور عباس لإنقاذ القضية الفلسطينية من التصفية؟

اعتبر "حماس" لا تمثل الشعب لكنه رفض إدانة هجومها على إسرائيل

عباس تمسك بأن منظمة التحرير الفلسطينية "ترفض قتل المدنيين من الجانبين وتدعو إلى إطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين من إسرائيل وحماس" (أ ف ب)

ملخص

الرئيس الفلسطيني اتخذ خطوة للوراء لإنقاذ القضية الفلسطينية رافضاً استهداف المدنيين من الطرفين من دون إدانة "هجوم حماس".

يسابق الرئيس الفلسطيني محمود عباس الزمن محاولاً النأي بالقضية الفلسطينية عن هجوم "حماس" على إسرائيل، محاولاً التناغم مع كل مرحلة بدءاً من دعم شعبه في النضال من أجل حريته ودولته وصولاً إلى رفض استهداف المدنيين من أي جانب.

الرئيس عباس تمسك بأن منظمة التحرير الفلسطينية "ترفض قتل المدنيين من الجانبين وتدعو إلى إطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين من إسرائيل وحماس".

وبدأ موقف الرئيس الفلسطيني يتبلور قبيل ساعات من لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في عمان الجمعة الماضي، معلناً "نبذ العنف والالتزام بالشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة والمقاومة الشعبية السلمية والعمل السياسي طريقاً للوصول إلى أهدافنا الوطنية".

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن الرئيس محمود عباس خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، حديثه عن أن "سياسات وبرامج وقرارات منظمة التحرير الفلسطينية هي التي تمثل الشعب الفلسطيني بصفتها الممثل الشرعي والوحيد له".

لكن تصريحات أبو مازن أثارت موجة استياء بين الفلسطينيين، دفعت وكالة "وفا" إلى التخفيف من حدتها، بالإشارة إلى أن "منظمة التحرير هي التي تمثل الشعب الفلسطيني وليس سياسات أي تنظيم آخر".

وطالب عباس بـ"ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا بشكل فوري وحمايتهم، والسماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة لقطاع غزة، وتوفير المستلزمات الطبية، وإيصال المياه والكهرباء والوقود للمواطنين هناك".

ويأتي موقف الرئيس الفلسطيني في ظل تعليماته بمنع إجراء حوارات مع المسؤولين الفلسطينيين منذ بداية حرب غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

ومنذ هجوم "حماس" المباغت على إسرائيل الذي وصفته باليوم الأسود في تاريخها، يتمسك الرئيس الأميركي جو بايدن بموقف يعتبر أن الحركة "لا تمثل الشعب الفلسطيني وسعيه إلى تقرير مصيره".

ودعا بايدن أمس الأحد إلى "القضاء على حركة حماس بالكامل، لكن يجب أن تكون هناك سلطة فلسطينية وطريق الدولة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبه رفض مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش تفسير أسباب تصريحات عباس، مضيفاً أنها "طبيعية، وبأن لا أحد يمثل الشعب الفلسطيني سوى منظمة التحرير".

وجاءت تصريحات أبو مازن، التي نأى فيها بالقضية الفلسطينية عن "حماس"، بعد ساعات على إصدار حركة فتح التي يتزعهما بياناً تبرأت فيه من تصريحات لعضو لجنتها المركزية عباس زكي أشاد خلالها بحركة "حماس" وهجومها على إسرائيل.

وقال زكي في مقابلة تلفزيونية إن الفلسطينيين "كانوا مع السلام الخادع" في ظل "عجز عربي عن تقديم أي شيء للفلسطينيين"، مضيفاً أن "الشعب الفلسطيني أكبر من قياداته".

وأضاف زكي "أننا نسير مع المقاومة ونترفع عن الفتن الداخلية والصراعات"، معتبراً أن الحرب الحالية هي "معركة الفلسطينيين كافة، وأن حركة حماس جزء أساسي من المسيرة الوطنية، وأن المطلوب تصفية القضية الفلسطينية".

وفي رد على ذلك، نسبت وكالة "وفا" الرسمية لمسؤول فلسطيني قوله إن "تصريحات عباس زكي لا تمثل إلا نفسه، ولا تعبر عن موقف حركة فتح، أو سياسة منظمة التحرير الفلسطينية".

وفي تفسيره لموقف أبو مازن الجديد، أوضح القيادي الفلسطيني السابق في حركة فتح نبيل عمرو أن عباس "لا يخفي رفضه الدائم لأي عمل عسكري من أي طرف فلسطيني ضد إسرائيل".

وتابع "الرئيس عباس لا يزال يرى بإمكان إيجاد أفق سياسي لحل القضية"، مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني "يحاول تمييز منظمة التحرير عن حركة حماس، لكنه لم يصل إلى حد الاستجابة للضغوط الأميركية بإدانة الهجوم"، على حد قوله.

بينما يرى المحلل السياسي محمد هواش أن الرئيس عباس "يتعرض لضغوط كبيرة لإدانة هجوم حماس ومع ذلك فإنه يرفض ذلك"، إلا أنه "يحاول التخفيف من حجم العدوان على قطاع غزة، والعمل على إيقافه عبر إطلاق تلك التصريحات".

وأوضح هواش أن الرئيس عباس يسعى إلى التخفيف عن الشعب الفلسطيني، والعمل على إفشال محاولات شطب القضية بالكامل"، مشيراً إلى أن المطلوب هو "الابتعاد عن العواطف، وتقليل تبعات قرار فصيل فلسطيني واحد على الشعب الفلسطيني".

وختم حديثه بقوله، "عباس يخبر العالم لا تحملوا الشعب الفلسطيني مسؤولية عمل لم تقم به منظمة التحرير".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات